الأحداث المتعاقبة وكرامة الشباب العرب
د. يحيى محمد ركاج* ( سورية ) الجمعة 30/6/2017 م …
الأحداث المتعاقبة وكرامة الشباب العرب …
* باحث في السياسة والاقتصاد …
الزمان: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن وشعائر الرحمن في عيد الفطر المبارك
المكان: بلاد الدماء المهدورة في شرق المتوسط
الأحداث: ترهات صبية الخليج ومؤتمر هرتسيليا الصهيوني وكرامة الشعوب العربية.
لم تمضي على غزوة عراب المال والأعمال، الفيل الجمهوري ترامب إلى منطقة الخليج العربي واتفاقياته الموقعة شفوياً وكتابياً في المملكة العربية السعودية سوى بضعة أيام قليلة حتى بدأ صبية الخليج وغلمانهم تراشق الاتهامات فيما بينهم، وبدأ معهم مسلسل الردح والتهديد والوعيد ومحاولة بسط السيطرة والنفوذ كما كان الوضع أيام الجاهلية الأولى وحكم الإمارات والعشائر والقبائل, وبدأ معه أيضاً شراء الولاءات والاصطفافات، وترسيخ المذهبية والعشائرية والقبلية، وعاد بنا الزمن حقباً للوراء كما كان حال غلمان الخليج في فترة تسعينيات القرن الماضي وحرب الخليج الثانية أو ما يحب البعض تجاهلاً أن يطلق عليه ملحمة تحرير الكويت، أو كما كان العرب سابقاً أيام سايكس بيكو وغيرها من مآسي الجهل التي ندفع أثمانها في هذه الأيام.
لن أخوض كثيراً في لعبة تراشق الدمى المتحركة والأصنام التي تتحرك باستراتيجية الولايات المتحدة القائمة في مكوناتها على سرقة ثروات الشعوب الأخرى عموماً، وسرقة ثروات الشعب العربي على وجه الخصوص، إنما سوف أعرض للحدث المرافق للعبة التراشق التي ضللت الشعوب المتتبعة لفقاعات الإعلام الزائف من العبرية والخنزيرة القطرية وغيره، حيث انعقد في الكيان الصهيوني مؤتمر هرتسيليا السابع عشر بمشاركة شخصيات سياسية وعسكرية وأمنية وأكاديمية وإعلامية وقانونية من داخل الكيان الصهيوني وخارجه، وتضمن المؤتمر نقاطاً في غاية الأهمية منها إقرار الكيان بأنه لم يحقق أي نصر منذ عام 1967، واهتزاز الثقة بمقدرة عساكر الكيان على المواجهة القادمة بمفردهم مع حلف المقاومة، وغيرها من الأمور الإيجابية والسلبية الأخرى، إلا أن أبرز ما أرى الوقوف عنده هو نقطتين:
الأولى: في التوجه المعلن للكيان الصهيوني للتحالف أو إظهار تحالفاته الخفية مع دول الخليج العربي أو ما أطلق عليه في المؤتمر المذكور مصطلح “الدول السنية”، لمواجهة محور المقاومة تحت غطاء وذريعة المد والأطماع الإيرانية، الأمر الذي يتم لأجله تعبئة فقراء وبسطاء الشارعين العربي والإسلامي في كل البلاد العربية والإسلامية.
الثانية: وتتمثل بالخطر الديموغرافي الذي يستشعره الكيان الصهيوني والذي يشكل برأيي الهاجس الأكبر على مستقبل تواجد الكيان في أراضينا المحتلة، لما له من آثار كبيرة على استدامة الزيف الصهيوني كقوة متفردة متحالفة مع القوى العظمى، ولتأثره بأي حدث يقوم في هذه المنطقة من توتر أو حرب وغيره، الأمر الذي يفسر بعض ما جرى في منطقة شرق المتوسط وبعض ما يجري الآن من تراشقات صبيانية لدمى الخليج المتحرك على إيقاع الإعلام الزائف.
وعلى خلفية هذين الحدثين الإعلاميين الكبيرين الذي طغى إظهار وإشهار الأول على سرية الحدث الثاني والتكتم على مفرزاته، وعلى داعميه كما ورد على لسان المجتمعين في المؤتمر الصهيوني من حكام يترأسون دولاً عربية خليجية وغير خليجية، أتت رسالة الشعوب العربية المقاومة في شتى أرجاء الوطن العربي المنهك من الفتن ومن الحكام الدمى وأشباه الرجال، الرسالة التي نقلها نيابة عنهم صدق وشفافية الرئيس الأسد والتحامه بشعبه الصامد والمدافع عن كرامة بلده وكرامة المقاومة في جميع أنحاء الأرض، فاضحاً كذب وزيف الإعلام، وهادراً ما تبقى من كرامة للمامة الأعراب التي لم تعد تتستر على علاقتها بالكيان الصهيوني ولا عن تآمرها على شعوبها الأبية، ولا عن تقديم ثروات وخيرات شعوبها للعدو الغاصب.
رسالة عبر عنها الشارع العربي من محيطه إلى خليجه عبر أكادميين وفنانين وأدباء وفقراء وبسطاء الشارع العرب، مفادها سأبقى عربي شامخ وأنادي بالعروبة يا عرب، فأرضي من المحيط إلى الخليج لا يحميها كراسي الحكام، إنما قربانها دماء أهل القدس والشام وبغداد والجزائر وصنعاء وباقي بلاد العرب.
التعليقات مغلقة.