الإرهاب المجرم في سوريا من منظور المصلحة الأردنية
عبد الهادي الراجح ( الأردن ) الثلاثاء 4/7/2017 م …
الإرهاب المجرم في سوريا من منظور المصلحة الأردنية …
تحيرني كثيرا بعض الأصوات في وطني بخصوص الإرهاب المجرم الذي تتعرض له سوريا الشقيقة وهم من ثلاثة اتجاهات ، الأول وهو الغالبية لا يكتب إلا وفق التعليمات بعد زيارة السفارات إياها وقبض الثمن في كل حرف يكتبه والمصيبة أن هؤلاء كلما زادت الكلمات الثورية المزعومة كلما زاد الأجر رغم أننا لم نقرأ لهم يوما فيما يخص الشأن الوطني وهم معروفين وأمرهم لا يعنينا ، ولا ننسى ذكاء شعبنا الفطري بحل الكلمات المتقاطعة وكشف هؤلاء الراقصين على جراح الوطن والأمة .
أما الاتجاه الثاني فهم راكبي الموجة حيث وجدوا مناخا فاسدا وأخذوا يبثوا سمومهم وليس لديهم مشكلة في طرح الشيء ونقيضه تماما على طريقة نحن هنا .
أما الاتجاه الثالث والأخير وهو ما أكتب عنه ومن أجله فهم المخدوعين مما يجري ولو سألت أحدهم لن يقول لك أكثر من كلمتين الرئيس الأسد يقتل شعبه ، طبعا هؤلاء معذورين فالحرب على سوريا هي حرب عالمية بالوكالة والإعلام مادتها الأساسية ومفتاحها الكيان الصهيوني وأطرافه للأسف دول عربية وإسلامية أنظمتها مرتبطة بدوائر القرار الصهيو أمريكي وهذا ليس كلاما بالهواء أو دفاعا عن الدولة السورية فقد نقلت وسائل إعلام العالم كله دعم الكيان الصهيوني لفصائل بما يسمى بالمعارضة السورية المسلحة وخاصة تجار الإسلام السياسي منهم ، فما هي مصلحة هذا الكيان ؟؟؟؟
وكيف أن قطعان تلك المعارضة المسلحة والمسماة إسلامية يعالجوا في مستشفيات العدو ، وقد نقلت وسائل الإعلام العالمية عن زيارة وزير الدفاع الصهيوني لقطعان جرحى هؤلاء المعارضين وللاطمئنان عليهم ، فكيف وبأي حق نسمي هؤلاء إسلاميين ومجاهدين إلا على طريقة الإسلام الأمريكي الذي يريده لنا أعداء الأمة ، وبما أن هذا المقال موجه لهذه الفئة من أبناء وبنات شعبنا الطيب فدعوني أطرح عليكم افتراضا ، فماذا لا سمح الله لو أن الإرهابيين نجحوا بالسيطرة على سوريا ، أين مصلحة الأردن في ذلك لو أصبحت داعش والنصرة وأخواتها على حدودنا الشمالية لا قدر الله مرة أخرى ، وجرائم هؤلاء القتلة الدواعش وغيرهم ليست غريبة علينا فبالأمس القريب ودعنا كوكبة من الشهداء نتيجة جرائم الدوعش وأخواتها القتلة سواء حادثة الحدود أو قلعة الكرك أو حادثة البقعة وغيرها من حوادث القتل لأبناء شعبنا ومنتسبي أجهزتنا الوطنية بمختلف تخصصاتها .
لذلك نقول قليل من الحكمة يا أصحاب الاتجاه الثالث ، فلا يوجد دولة تقتل أبناءها فكيف بسوريا صانعة الحضارات ونظامها القومي الأصيل ، والأسلحة الأخرى التي تقاتل في سوريا ومدعومة من كل شياطين الأرض هل ترمي وردا وسلاما على شعبنا السوري الصامد فأي ثورة تلك الذي يتحدث عنها الدهماء من الناس هل هي داعش أو النصرة أو جند الشام والى آخر هذه المسميات من القتلة المرتبط كل تنظيم منهم بسيد في الخارج ، أي ثورة هذه التي تتحدثون عنها وقد أسأتم بذلك لاسم ومفهوم الثورة ، ولو كان الحكم في سوريا بلا شرعية ولا حاضنة ما استطاع الصمود كل تلك السنوات في وجه حرب عالمية عليه بالوكالة وصلت حتى بالدعاء عليه في أقدس الأماكن من قبل مشايخ السلاطين ، وهنا سيقول بعض المتشدقين لولا دعم روسيا وإيران وحزب الله لما صمد ، وهنا الإجابة أن كل متابع يعلم أن أصدقاء سوريا إيران وروسيا وحزب الله هم آخر من تدخل في الأزمة السورية وهذا يعرفه حتى الجالس على قارعة الطريق ، والتدخل الروسي وهو الأهم جاء كما يعلم كل متابع منصف بعد تحري مخابراتي روسي حيث وضع تقرير خطير أمام الزعيم الروسي فلاديمير بوتين عن حرب إقليمية على سوريا من الشمال بدعم تركي ومن الجنوب بدعم أمريكي وحلفاء أمريكا ، وهنا اتخذ الرئيس الروسي قراراه التاريخي بالتدخل انطلاقا من مصلحة روسيا حيث يوجد الكثير من القتلة ممن يحملون الجنسية الروسية ويقاتلوا في سوريا ، وهنا التقت مصالح الدول سوريا وروسيا مع إيران وهذا أمر طبيعي وهؤلاء القتلة في حالة عودتهم سيكونوا قنابل موقوته ناهيك عن مصلحة الدولة الروسية التي التقت مع الدولة السورية ومصلحة العالم في محاربة الإرهاب التكفيري المجرم ومرتزقته الذين تركوا فلسطين المقدسة أرض الجهاد والمقدسات التي تهود وجاءوا لسوريا حيث جهاد النكاح كما اعترف بذلك وبشجاعة تحسب له وزير داخلية تونسي الذي قال أن هناك من غرر بفتيات تونسيات وتم إرسالهم لسوريا إضافة للأموال التي وصلت لدرجة الخرافة حيث يومية المجاهد المزعوم أكثر من ألف دولار يوميا تدفع من بعض دول الإقليم التي أصبحت تعاني من عجز مالي فهل ثورة يدعمها أعداء الأمة تعتبر ثورة وطنية من الأمريكي للتركي للخليجي للبريطاني للفرنسي حيث كل قطيع منها له سيدا بالخارج ، فبالله عليكم هل هذه ثورة .
لذلك نقول من مصلحة أردنية بحتة أن الصمود السوري الأسطوري قد حمى وطننا الأردن كما حمى كل المنطقة والعالم من قطعان الإرهاب المجرم المتستر بالدين ونقول لأصحاب الاتجاه الأخير الذي نخاطبه حكم ضميرك واعلم أن الكلمة أمانة ومصلحة الوطن فوق كل اعتبار ، فهل يوجد منكم من عانى كما عانى المناضل القومي الأصيل المحامي مجلي نصراوين أبوسليم الذي اعتقل اثنان وعشرون عاما في سوريا واليوم هو أكثر المدافعين عن سوريا ويرأس لجنة اسمها كتاب وصحفيون للدفاع عن سوريا .
نقولها بكل فخر واعتزاز كما قلنا من البداية نحن مع سوريا شعبا وجيشا وقيادة شجاعة متمثلة بالرئيس بشار الأسد انطلاقا من مصلحتنا الوطنية والقومية والإنسانية معا ولا عزاء للصامتين
التعليقات مغلقة.