معاناة الفلسطينيين في ليبيا الثورة..
معاناة الفلسطينيين في ليبيا الثورة..
شبح الموت والتشرد يخيم علي الفلسطينيين في ليبيا الجديدة
الثلاثاء 4 / 7 / 2017 م
الأردن العربي – بقلم ريبيكا موراي/ وكالة إنتر بريس سيرفس
في العام الماضي وبعد الإطاحة بنظام معمر القذافي، طردت هدى وعائلتها الفلسطينية من منزلهم في طرابلس. المنزل الذي اهدي لهم من الحكومة الليبية التي كان يرأسها الرئيس المخلوع معمر القذافي.
تقول هدى، وهي امرأة في منتصف العمر تكتسي كلها باللون الأسود، وهي تنفجر بالبكاء، “حدث ذلك في أغسطس الماضي، تغيرت الناس واصبحت شريرة وكان هناك الكثير من العنف ضدنا بعد زوال النظام السابق ، لم تكن هناك حكومة. وكان زوجي قد أصيب بنوبة قلبية، وكنا خائفين”جدا ، وتضيف، حضرت مجموعات من الثوار وانهالو علينا بالضرب المبرح وقامو بتحطيم كل شيء في المنزل وقامو بمصادرة اموالنا “توسلنا للثوار لإعطائنا المزيد من الوقت للبحث عن مكان آخر نذهب اليه ، لكنهم رفضوا وتجمع الاطفال من الحي وبدؤوا يشتمونا ويرمون الحجارة علينا.خرجنا من المنزل تحت الضرب والاهانات ، وكانوا كلما شتموا القذافي يشتموننا والعكس صحيح ، تركنا منزلنا وأثاثنا وكل شيء. لقد تم طردنا من منزلنا بقسوة وعنف” شديدين .
وهدى هي أصلا من فلسطين، هاجرت من فلسطين مع ذويها الى الاردن عام ١٩٦٧ ، والى ليبيا عام ١٩٧٣ حيث اعطوا منزلا ووظيفة ، وشعروا اخيرا بلإستقرار.
وبعد دفع قيمة الإيجار الشكلية وهي ١٠ دنانير سنويا للحكومة لمدة تزيد على ثلاثة عقود انتهت بالتمليك ، تحولت هدى إلى دفع ٥٠ ضعف للمليشيا شهريا . لكنهم عادو وجاءوا للمطالبة بالمنزل بعد عامين من الثورة .
فمنذ قيام الثورة في ليبيا، ظهرت نزاعات الملكية باعتبارها التهديد الرئيسي للأمن الوطني في ليبيا. هي العنصرية مابين الفبائل المتصارعة والعنصرية ايضا تجاه الفلسطينيين ، وعلى الرغم من أن معظمها يتعلق بالليبيين ، إلا أن الأزمة هزت بشدة مجتمع اللاجئين الفلسطينيين ، لأن جميع الفصائل وتحديدا ذات الطابع الاسلامي تبطش بالفلسطينيين .
وحاليا هناك ما يقدر بما بين 45,000 إلى 70,000 فلسطيني في ليبيا. ومن الصعب الحصول على إحصاءات دقيقة خاصة بعد حرب العام الماضي ، وهروب عدد كبير منهم ومقتل آخرين بدم بارد ، وهناك الكثير من المشردين الفلسطينيين داخلياً أو ممن يقيمون بصورة غير شرعية .
ويذكر أن ليبيا هي من الدول الموقعة على بروتوكول الدار البيضاء في عام 1965، وهو الذي يحمي الحقوق الفلسطينية في الدول العربية.
وابان حكم القذافي كان الفلسطيني يقيم اقامة دائمة ويحصل على افضليات لايحصل عليها اي عربي وحتى الليبي نفسه ،وكانت ليبيا ترحب على الدوام باللاجئين الفلسطينيين القادمين من جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك قطاع غزة ولبنان، والذين حظو بفرص للعديد منهم للعمل بالنفط والغاز، والتجارة والتعليم وغيرها من الاعمال ، وحصلوا بالمقابل على الإسكان المدعوم من قبل الدولة ، والتعليم المجاني والرعاية الصحية. كما اثبتت العمالة الفلسطينية تميزها واخلاصها .
وعلى الرغم من أن القذافي متهم بتبني متشددين فلسطينيين ،فقد تطوع العديد من الشبان الفلسطينيين للدفاع عن ليبيا في حربها مع الحلف الذي انطلق من تشاد فيما عرف بحرب تشاد ابان عقد الثمانينات من القرن الماضي .
وتقول الدكتورة إيلنا فيدان قاسمية، الباحثة في مركز دراسات اللاجئين في جامعة أكسفورد، أنه عندما بدأت الثورة في عام 2011، كان ذلك وقتاً مخيفاً للفلسطينيين، الذين كانوا بمثابة المراقب لما يحدث.
وتشرح، “الأفراد الذين تحدثت إليهم قالوا أنهم تعرضوا لهجوم من قبل القوات المئتلفة مع قوات الناتو ، أو أنهم تعرضوا لهجوم من مجهولين بسبب وجود ارتباط موالاة مفترض مع النظام السابق” من قبل الفلسطينيين .
ووفقا لفيدان قاسمية، كان الكثيرون يريدون البقاء وعدم فقدان منازلهم والفرص الاقتصادية التي كانوا يأملون في عودتها مرة أخرى بعد استقرار الأوضاع.
وبدوره، يقول الدكتور المتوكل طه، السفير الفلسطيني الجديد لدي ليبيا، إن التحدي الأكبر لمن يرغب بالهروب من ليبيا هو للفلسطينيين الذين يحملون بطاقات ليبية ويقدر عددهم بأكثر من نصف الفلسطينيين الموجودين في ليبيا ، ووثائقهم منتهية الصلاحية ويخشون التقدم إلى السلطات (بطلب تجديدها) ، خوفا من التنكيل بهم . او اعتقالهم او قتلهم او الهجوم على منازلهم ومصادرة املاكهم .
وينبه إلي أن الحكومة الليبية سوف تطلب قريباً من الفلسطينيين الحصول على تصاريح الإقامة … وبالقوانين الجديدة سوف تتغير الأمور.. إجتماعيا واقتصاديا وقانونيا للاسوأ .
ويتوقع طه أن تؤدي سياسات السوق الحرة الحكومية الجديدة إلى رفع الأسعار للفلسطينيين بسبب إلغاء الإعانات والحصص التموينية التي كانت تصدر عن العقيد القذافي . كما انه من المرجح تحديد من الذين يمكنهم الحصول على الرعاية الصحية المجانية والتعليم المجاني والإسكان ، وبالتأكيد لن يكون للفلسطينيين او غيرهم فرصة للاستفادة من ذلك ضمن العهد الجديد .
من المؤكد أن أنور سيكون أحد الضحايا، وهو فلسطيني عمره 67 عاماً جاء إلى ليبيا من جنوب لبنان في عام 1972. وقد طرد أنور مؤخرا من منزله، ويقول إن احد افراد المليشيا من المراهقين لوح ببندقيته في وجهه منذرا اياه عشر دقائق فقط للمغادرة لم تمضي خمس دقائق حتى انهال بالرصاص على المنزل وخرجت باعجوبة تاركا منزلي واثاث بيتي وكل ما املك .
ويقول أنور، “لا يوجد قانون يحميني. كنت أعرف أنني إذا رفضت المغادرة سأفقد حياتي دون ان يأبه لي احد ، كون هناك جيران لي بمثل وضعي من الفلسطينيين تم إجلائهم بالقوة” ، ومن قاوم قتل بدم بارد .
والآن، يناضل أنور لتوفير المال الكافي لإقامته مع زوجته وأولاده في شقة بإلإيجار أعلى بسعر كبير. فأربعة من أطفاله يعانون الإعاقة الوراثية، ويعتمدون إعتمادا كليا على والديهم ونظام الرعاية الصحية المجانية سحب منهم عام ٢٠١٢ ،
هذا ولا يزال قانون الإسكان 4 سارياً، ويتنظر اقتراح تشريعي جديد لتغييره قرار الحكومة القادمة. والذي يصادر املاك الفلسطينيين اذا ما اقر .
ووفقاً لمحامي حقوق الإنسان صلاح مرغني، فإن تلك الإخلاءات على الأغلب غير قانونية.. لكن نظام المحاكم قد انهار تقريبا في الأشهر القليلة الماضية.. فإذا طرد شخص ما بالقوة وذهب إلى المحكمة، فإنه من غير المحتمل أن يجد قاضياً يعيده إلى بيته مرة أخرى.. قد يحصل على قطعة من الورق. لكن إذا كان المالك تنتظره كتيبة ميليشيا امام بيته ، فما الذي يمكن لهذا الشخص أن يفعله؟..
هذا ويقود شاكر محمد الدخيل جمعية تأييد مالكي العقارات المكونة من أولئك الذين تمت مصادرة ممتلكاتهم من قبل المليشيات بعد انت انتهى حكم القذافي. ويعترف أن السيطرة على منتسبي المليشيات ومنعهم من اللجوء إلى العنف تمثل تحدياً كبيرا .
ويقول أن السفير الفلسطيني قلق للغاية.. وقد قمنا بإحتجاج صغير خارج مبني السفارة قبل نحو أربعة اشهر بشأن الممتلكات التي نريد إعادتها لأبناء الشعب الفلسطيني .. كان ذلك إحتجاجا تحذيريا…
ويفيد السفير طه بآنه التقى مجموعة الدخيل، وينتظر منهم وضع قائمة بجميع الفلسطينيين الذين يعيشون في العقارات المتنازع عليها حتى يتمكن من تحديد وضعهم الإقتصادي، كل حالة على حدة. كما قام بنقل سفارته من فيلا طفولة محمد الدخيل إلى موقع جديد.
التعليقات مغلقة.