تداعيات ( تفسّخ ) الإخوان المسلمين في الأردن … الدكتور شرف القضاة يهاجم مجدداً : اللهم عليك بمن كذب وخان

 

 

الأردن العربي ( الإثنين ) 2/3/2015 م …

هاجم رئيس مجلس علماء جماعة الإخوان المسلمين الدكتور شرف القضاة، من انشأ “تنظيماً داخل تنظيم” في إشارة الى قيادة جماعة الاخوان المسلمين دون ان يسمهم.

وسبق للقضاة أن انتقد انشاء تنظيم سري تقوده قيادة جماعة الاخوان المسلمين الحالية ومرتبط بحركة حماس وفق ما اعلن سابقاً في تصريحات صحيفة وتدوينات كتبها عبر صفحته على فيس بوك.

القضاة قال مجدداً “اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين خيرا فوفقه لكل خير، ومن أراد بهم غير ذلك فخذه أخذ عزيز مقتدر”.

واضاف في دعائه على من وصفهم التجار بالاسلام والقضية الفلسطينية اللهم من “تاجر بالإسلام بفلسطين فخذه أخذ عزيز مقتدر..اللهم عليك بمن كذب وخان وغدر وأنشأ تنظيما داخل التنظيم”.

القضاة علق في تدوينة اخرى عبر فيس بوك “الأغبياء قسمان:قسم لا يشك في شيء..وقسم يشك في كل شيء”، واضاف “رحم الله من قال: إذا نطق السفيه فلا تجبه..فخير من إجابته السكوت”.

وكشف القضاة عن الجزء الثاني من ورقته التي قدمها في حزيران من العام الماضي، تاليا نص ما كتبه :

للتذكير والنشر:

الجزء الثاني من الورقة التي قدمتها في مؤتمر الإصلاح الأول في نهاية 5/2014.

حكم الإصلاح شرعا:

تعودنا أن نتكلم عن إصلاح النفس والمجتمع والنظام، ولكننا ما تعودنا للأسف أن نتحدث عن الإصلاح الداخلي على أهميته.

الإصلاح الداخلي فرض شرعا لأنه:

1. أمر بالمعروف ونهي عن المنكر كما في الحديث الصحيح (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان).

2. من التواصي بالحق، كما قال تعالى (وتواصوا بالحق) الخاص سرا، والعام علنا.

3. من التعاون على البر والتقوى {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.

4. من الدفاع عن الجماعة، وعن حقوق الإخوان والمجتمع في هذه الجماعة المباركة.

5. امتدح الله الذين ينتصرون ممن ظلمهم {وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ ٱلْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ} وأوضاعنا الآن كالأوضاع التي قال فيها علي رضي الله عنه حينما سئل عن الخوارج: إخواننا بغوا علينا.

ولا يجوز العفو في ذلك، لأن العفو له شروط: أولها أن يكون عن الحق الخاص، وأمر الجماعة ليس من الحقوق الخاصة.

6. الأمر بجهاد الأمراء الظلمة (سيكون أمراء من بعدي يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، لا إيمان بعده). حديث صحيح.

7. خروج السلف على الحكام الظلمة، كما حدث في ثورة الحسين بن علي رضي الله عنهما، وثورة عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، وقد شارك فيهما آلاف من الصحابة والتابعين، وثورة ابن الأشعث التي شارك فيها الجمهور الساحق من العلماء.

عقوبات ترك الإصلاح:

وهي المخاطر التي تهدد الجماعة كلها دون إصلاح، وهي من سنن الله التي لا تتبدل في المجتمعات، وليست الجماعات الإسلامية استثناء من ذلك:

1. العقاب الدنيوي {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}.

2. عدم استجابة الدعاء (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقابًا منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم) حديث حسن.

3. استحقاق اللعن {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}.

4. الإهلاك (أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الخَبَثُ) صحيح البخاري، وحديث السفينة (فإن يترُكوهم وما أرادوا هلَكوا جميعًا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا) صحيح البخاري.

السمع والطاعة.

موضوع السمع والطاعة له جانبان: شرعي، وتنظيمي (تعاقدي).

1. ولي الأمر هو من اجتمعت فيه الشروط، وتم اختياره بطريقة شرعية (لا بالمال السياسي، ولا مخالفة الأنظمة، كالدعاية) واستقام في ولايته فلم يصطف، ولم يهمِّش، ولم يخالف الأنظمة.

2. القيادة الشرعية عليها واجبات ولها حقوق شرعية وتعاقدية، فعليها أن تلتزم هي أولا بواجباتها الشرعية وبأنظمة الجماعة قبل أن تطلب السمع والطاعة من غيرها، وطاعتها مقيدة، وتقويمها واجب، كما قال أبو بكر رضي الله عنه: (وإن أسأت فقوموني) وكما قال عمر رضي الله عنه (إن رأيتم فيَّ اعوجاجا فقوموني).

الخيارات المتاحة:

1. الانعزال، والمنعزل قد يكون صالحا في نفسه، ولكن ذلك لا يكفي، فشتان بين الصالح والمصلح، وصمام الأمان في الجماعات والمجتمعات هم المصلحون، وليس الصالحين، قال تعالى {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} والانعزال سلبية لا تجوز، لما سبق من الأدلة، وما نقل عن قلة من الصحابة فهم ممن لم يتبين لهم وجه الحق، وقد ندموا على ذلك، لأن الله تعالى يقول {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي}.

2. تجاهل الأمر والانشغال بتفاصيل الدعوة مع وجود هذا المرض الخطير، وهذا نوع من عدم الواقعية، ووضع الرأس في الرمال، فالأمر خطير في الدنيا والآخرة، كما سبق.

3. الرضى بالواقع، وهو مشاركة في الجريمة.

4. الاصطفاف المضاد، وهو يزيد المرض انتشارا وخطورة.

5. الإصلاح، وهو الواجب شرعا وعقلا {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.

ولكن كيف؟

‌أ. فشلت كل الأساليب السابقة في علاج الاصطفاف (التنظيم السري) منذ الستينيات.

‌ب. حاولت بعض الشعب الإصلاح – ومنها تلاع العلي 2009 حينما كنت نائبا لشعبتها – وذلك بلقاءات ورسائل إلى كل القيادات في الجماعة والحزب.

‌ج. حاول مجلس العلماء ذلك منذ إنشائه سنة 2007م، وعقد حوالي عشرين لقاء مع الأطراف، أفرادا ومجموعات، ونظم أكثر من ندوة دعي إليها مجلس الشورى والمكتب التنفيذي ونواب الشعب ورؤساء الأقسام، وذلك لتقريب وجهات النظر، أهمها: الفقه السياسي 2009، والاصطفاف 2010، كما عقدنا عدة لقاءات مع المكتب التنفيذي صارحناه فيها بكل شيء، ولكن لا حياة لمن تنادي، بسبب إنكار وجود الاصطفاف أصلا، واللعب على عامل الوقت (التسويف) والوعود.

‌د. ولذلك لا بد من أسلوب جديد، وهو هذا المؤتمر المبارك إن شاء الله، وما تقررونه فيه، وما سيتبعه من خطوات.

نسأل الله أن يلهمنا خير الجماعة والمجتمع.

والحمد لله رب العالمين

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.