هل نحن على أبواب حربٍ جديدة.. ؟؟!

 

 

* د . بهجت سليمان ( سورية ) الجمعة 7/7/2017 م …

هل نحن على أبواب حربٍ جديدة.. ؟؟! …

في غَلَبة الأحداث على التّحليل ، تتظاهر الأولويّات ، أحياناً ، في علاقات مُبهمة أو في شكل غير واقعيّ أو غير حقيقيّ .

كما أنّ تداخل الأسباب و النّتائج في كثافة الأحداث ، تجعلُ تبادلَ المواقع و الأدوار ، يُبدّلُ زوايا الرّؤية في تحريكٍ أو تحرّكٍ ، تبدو فيه مجموعة من الأحداث تنتسبُ إلى جملةٍ سياسيّة واحدة ، هذا إن لم تكن صالحةً لتكونَ عموميّات عامّة ، في الوقت الذي لا ينصحنا فيه التّاريخُ بهذه الاستفاضة في التّعليل.

و على العكس ، فإنّ الحدث الواحد نفسه قد يعني في هذه ” الجملة ” السّياسيّة ، غير ما يعنيه – هو نفسه – في ” الجملة ” التّالية.

هذه صورة من التّعقيدات التي يتعدّاها الصّراع المرير العابر للتّأمّل ، عندما يكونُ لزاماً على خطاب الحرب أن يكونَ عامّاً ، و هو كذلك على أيّ حال.

في الظّاهر ، فإنّ الحدث الخليجيّ الأبرز و المعاصر ، يمرُّ في العلن و المباشرة الصّريحة سهلة التّفسير و التّأويل. .( قَطَر ) مموّلة للإرهاب الإقليميّ و ربّما العالميّ ، أيضاً.. !؟؟

هذا ما ينصبّ عليه الإعلام و من ورائه السياسة الفجّة التي لم تعد تقنع عقول الجماهير المتابعة للحرب.. و لكن أيّ تمويلٍ هذا ، و أيّ إرهاب؟

في أقربِ خطاب ذكريات السّياسة العالميّة التي لم يجفَّ حبرها ، بعدُ ، كان الإرهابُ ” الإسلامويّ ” ظاهرة فوق جغرافية تجاوزت الحدود السّياسيّة للدول ، كما تعدّت هذه ” الظّاهرة ” الأيديولوجيّات السّياسيّة ” المُحافظة ” ( أو غير ” المُتحرّرة ” ) مُخترقةً ” دولاً ” و ” ممالكَ ” و ” إماراتٍ ” و ” دويلاتٍ ” و ” منظّماتٍ ” و ” أحزاباً ” ، أيضاً !

و كانت المنطقة الإقليميّة كلّها على قائمة ” الإرهاب ” العالميّ الذي فنّدته قوى الغرب الإمبرياليّ و بنّدتهُ تبنيداً مُزوّراً لم ينجُ منه ، بالاتّهام ، حتّى القلب الذي يحترق به في سورية.. !!؟

و مع التّطوّر الضّروريّ للتّفاعلات المرجوّة و المرغوبة ، أو غير ذلك ، للحرب ، سعى العقل السّياسيّ الغربيّ ( الإمبرياليّ ) إلى تطوير الخطاب السّياسيّ نفسه عن طريق تحديداتٍ أقلّ تعميماً ، فأصبحت الحرب على الإرهاب ، هي حربٌ على سورية على اعتبارها جاذبة للإرهاب العالميّ.. !!؟

في ” النّقلة ” الشّطرنجيّة السّياسيّة التّالية ، بدت ” الرّقعةُ ” الإرهابيّة تتجاوز حدود ” الشّطرنج ” الدّوليّ ، فدخلت ” دول ” جديدة في مجرى الصّراع ، و انتقل خطاب السّياسة إلى التّحذير من خطرٍ إرهابيّ داهمٍ على ” العالم الحرّ ” الدّيموقراطيّ !! هذه المرّة ، أيضاً.

كان كلّ سياسيّ عاقلٍ يترقّبُ و ينتظرُ تحوّلاتٍ سياسيّة أخرى في نسقِ الخطاب الثقافيّ – السيّاسيّ العالميّ المركزيّ ، و كنّا ، على الأغلب ، غير بعيدين في التّوقّعات على احتمالات تطور ” الخطاب ” الغالبة.

” فَجْأَةً ” ينشقُّ المشهدُ الأميركيّ عن ( ترامْب ) في تحوّلٍ صارِعٍ للسيّاسة الأميركيّة ، تجاه الحرب، بين ( أوباما ) و ( ترامْب ) !

من المفهوم طبعاً أنّ المسألة ليست متعلّقة بالأسماء الشّخصيّة لرؤساء أميركا ، و إنّما بالقرارات المُستجدّة في ” السّياسة “.

قلنا ، و نكرّر ، إنّ الهدف الأميركيّ ( المركزيّ الغربيّ ) هو هدفٌ مزدَوج : أوّلاً ، ابتزاز ” الخليج “، و ثانياً ، الإبقاء على الجغرافيا الاقتصاديّة الخليجيّة ، عازلاً جغرافياً – سياسيّاً في النّظريّة ” الجيوبوليتيكيّة ” الأميركيّة ، كفاصل ” أوراسيّ ” متقدّم في وجه الزّحف القاريّ الرّوسيّ مع منظومته الاقتصاديّة – السياسيّة الآسيويّة بعامّة ، و الإيرانيّة – التّركيّة بخاصّة.

بكلّ تأكيد فإنّ أميركا لا تعتبر ( تركيا ) من ” عظام الرّقبة “، و هذا ما لم يفهمه ” الأحمق ” التّركيّ ، إلّا متأخّراً جدّاً!

و في غضون إدراك أميركا العميق للمنظومة السّياسيّة الإقليميّة ، و في صناعتها المحاذيرَ و المعجزاتِ أمام ” الإتّصال” و ” التّفاهم ” الأدنيين ما بين عناصر هذه ” الكتلة ” القاريّة الصّلبة ، تقليديّاً ، و التي هي بمنأًى جغرافيّ – على الأقلّ – عن الطَولِ الأميركيّ ، و في ظروف التّفاوت المفهوميّ لأسس و أهداف و آفاق الصّراعِ العالميّ ، بين أميركا و ( إسرائيل ) ؛ أيضاً ؛ و أمام احتشاد القوّة الأميركيّة الاستراتيجيّة المباشرة في أقصى ” شرقِ آسيا “..

و أمام خشيةٍ سياسيّة أميركيّة واقعيّة من توحّد ” الجهود ” الإقليميّة لمقاتلة ” الإرهاب ” تحت الضّغط الذي شكّلته قوى المقاومة و الممانعة في الحرب السّوريّة المباشرة و الصّريحة على “الإرهاب” الإسلامويّ..

أمام كلّ هذا و عناوين تمتّ إليه ، فقد حان وقت الانتقال في ” الّلعبة ” الأميركيّة إلى أقصى المقامرة المجانيّة ، فكان من المفروضِ – و بذكاءٍ متوسّط – أن يُضافَ إلى ” المنظومة ” متغيّراً سياسيّاً جديداً في مناخ “مضمونيّة” الجانب الاقتصاديّ – الإبتزاز .. فكان هذا المُتغيّر ببساطة هو قلبُ صفحة جديدة في تاريخ ” الخليج “!

ممّا كتبته أميركا على هذه ” الصّفحة ” الجديدة ، هو أنّ على ” المنطقة ” أنْ تُهدّد تهديداً شخصيّاً للزّعامات الفارغة فيها من قبيل ( محمد بن سلمان ) و ( تميم بن حمد ).

و ليس هذا فحسب ، و إنّما أيضاً اتّقاءً وقائيّاً لإمكانيّة احتمال التهام قوة خليجيّة لقوة خليجيّة أخرى ، تحضيراً لتوتّرٍ مُستدام.

في الواقع كانت الخشية على ( السّعوديّة ) و ليست على ( قَطَر ).. !!؟

في السّياق أعادت ( أميركا ) ببساطة اصطفاف الدّول الإقليميّة اصطفافاً طارئاً بالنّسبة إلى هذه الدّول!

و في المقابل جعلت أميركا ” المكان ” من جديد مؤهّلاً لمستقبلٍ تجريبيّ ليس واضح المعالم ، إذا استثنينا منه فكرة السّيطرة الأميركيّة عن بعد..و إشغاله إشغالاً مباشراً عن ” مشاريع ” ربّما كانت قيد التّكون في الأفكار أو في الواقع ، لقوى لا تستطيبها أميركا نظراً لتاريخها غير الخاضع.. ( إيران، مثلاً ) أو حتّى غير المنسجم ( و هنا أعني تركيا ) ، بما في ذلك الزّحف الإيرانيّ النّاعم إلى دول ” الخليج ” العربيّة مثل ( قَطَر ) و ( عُمَان )!

كانت تبدو في الأفق أيضاً ” مهاراتٌ سياسيّة ” مزعومة ، غير مستحبّة أميركيّاً. لم تكن أميركا غافلة – و لا يُمكن أن تكون غافلة – عن التصالحات التّقاطعيّة ما بين روسيا و قَطَر و تركيا و إيران..

و على ألّا ننسَى جوهرَ حديثنا – هنا – و هو الخشية الأميركيّة من أن يصبّ اتجاه التّغاير أو التّغيّر أو التّغيير في صورة ” سهلة ” أو ” سريعة ” لمصلحة سورية ، إذ أنّ الهدف الأمريكي ، المرحليّ على الأقلّ ، هو استدامة الصّراع في سورية و استنزاف كلّ ” المكان ” في أتون هذه الحرب ، تحت الرّقابة الأميركيّة التي تعني الحفاظ على منابع الإرهاب في العالم.. !!؟

كان السّؤال حول الإشراف على منبع الإرهاب الإسلامويّ في العالم بسيط الجواب.

تشكّل ( السّعوديّة ) بأيديولوجيّتها السّياسيّة الجاهليّة ، أكبر خزانٍ للإرهاب الإسلامويّ عبر أكثر من مئة عام ، في العالم! ..

و لأنّها حقيقة تاريخيّة أن يُنظر إلى الواقع من هذه الزّاوية ، فإنّ الذي جرى هو قلب ” المفهوم ” التّاريخيّ إلى مفهوم سياسيّ مصنوع بالقوة و العنف الذي طوّرته أميركا بسرعة ، في قلب الخلاف الخليجيّ المدفون في نوايا الالتهام و الزّعامات التّقليديّة العربيّة الإسلاميّة بذاكرتها المليئة من الأمس القريب..

فإذا بالأمر يتحقّق و لا يتحقّق أيضاً في آنٍ معاً. ( في هذه الجزئيّة نُحيلُ القرّاء إلى فهم حداثويّ نقديّ عميقٍ لمبدأ ” الهُويّة ” الأرسطيّ!! ).

فَوَفقَ الدّور ” القَطَريّ ” – كما صرّح بالشّأنِ مسؤولون ضالعون في الجريمة على سوريّة – لم تكن ( قَطَر ) نقيّة أخلاقيّاً في تخريب سورية..

بل على العكس فقد ساهمتْ و صنعتْ و موّلَتْ و درّبتْ و استحزبَتْ و استعصَبَتْ و حرّضَتْ و خرّبتْ و قتَلَتْ في سورية بالقدْرِ الذي شاركها فيه آخرون معروفون كالسّعوديّة و تركيا ، ممّا لا يجعل التّهمة بتمويل و تصنيع الإرهاب غريبة عنها.

الأسباب قريبة و التّعليلُ شهير!.. هكذا جرت إعادة تركيز الكثافة السّياسيّة ( الإعلاميّة ) ، على نحو أطال في عمر ” الوظيفة السّعوديّة ” ، كحاجة حربٍ مستقبليّة ، مثلاً..

في حين أنّه لم يعمل على تقديم أيّ جديدٍ عن ( قَطَر ). و لكنّ الأمرَ المستجدّ أن تبلغَ الوقاحة السّياسيّة في الّلعبة التّافهة إلى أن يجري تحييد ( السّعوديّة ) أو تشريفها وتنظيفها من القذارة السّياسيّة بالمقارنة مع ( قَطَر ).

ما من شيءٍ ، إذاً ، يمكن أنْ يجعل السّياسة ” الاستعاريّة ” أقلّ وقاحةً أو أكثر خجلاً ، أكثر ممّا يجعلُ ” الجَمَلَ ” مَضربَ المَثلِ في ” الوفاء “!.

ماذا تريدُ أميركا؟

ببساطة ، فإنّ ما تُريده أميركا ، علاوةً على ما أوضحناه بالتّفصيل أعلاه ، هو أن تفرضَ بالقوّة قواعد لعبةٍ جديدة في الصّراع السّوريّ – الشّرق أوسطيّ – الأوراسيّ ، و هذا ما قد حصَلَ فعلاً.

التّحالفاتُ الجديدةُ ليستْ شاذّةً كما قد قلنا على ” الهوايات ” ” السّياسيّة الاستعاريّة”..

فقد تعوّد القارئ أن يقرأ في الأدب السّياسيّ ، ما مفاده عدم خلود التّحالفات و التّناقضات و العداوات في ” السّياسة “.. !!؟

هذا قولٌ للهواة السّياسيين أو لآخرين من مرتبةِ تلامذة السّياسة.

ثمّة خطّ سياسيّ تاريخيّ آخر يوصفُ و يُقوّمُ على أسس أخرى هي من طبيعة العدالة الطّبيعيّة .. و قد كان ( أفلاطون ) رائدَ هذه المدرسة السّياسيّة في التّاريخ ، كما كان ( عليٌّ ) من مُحَدّثيها في الإسلام الأوّل.

كنّا نحن هنا ، أيضاً ، قد تحدّثنا على هذه الصّفحة حول السّياسة بوصفها أخلاقاً خالصة .

هذا صحيح!

و لكنّ الغريبَ – في أقلِّهِ – هو هذا ” التّسارُعُ ” القياسيّ في الاصطفاف .. هل كان هذا ” الاصطفاف ” خطة ( ب ) أخرى على غرار الخطة ( ب ) الأميركيّة التي تحدثنا مرّة هنا ، على هذه الصّفحة ، عنها ، أيضاً؟ ( كان مختصرها أنّنا قلنا إنّها الانتقال الأميركيّ في الصّراع السّوريّ من ” الوكالة ” إلى ” الأصالة “.. لتحقيق أهدافٍ.. و أهدافِ الآخرين الأعداء )؟

يبدو الجواب على هذا السّؤالِ أمراً مستعصيّاً.. ليس لصعوبته ، و لكنْ بسسب ما قد يذهب البعضُ في تفسيره بعيداً أو قريباً على غير ما رمينا إليه.

باختصار هنا ، فإنّ ما نعنيه ليس ” الخطّة ” ذاتها ، إذ من البيّن أنّ الوشائج التي صنعت هذا الاصطفاف ليست ارتجاليّة الّلحظة ، و هذا أمر بَدَهيّ.

و لكنّ الذي يستوقفنا في الحالة الأخيرة هو الحجم أو الكمّ الأخلاقيّ في هذا ” الاصطفاف “.. !!؟

هل نعود ، دَوراً ، لنتساءلَ حول علاقة السّياسة بالأخلاق.. ؟!

لا أظنّ أنّه من المفيد تكرار التّأكيد على عمليّة ( و ” براغماتيّة ” ، أيضاً ) مضمون العدالة في الأخلاق و السّياسة سواء بسواء!

من السّابق لأوانه – كما يُحبّ أن يُعبّرَ المُحلّلون أو المُعبّرون – أن نقوم ، الآن ، بتقويم النّتائج الجديدة لهذا الاستقطاب الطّارئ.

أعني من السّابق لأوانه فعلاً ، أن نجزمَ بأنّه اصطفاف طارئ أو ثابت و نهائيّ..

على الأقلّ في الهزيع الأخير من هذه الحرب ، الذي بدأ فعلاً.. و لكن هل تنتهي الحرب المعاصرة على هذا المنوال؟

إنّه من أكثر الأشياء عرضةً للشّكّ و السّخريّة هو أن نقول بنهاية للحرب على هذا الطّراز.. لا أعني أبداً أن مظاهر الحرب لن تتبدّل.

ما أقولهُ هو إنّ حرباً أخرى بدأت أو ستبدأ وشيكاً ، هي من نوع إعادة توزيع ” الصّراع ” في سورية أو- و- على سورية في الجغرافيا التي تُعدّ لحربٍ جدّيّة بمفهومٍ يختلف عن مفهوم الحرب على الإرهاب!

هذا أمرٌ كبيرٌ و ، أيضاً ، ذو شجون.. !!؟

هل ينتهي ” الإرهاب ” – أي هل سينتهي – مع التّضحية السّياسيّة بقطر و اصطفاف ” الآخرين ” إليها ؟

هل سيكون مصير هؤلاء ” الآخرين ” هو ، أيضاً ، التّحييد السّياسيّ لإطلاق دورٍ رئيسي للسّعوديّة في إعادة تنظيم و هندسة الإقليم؟

هل ستحيّد ( إيران ) و ( تركيا ) ، أو هل سيتحدّد دورهما بتحجيمه بواسطة ” عطايا ” أو ” رشيّاتٍ ” سياسيّة و ” أمنيّة ” و ” اقتصاديّة “، كُلّاً منهما وَفق الجغرافيا و المجال الحيويّ و الإخضاع؟ ـ طبعاً مع التمييز بين الدور الإيراني والدور التركي ـ .

و أخيراً هل سيبلغ ” الاتّفاق ” ( أو ” التّقاطع الجيوبوليتيكي ” ) الرّوسيّ – الأميركيّ أقصاه ، هنا ، على هذا النّحو ، في ” الصّراع “.. في هذا الشّوط من المواجهة… ؟؟!

كلّ ما تقدّم أسئلةٌ تخطرُ في خَلَدِ كلّ مَن ” أقلقه ” أو ” أضناه ” واقع هذه الحرب..

و لكن ألا يبقى ” المُقترح ” الأخير، هنا – مُقترحنا – وجيهاً ، إذا قلنا إنّ عصر الصّراع العالميّ لا يزالُ يدورُ في الفَلَكِ الأميركيّ؟

عندما تتكاثرُ الأسئلةُ من هذا القبيل ، و معها تبدو الأجوبة محفوفة بالمغامرات الاجتهاديّة ، فإنّ ” فلسفة السّياسة ” هي المؤهّلة وحدها للتّصدّي للمقاربات الفكريّة القابلة للاشتغال.

و على هذا الأساس علينا أن نفكّرَ بقوّةٍ مرجعيّة تُذلّل الكثير من الصّعوبات في طريقة تناول الأفكار و الأحداث معاً في وقتٍ واحد.

يجب أن يذكر و أن يتذكّر ” الجميع “.. أنّ حرباً كالحرب التي أشعلها ” العالم ” في سورية هي حرب غير مسبوقة.

و لكنّ الاستنتاج المبنيّ على هذه الحقيقة بالضّبط ، يجعل من القول بإمكانيّة تكرارها أو اشتمالها على أكثر ممّا عاصرناه فيها ، احتمالاً استنتاجيّاً ( غير استقرائيّ ) عمليّاً و وارداً ورود كيفيّة و أسباب اشتعال أصلها من ” العدم “.

هو ليس عدماً طبعاً ، و إنّما هو ” عدمٌ ” تخييليّ أصاب ” الحكمة ” كما أصابَ ” شرَفَ العالم ” بالدّهشة و الذّهول!

إنّ من استطاع أن يُشعل هذه الحرب ، بالطّريقة و الكيف و الكمّ ، على نحو ما كان ، هو قادرٌ أيضاً على تكرارها بتفاصيل مستفادة أكثر دقّة و فاعليّة انطلاقاً من خبرة تجربة الحدث.

و إذا وصل بنا الحديث هذا الموصِلَ ، فإنّ حرباً أخرى ، إذاً ، قد تكون على الأبواب التي لم تُغلق نهائيّاً ، بعد.

و أمّا إذا لم يُقيّض لأحدٍ أن يفهمَ هذا الكلام على أنّه تحذيرٌ ، فَقَدْ يفهمه على أنّه تهديد.. !

ليس التّهديد بتقرير قرارٍ إنسانيّ ، و إنّما تهديد ” العشوائية ” الكونيّة – الطّبيعيّة للاجتماع السّياسيّ العالميّ ، بأنّ استعادة الاستقرار ” العشوائي المضطرب ” بالعودة إلى استقرارٍ متناوب .. لا يُمكن أن يكون على هذه الطّريقة من مجموعة التّعسّفات.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.