العروبة والاسلام صنوان متكاملان
فــــــؤاد دبــــور* ( الأردن ) الجمعة 7/7/2017 م …
العروبة والاسلام صنوان متكاملان …
* الامين العام لحزب البعث العربي التقدمي …
توضيحا للخلط بين العروبة والاسلام بكل معانيه وقيمه السمحة فإننا نعرض الى اهمية مسألة العلاقة بين العروبة والاسلام:
1. إن الإسلام حركة عربية أصيلة في مضمونها ولغتها وكتابها وقائدها.
2. إن العرب كانوا مادة الإسلام أي أنهم كانوا الحامل الاساسي والقوة البشرية التي بواسطتها انتشر الدين الاسلامي وبهم اقترنت أمجاد الإسلام.
3. شكل الإسلام استجابة ثورية قومية لكل التحديات السياسية والاقتصادية والثقافية والدينية التي كانت تعيشها الأمة العربية.
4. إن الإسلام في حقيقته دعوة الى الوحدة ضد التجزئة والتشرذم القبلي فدعوته التوحيدية كانت عنصرا ثوريا كبيرا امتزج مع مقومات الوحدة القائمة فعلا في الوطن العربي القديم وهذا المضمون الوحدوي للدعوة الإسلامية هو الذي دفع القوى العظمى في ذلك الوقت الى محاربة الإسلام.
5. إن الإسلام ثورة اجتماعية ضد الاضطهاد الطبقي الذي مارسه السادة في المجتمع العربي في ذلك العصر وضد العلاقات الاجتماعية التي ميزها القهر والانحلال. ودعوة الإسلام إلى العدالة الاجتماعية دفع الطبقات الثرية المستغلة في قريش إلى مقاومة الدعوة الإسلامية منذ البداية.
6. إن تعبير “أمة” الذي ورد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية يقصد بها الأمة العربية رغم ما ينطوي عليه من مدلول ديني. كما أن الشعوب غير العربية لم تفرق بالمعنى بين العروبة والإسلام وذلك لأن الإسلام بمحتواه الحضاري الشامل قد هيأ للأمة العربية رسالة إنسانية تخرج بها الى العالم. ولهذا كله فقد رسخ بمضمونه الثوري والوحدوي الهوية القومية للأمة العربية وأغناها ولعب دورا حاسما في وضع مقومات الأمة العربية في إطارها التاريخي ومن هنا يتبين لنا أن الفصل بين العروبة والإسلام عمل تعسفي مقصود يتناقض مع أبسط الأسس المنهجية في دراسة تطور الأمم والحضارة، فالعلاقة بينهما علاقة جدلية تكاملية لا تقتصر على المفهوم العقائدي للإسلام بل تتعداه الى المفهوم الحضاري الذي أصبح يمثله الإسلام عبر العصور.
وفي عهد أول دولة عربية إسلامية “دولة المدينة” والتي أصبحت نواة الدولة العربية الكبرى تم توطيد وحدة العرب بالانتصار على التفكك والانفصال والعصبية والتشرذم القبلي بالقضاء على الردة وذلك بفضل الإدراك العميق والثوري للقيادة لخطورة هذه الردة على الأمة ومستقبلها. وفي عهد هذه الدولة بدأت الفتوحات التي كانت حروب تحرير قومية شنها عرب الجزيرة لتخليص إخوانهم في العراق والشام ومصر وشمال إفريقيا من الظلام والظلم مما دفع هؤلاء الرازحين تحت نير سيطرة الأجانب على تقديم العون والمساعدة للفاتحين العرب المسلمين وانحازوا إليها لإعادة السيادة العربية الى الوطن العربي.
وقد ساهمت هذه الفتوحات العربية في تحديد رقعة الوطن العربي بناء على العاملين البشري والثقافي. الأول وهو انتقال القبائل العربية الى الأقطار التي سبقها إليهم أقرباؤهم في التاريخ القديم والثاني وهو سيادة اللغة العربية وانتشار التعريب الذي شمل المدن والأرياف، لا كما كان سائدا أيام الرومان حيث شملت المدن فقط وزالت مع زوال السيادة الرومانية.
نعم، العروبة والإسلام متكاملان وهذه ثقافة أساسية ورئيسة في فكر حزب البعث.
ونؤكد على ان اعداء العرب والمسلمين هم الذين عملوا على وضع الاسلام في مواجهة العروبة والعروبة في مواجهة الاسلام لإضعاف الامة العربية والاسلامية وفتح الطريق امام هؤلاء الاعداء للسيطرة على الامة وسلبها مقدراتها وثرواتها وقرارها السيادي، ونؤكد ايضا على ان العصابات الارهابية والحركات الوهابية ليست من الاسلام حيث امتطت الاسلام وهي بعيدة كل البعد عن الاسلام الحنيفي، اسلام المحبة والتراحم والرحمة.
التعليقات مغلقة.