لازالوا يحلمون بالحكم بعد ان هربوا وتركوا العراق لقمة سائغة للاجنبي وعملائه

 

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الجمعة 7/7/2017 م …

لازالوا يحلمون بالحكم بعد ان هربوا وتركوا العراق لقمة سائغة للاجنبي وعملائه …

لازالت اتذكر قصة رواها لي احد الاصدقاء العسكريين وهو طبيب لازال على قيد الحياة واطال الله في عمره عن ذلك الضابط العراقي الشهم الذي كان مسؤولا عن الدفاع الجوي و لم يتحمل طبيعة وكيفية مرور عدوان اسرائيل على مفاعل تموز النووي في الثمانينات عندما لم يتمكن من احباط العدوان لا بسبب جبنه وتخاذله بل بسبب مالديه من معدات عسكرية لاترقى الى الهجمة العدوانية واقدم على الانتحار تعبيرا عن حبه لبلده.

الضابط المنتحر كما قال لي صديقي الطبيب ارادوا ان يعتبروه” جبانا” حتى يدخل سجل المتخاذلين عسكريا ويحرمون عائلنه من التقاعد لكن موقف الطبيب كان بالضد من ذلك لانه اي الضابط من وجهة نظر الطبيب الذي طالبوه بكتابة تقرير عن الوفاة لم يتحمل الحادث العدواني نظرا لما لديه من سلاح لايرقى الى ماجرى التخطيط له بدقة من قبل العدو واعتبره ” شهيدا ” حتى لاتحرم عائلته من اية امتيازات.

وقع العدوان على مفاعل تموز العراقي كما يعلم الجميع وكان العراق في حرب مع ايران اي ان القيادة العراقية عليها ان تكون واعية ومستعدة لكل الاحتمالاات وتتحمل المسؤولية   لانها في حالة حرب لكن حدث ما حدث عندما جرى تدمير المفاعل بالكامل من قبل الطيران الاسرائيلي في غضون دقائق وقد مرت طائرات العدوان في اجواء دول عربية عندما نفذت جريمتها على العراق.

هذه القصة الماساوية لازالت عالقة في الذهن وتذكرتها الان عندما تذكر ضابط عراقي كبير كان يعمل في قوات نظام ” البعث” السابق   وبعد مرور اكثر من 14 عاما على غزو العراق واحتلاله تذكر ما حل بالعراق و قدم طلبا الى احدى المحاكم في لندن لمقاضاة توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الاسبق ” باعتباره مجرم حرب” لمشاركة بلاده في غزو واحتلال العراق وتدميره الى جانب الولايات المتحدة الامريكية عام 2003 مما تسبب في اكثر من مليون ضحية بين شهيد وجريح ومعوق فضلا عن دمار البنية التحتية ووضع العراق على طريق الشرذمة والتقسيم.

شيئ جميل وحق مشروع يجب ان يتم دعمه اذا كان الطلب ” طلب المحاكمة” مقدم من قبل شخص عاجز في حينها وغير قادر بالتصدي للغزاة اي انه شخص اعزل   لكن الذي قدم الشكوى” لم يكن يعمل في “سوق الشورجة ” كان يشغل موقعا عسكريا كبيرا يمكنه بالدفاع عن العراق وكان ينتمي الى الحزب الحاكم الذي يمتلك قدرات عسكرية وبشرية هائلة ولم يكن شخصا عاديا فهو يتحمل مسؤولية جسيمة بخسارة العراق .

كان في الجيش برتبة عالية و في موقع متقدم اثناء عملية الغزو وبيده السلاح لكنه رمى سلاحه وترك البلاد وهو ماشهدناه عام 2003 عندما ترك العديد من القادة العسكريين   والسياسيين مواقعهم وهربوا خاصة من قادة” الحرس الجمهوري والحرس الخاص” الذين كانوا يطلقون عليهم ” رجال المهمات الصعبة” وارتدوا الدشاديش للتخفي امام عدسات التلفزيون ولن يتصدى للغزاة سوى ابناء الجيش العراقي المهني والكل يتذكر وقفتهم الشجاعة في ام قصر ولاننسى الخيرين من الوطنيين في باقي صنوف القوات المسلحة وحتى المدنيين من الذين حملوا السلاح و وقفوا وقفة شجاعة ضد قوات الغازي المحتل في محافظات عراقية عديدة .

اين كان هؤلاء الجنرالات من تلك المهمة التي سلموا فيها العراق لنسمع بعدها تقديم طلب الى محكمة مدنية في لندن   لمقاضاة بلير في تظاهرة اعلامية فارغة امام محكمة جرى التهويل لها اعلاميا ” من قبل عناصر تنتمي لذات الحزب الذي يقف وراء الكارثة ” و سوف لن نسمع وهذا مؤكد رغم التهويل الاعلامي والاكاذيب التي رافقت انعقاد جلسة المحكمة من تلك المحكمة سوى ” هناك برلمان خول بلير بدخول الحرب ونحن بلد ديمقراطي الى اخر هذه السفسطات الكلامية .

   وتم خلال جلسة المحكمة طرح السؤال التقليدي من قبل احد الحكام لماذا الان بعد اربعة عشر عاما يستيقظون من سبات الهزيمة حتى لو كانت تلك الحرب لاسباب واهية وكاذبة وهو ماحصل بالفعل. ” اسلحة دمار شامل غير موجودة اصلا” الا في اذهان الكذابين بوش وبلير وبقية المجرمين في البيت الابيض وداوونغ ستريت الذين خولوهما بشن الحرب على العراق خلافا للاعراف والقوانين الدولية وايصاله البلاد الى ما ترونه الان.

شتان بين ذلك العسكري العراقي الذي انتحر ولن يستطيع تحمل مشهد قصف مفاعل تموز وبين العسكريين من قادة الذين هربوا وتركوا اسلحتهم ليتوسلوا الان بمحاكم مدنية محاولين احياء امجاد وبطولات زائفة .

هؤلاء انفسهم يجب ان يمثلوا امام المحاكم الشعبية العراقية لمقاضاتهم على هروبهم وتركهم العراق لقمة سائغة للاجنبي وفرطوا به وباهله مثلما يجب محاكمة اولئك من قادة سياسيين في الحزب الحاكم انذك   اصحاب الالسنة الطويلة الذين ساعدتهم القوات الامريكية وقدمت لهم العون فتركوا العراق جريحا بل مدمرا ليعيشوا في دول اخرى حتى ان بعضهم يعيش في وضع افضل من سابقه .

اين ” صاحب مصطلح ” العلوج” وطلعاته الاعلامية النشاز واين الحديثي صاحب مقولة سنقاتل امريكا بسكاكين المطبخ اذا اعتدت على العراق عندما كان وزيرا للخارجية واين مدير مخابرات صدام حبوش الذي سهلت له قوات الغزو الامريكية البريطانية عملية الهروب الى لندن ومنها الى الولايات المتحدة واين واين واين   المئات من الذين لازالوا يحلمون بالعودة الى امجاد اتى عليها الزمن من خلال التوجه الى مجكمة لندن وغيرها .

اين العشرات من قادة قوات الحرس الجمهوري والحرس الخاص الذي ابتلى بهم العراق شعبا وجيشا لعقود من الزمن وهربوا تاركين خلفياتهم فقط بوجه الاجنبي الغازي تطلق ريحا يزكم انوف   الجنود الامريكيين ؟؟

الان استيقظ البعض محاولا ان يعيد الكرة في الحديث عن ” الحرص على العراق” الذي سلموه للمحتل الغازي لتستباح بغداد وبقية مدن العراق .

كم تمنينا ان يكف هؤلاء عن الهذيان بحب العراق وهم الذين ساهموا وساعدوا على وصول هذه النماذج التي تحكم اليوم فكانوا اسوا خلف   لاجبن سلف من الذين كانوا قد اقاموا الدنيا ولم يقعدوها بشعاراتهم ” الكاذبة ” وهي شبيهة بكذبة” اسلحة الدمار الشامل ” التي روج لها المحتلون بهدف غزو العراق .

هل نسينا” شعار ” لما سلكنا الدرب كنا نعلم ان المشانق للعقيدة سلم”.

اين هم اصحاب العقيدة من   الفاجعة التي حلت بسببهم في العراق وشعبه وتراهم اليوم يطرقون ابواب المحاكم المدنية في عواصم التامر لتقديم الشكاوى ظنا منهم انهم سيعيدون لانفسهم بريقا زائفا وامجادا كاذبة قد تعيدهم الى حكم العراقيين من جديد بعد ان تركوا اسلحتهم وهربوا كالفئران ليتحولوا الى اسود وابطال في نظر البعض الان ؟؟

لقد عودونا هؤلاء ان يصلوا الى حكم العراق في اكثر من مرة عبر التنسيق مع جهات واطراف اخرى ليسرقوا منها الحكم لاحقا او بالتعازن مع الاجنبي   باعتراف احد قادتهم وهو المرحوم على صالح السعدي حين قال لقد وصلنا الى الحكم بالقطار الامريكي “.

   في عام 1963 نسقوا مع القوميين واطاحوا بحكم الزعيم عبد الكريم قاسم لكنهم تامروا على القوميين لاحقا واستحوذوا على السلطة ليطيح بهم المرحوم عبدالسلام عارف وليخلص العراق من شرورهم وشرور حرسهم القومي عام 1964

ثم نسقوا مع اجهزة الاستخبارات الاجنبية في بيروت عام 1968 بالتعاون مع ضابطين عراقيين   هما عبدالرحمن الداود   وعبدالرزاق النايف   وتسلموا الحكم حتى غزو العراق واحتلاله عام 2003 بعد ان ابعدوا الداود ونايف الذي لاحقوه وقتلوه في لندن بينما فر الداود الى السعودية.

كما نسقوا مع ” داعش” اثناء احتلال الموصل وحاولو ان يمتطوا ظهر “الحمار الداعشي ” لكن الحمار بدد احلامهم و نكث العهد ووجه لهم رفسة خيبت امالهم في الوصول الى السلطة .

والان وبعد الكارثة التي تسببوا بها للعراق يحلمون بذات الاحلام   المريضة لعلهم يعيدون الكرة ويصلون الى الحكم تحت ” فصول مسرحية” الطائفية” معتقدين انهم ب” وسائل اعلامهم ” الكاذبة التي روجت وهولت عن انعقاد محكمة لندن بحضور احد كبار ضباطهم المهزومين   محاولين الايحاء بانهم قديجنون ثمار ذلك حتى لو كان على حساب سيل المزيد من الدماء العراقية ليعودوا الى الحكم من جديد؟؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.