هل اللامركزية تؤسس لفكر سياسي مجتمعي ؟

 

 

م.هاشم نايل المجالي ( الأردن ) 8/7/2017 م …

هل اللامركزية تؤسس لفكر سياسي مجتمعي ؟ …

اسهل ما يمكن ان نعرف به الفكر السياسي بأنه مجموعة برامج تؤسس لعمل سياسي من اجل خدمة وتسيير شؤون المجتمع وهو دعوة الى المصلحة النفعية مع الاعتبار انه بأطر وطنية واخلاقية ونفعوية لا يمكن تجاوزها حيث ان السياسة وعلى اختلاف مراحلها تدعو الى مأسسة الامور واعادة ترتيب كافة الامور المتعلقة بالمجتمع وفق استراتيجية شاملة لها جدول اعمال واولويات وميزانيات مدروسة وهذا ما يجعل مهمته صعبة في ظل المجتمعات المنغلقة وذات الانطواء السياسي والفكري والتي تفتقر الى المشروع الوطني بين بواطنها وحواضنها خاصة مع وجود بيئة لتنظيمات فكرية منحرفة تؤثر فيها والتي تعمل على التأثير بعصا الطائفية وغيرها ان من اهم النقاط التي يعتمد عليها الفكر السياسي السليم المواكب الى اللامركزية هو التعايش السليم بعيداً عن اي تأثيرات خارجية تقود المجتمع الى مسارات منحرفة بل يكون التعايش السليم بالعمل الجمعي التوافقي العلمي التقني الذي يرقى بفكر ابناء المجتمع لبناء التصور السليم لخدمة المجتمع وتطويره وتغطية احتياجاته وفق استراتيجيات تتناول مختلف المحاور الخدماتية وتواكب التطورات المستقبلية وتواجه الازمات والتحديات المختلفة فهو يؤسس الى تضامن اجتماعي اي حضانة لافكار وتيارات تخدم الصالح العام وتوحد الجهود واداء يرتقي بحجم المسؤولية وتعزيز معاني التطور والرقي للانتقال من طور الى آخر وللسياسة مهارات تنمو وتزدهر وفق الزمان واصبحت ملحة للمجتمعات البشرية حتى تتمكن من قيادة ذاتها والتي ترعى الانسان واصبحت السياسة بنت الواقع والواقع ابن افكاره الحياتية وهناك اختلاف بطرق التفكير السياسي من مجتمع لآخر ومؤشراته ومسلكياته نلمس نتائجها بعقليات وسلوكيات وانجازات قادته وعلاقاتهم ومدى تحضرهم فكرياً وثقافياً وعلمياً ولغة التعامل والاكثر احترافية ودبلوماسية في رسم السياسات والاستراتيجيات المجتمعية دون تهور او تخبط وشرود في الاهداف وضياع للطموحات وتجنب الانفعالات فكلما كان المنتخب للامركزية لديه افق واسع لمدركات الفكر السياسي ومستوى انفتاحه تجاه الآخرين كلما ظهر حجم قدراته في العطاء والفهم فالانفتاح في العلاقات مع المؤسسات والجهات المعنية حكومية وقطاع خاص ومع المجتمع وابنائه سيؤدي الى نضج فكري وتتلاقح الافكار للخروج بأفكار متفق عليها من خلال الجلسات الحوارية والتي سيظهر فيها اي قصور للفكر من خلال المناقشة وبالتالي بالامكان معالجته .

ولا ننسى علاقة الفكر السياسي بالاعلام فهي علاقة تلاصقية بحيث يشكل الاعلام مرآة للفكر السياسي واداة للتوجيه التوعوي الراقي الحضاري بحيث يمتاز الخطاب الاعلامي ويتماشى مع روح وحاجة المجتمع وافراده لما يحمله من رسالة توعوية ويعتبر البوصلة الصائبة للتعامل مع كافة الازمات والاحداث والمواقف بعقلانية وبمصلحة وطنية ولتجنب الولوج الى المدخل الخاطيء الذي يكون التقدم به تقهقراً ومن اجل التعامل مع روح العصر للتغلب على كافة المشكلات وكلنا يعلم ان وسائل الاعلام اصبحت متعددة ومتنوعة ومتوفرة في كل محافظة كذلك وسائل التواصل وان يكون الفكر المطروح هو من منظور توعوي تفاعلي يتناسب مع المتغيرات ولتكوين افكار حضارية متطورة حيث ان الافكار لا تولد من فراغ ولا تنمو او تمارس ادوارها في فراغ وان لا يكون فكرنا محصوراً فالحياة اصبحت تثير القلق حيث انها حافلة بالازمات والمشكلات المتعددة واننا لسنا بحاجة لعنف من اجل التغيير والتطوير بل بحاجة فكر وفهم وتنقية افكارنا من الشوائب والغموض والتزييف بل هناك حرية فكرية تحاور وتناقش لتصل الى الحقائق وتسلك المسار السليم نحو العطاء والانتاج لخدمة هذا الوطن .

المهندس هاشم نايل المجالي

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.