امبراطورية الاعلام بين السياسة والرقية وبنات الهوى !!
أحمد عبدالله الشاوش ( اليمن ) الأحد 9/7/2017 م …
امبراطورية الاعلام بين السياسة والرقية وبنات الهوى !! …
هذه المرة أجبرتني عناوين التحريض والتهديد والوعيد أثناء مشاهدتي ومتابعتي لقنوات العربية والحدث وسكاي نيوز وغيرهما من الامبراطوريات التي تحولت الى معاول هدم بعد ان غردت خارج اطار العقل السياسي والمنطق الإعلامي واخلاقيات المهنة في تغطيتها لبؤر التوتر والحرب المستعرة بين قطر والسعودية والامارات والبحرين ومصر ، ليدفعني ذلك ” الجنون” وهستيريا المحللين والحقد الدفين بين الاخوة الأعداء الى البحث عن قنوات أفلام للخروج من حالة ” الاكتئاب ” والتضليل الإعلامي الذي لم يحترم لحظة واحدة عقل المشاهد العربي.
ورغم ذلك الكم الهائل من الافلام لم اجد ما يهدئ روعي وسكينتي ويحافظ على ثقافتي ، لان غالبية الأفلام والمسلسلات العربية والأجنبية حملت الكثير من السقوط الأخلاقي والانحراف الديني والتزوير التاريخي وأبعدت الشباب عن القضايا المصيرية بعد ان جعلت من ثقافة الجنس والاغراء والتحريض والكراهية والشذوذ والاغتصاب والسرقة والمخدرات احلاماً وردية بصورة ممنهجة لشركات السينما والمنتجين التي تبيع ” الهوى” لتحقيق الأرباح الخيالية وتسويق الأفكار الهدامة خدمة لسياسات ساهمت في التدمير، بدلاً من مناقشة قضايا الامة في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والتعليمية والسياسية وإيجاد حلول لظواهر الفقر والبطالة والفساد والمخدرات وتنمية الولاء الوطني وتحصين الشباب من ثقافة العولمة الخطيرة التي هزت كياننا وغيرت عقولنا وطباعنا وقيمنا باستثناء بعض الأفلام والمسلسلات التي لا تتعدى أصابع اليد .
ونظراً لذلك ” السقوط ” الذي يمثل امتداداً للإمبراطوريات الإعلامية ” الممولة” من خزائن بعض دول الخليج المستبدة والجمهوريات الملكية لاستنساخ أجيال تائهة تقدس وتسبح بحمد ” اصنام” منتهية أو شارفت صلاحيتها للبقاء في عروشها مقابل تسويق سياسة وسيناريوهات العم ” سام” بعد ان سممت أفكار اجيالها وجردتها من حرية الرأي والتعبير والممارسة الديمقراطية الحقيقية ومسختها من العادات الاصيلة والتقاليد النبيلة وقيم التعايش والتسامح وحولتها الى مجرد مشاريع للموت وعقول حاملة للتشدد والكراهية والانفجار.
ورغم تلك النظرة المشينة لتك الوسائل الإعلامية العربية الهدامة إلا ان هنام عدد من القنوات الثقافية والعلمية المتميزة والمتزنة في سماء الاعلام العربي وفي مقدمتها وثائقية الجزيرة والكويتية ونشيونال جيوغرافي والميادين والعمانية التي أسهمت في تطوير المعرفة بعيداً عن العبث السياسي والصراع الايدلوجي الذي قضى على كل جميل.
وبينما أوصل البحث عن ” قنوات” أخرى لإشباع رغباتي والخروج من حالة الضجر والاحتضار الإعلامي اذا بي اصطدم بقنوات غاية في الانحطاط والبشاعة والاستغلال والسقوط الأخلاقي وراء ستار الدين وتلاوة القرءان على مدار الساعة تحت عناوين الرقية الشرعية و اشراف الشيخة ” أنعام” والشيخة ” سكينة “وكبير الروحانيين ” ابوموسى” وفضيلة الدكتور أبو الحسن الروحاني وأدهم السوداني والمغربي والمصري والجزائري والشيخ أبو مالك .
وبالخط العريض تعلن عن الصاروخ الجديد لزيادة القوة الجنسية وتضخيم وتنحيف القضيب وسرعة وبطء ” القذف ” ، ورد المطلقة وجلب الحبيب واكل الزبيب ، وفك السحر المكتوب والمشروب والحسد والعين والطاعة العمياء للزوجة خلال دقائق حتى ارتفع عندي ترمومتر ” الرغبة” الى الذروة للاتصال لولا حالة العدوان والحصار السعودي وضيق ذات اليد .
والطريف والعجيب في الامر ان جميع هؤلاء اللصوص والمشعوذين والسحرة لهم قنوات فضائية مثلهم مثل ” السياسيين ” وراقصات شارع ” الهرم ” دون رقيب أو حسيب ويعرضون بضاعتهم ” النتنة” وقدراتهم وعاداتهم الخارقة والكاذبة للتأثير على قطاع كبير من شباب الامة مستغلين المحبطين والمصابين بالامراض النفسية والاكتئاب والمشاكل العاطفية والعائلية الناتجة عن حالات القمع والفقر والبطالة لجني الكثير من الأموال .
ومن خلال المتابعة وقراءة الشريط الاعلاني أظهرت العناوين ان معظم الضحايا من السعوديين والبحرانيين والقطريين والكويتيين والمغاربة ومصر وتونس والجزائر والعراق ..
ومن باب الفضول قلت ما على ابى ” حنيفة ” يمدد ولايبالي ، واذا بي أشاهد مالا عيناً رات ولا اذن سمعت من السيل الجرار للفتاوى التحريضية والخطب المضللة والاحاديث المفبركة والمفرقة لشمل الامة عبر القنوات الدينية بشقيها ” السني ” و ” الشيعي” ووجدت انها ” تغضب الرب وتدمر الحياة لتجسيدها ” الفتنة” وتسويقها فنون داعش” الاجرامية التي تشربت العنف والفجور والإرهاب في معامل ومختبرات تل ابيب وواشنطن ولندن والرياض والدوحة وإسطنبول وطهران إلا ماندر .
وأخيراً لفت نظري قنوات ” الفرفشة” التي تظهر فيها صورة بنت جميلة وبيدها سماعة التلفون ورقم مكتوب بالبنط العريض على الشريط الإعلاني للتواصل والتفاعل للدردشة مع الصبايا بغرض الابتزاز ، وهات من آهات ورنات ودغدغة مشاعر وابتزاز للخليجيين وبعض الشباب العربي المغفل والميسور ، ليُخيل للمرء انه في أحد مراقص وحانات اورووبا!!؟.
فهل يعقل ان يظل الشباب العربي والمسلم اسيراً للأعلام الساقط المجرد من اخلاقيات المهنة وعبداً للخرافات والشعوذة ، ومراهقاً لدى قنوات الجنس ومواقع التواصل ” الاسنة” في عصر العلم والمعرفة والذرة والتكنولوجيا التي حولت العالم الى قرية والصعود الى القمر أقرب من حبل الوريد ، ومايلفت النظر اننا نرى إدارة نايل سات وعرب سات تسارع الى اغلاق بعض القنوات الفضائية لابسط خلاف سياسي تحت حمى الدفع المسبق والعلاقات السياسية بين بعض القادة في حين يتم تُفريخ العديد من القنوات الهدامة وحالة غض الطرف او السكوت التام من قبل الأجهزة الأمنية والرقابية للمؤسسات والوزارات الاعلامية التي تساورنا حول مسؤولياتها وتوجهاتها العديد من علامات التعجب والاستفهام.
فهل يعي حكام العرب والمسلمين السبب الحقيقي وراء ضياع الشباب وانخراطهم مع بعض الجماعات المتطرفة والارهابية وخيانة اوطانهم ومشاركة البعض منهم في الانقلابات والثورات الشاذة التي ساهمت في تدميرهم والامن القومي العربي وجعلت كل حاكم وقائد ومواطن عربي مسجل خطر في كل اصقاع العالم؟
التعليقات مغلقة.