الدبلوماسية الفلسطينية .. من فشل الى آخر.. الهند نموذجا

 

الثلاثاء 11/7/2017 م …

الدبلوماسية الفلسطينية .. من فشل الى آخر.. الهند نموذجا

الأردن العربي – الذي يثير الغرابة ويبعث على الحيرة أن القيادة الفلسطينية، في هيئاتها ودوائرها المختلفة، في هذا الميدان وذاك، لا تعترف بالخطأ.. لتقوم بمعالجته وتفادي ارتكابه، مرة أخرى في هذه الساحة او تلك.

رئيس وزراء الهند “ناريندرا مودي” أمضى في اسرائيل ثلاثة أيام، وخلال لقائه الرئيس الاسرائيلي وصف اسرائيل بأنها “صديق حقيقي”، ومعروف عن الهند أنها داعم ومساند حقيقي لقضايا الأمة العربية، وبشكل خاص القضية الفلسطينية، لكن اسرائيل تمكنت من اختراق هذا الموقف بفعل دبلوماسيتها الناجحة، وباتت تتمتع بقدر كبير من التقدير والتفضيل في الساحة الهندية، خاصة بعد تولي ناريندرا مودي رئاسة الوزارة في الهند، فازدهرت في عهده العلاقات العسكرية والامنية، وبين نيودلهي وتل أبيب اتفاقيات مبرمة على مختلف الصعد، واصبحت اسرائيل من أهم موردي السلاح من أنواع محددة للهند.

هذا الاختراق الاسرائيلي سببع عجز الدبلوماسية الفلسطينية وتقاعسها، وقلة المامها بالعديد من الساحات الدولية، تفاصيل ومعطيات وأحزاب ومواقف، فالدبلوماسية الفلسطينية تجاهلت المعارضة في الهند، والسفراء، استمروا في التغني بالامجاد الماضية وتاريخ العلاقات الهندية الفلسطينية، وهذا عدم دراية، وقلة خبرة وانعدام كفائة.

وعندما نجحت المعارضة في الهند بتولي زمام الامور، كان الطريق مفتوحا باتجاه تل أبيب، فرئيس الوزراء الحالي عندما كان في المعارضة زار اسرائيل والتقى نتنياهو، ووضع أسس وقواعد علاقات هندية اسرائيلية متينة، اسرائيل تحصد ثمارها، فهي لم تهمل المعارضة الهندية واستضافت زعيمها، وهذا احتراف دبلوماسي، مستند الى خطط سليمة مدروسة في ميدان العلاقات الدولية، وهي في تعاطيها وتعاملها مع دول العالم دبلوماسيا، تعتمد على مقاييس دقيقة في اختيار دبلوماسييها ومبعوثيها، الذين يخضعون لمقابلات وامتحانات في مواد ومواضيع ذات علاقة بهذا الجانب الدبلوماسي، على اطلاع تام بتاريخ الدول ووضعها السياسي والحزبي، على عكس الجانب الفلسطيني، الذي لا تتبع قيادته أية مقاييس علمية سليمة في اختيار سفرائها ودبلوماسييها، متمسكة بـ “المحسوبية” و “الاستزلام” وارضاء ذوي الشأن والرتب العالية وغالبا الذين يتم اختيارهم، جهلة في التاريخ وأصول السياسة والعلاقات الدولية، وهذا ما يفسر الفشل “الذي لا يفارق الدبلوماسية الفلسطينية”. خسائر متتالية، ليس في الهند فقط، فهناك خسائر فادحة في دول امريكا الجنوبية وفي القارة السمراء.

والتساؤل الذي يطرح نفسه، هو: هل ستواصل القيادة الفلسطينية صمتها على استمرار فشل الدبلوماسية الفلسطينية وتقصيرها دون مساءلة أو عقاب، وهي سيدفع هذا الفشل الى وضع مقاييس سليمة تحكم عملية اختيار الدبلوماسيين؟!

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.