عقول الشباب … والانحراف !

 

 

م.هاشم نايل المجالي ( الأردن ) الأربعاء 12/7/2017 م …

عقول الشباب … والانحراف ! …

لربما لم تكن الانسانية غبية قط كما هي عليه الآن في عصر الثورات التكنولوجية التي بدأت ترسم معالم سلوكنا اليومي فرغم المعجزات التي نشهدها في انظمة الاتصال والتواصل والوسائط التكنولوجية المستخدمة في زمننا المعولم سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً يمكن للمرء من دون ادنى تردد ان يضفي على الانسانية ملامح ومزايا تتوافق مع واقعها الحالي الى حد بعيد بدلاً من تمحور الفرد حول ذاته في فضاء من وسائط الاعلام المتعددة واجهزة الاتصال المحمول التي اخذت كل وقته والتي بدأت تؤثر عليه فكرياً وعقلياً ونفسياً لوجود اطراف متعددة من المرجعيات العلمية والتنظيمات الارهابية فلم تعد تلك الوسائل للمعرفة العلمية فقط فلقد اصبح الكثيرون يعيشون حالة ذهنية كارثية ليس من البسيط الخروج من سطوتها بسهولة فبدل ان نصدر المعرفة والاعتدال الديني والاتزان الفكري والفكر العقلاني اصبحنا نغرق في عالم كله متناقضات واللاعقلانية والكل شاهد صامت يراقب على تلك المفارقات وهي تؤثر في ابنائه قبل جيرانه وابناء مجتمعه حتى انتشرت الشعوذات والفتن والتحريف في القرآن والاحاديث وكثرت التفسيرات الغير صحيحة وغيرها واصبح الايمان والسلمية والعقلانية تختلط بالشر والتطرف والتعصب الديني والسياسي خاصة بوجود سلطة التنظيمات المنحرفة التي بدأت تؤثر عليه وتمنحه الشرعية بالتصرف ولتعطيه الحرية المطلقة ليفعل ما يشاء ويقوم بما يرغب تجاه وطنه حينها يفقد هذا الشخص قيمته الاجتماعية وهويته الوطنية ويثبت تبعيته المنحرفة ولقد فقدت الوزارات والمؤسسات المعنية والمنظمات الغير حكومية والجمعيات والاندية والمراكز الشبابية والمعسكرات المتعددة والمتنوعة بالانشطة دورها الرئيسي والحقيقي وهي دعوة لتلك الجهات لا تريد ابتداعها ولا ابتكارها ولا التفنن في صياغة برامجها ولا تزين انشطتها بل هي دعوة للحوار فيما بينها للجدال والتعارف دعوة عقل لعقل وفكر لفكر وكلمة لكلمة تتجاوز التحريف والتزييف والتمويه من اجل وضع استراتيجية وطنية موحده لبرامج وانشطة وفعاليات شبابية دعوة تنوير والكشف عن الحقيقية بمنهجية موضوعية وطنية تستند الى العلم بالواقع وتوعيه شبابنا من التنظيمات الارهابية واساليبها عبر وسائل التكنولوجيا المختلفة وممارستها المجتمعية كذلك اشغال العقل والوقت بما يفيد الوطن بالعمل والانجاز والتطوع وخدمة المجتمع لرفع الطغيان عن العقول النيرة وتحميها من الهجمات الظلامية الهدامة وهي رسالة لمن نسي او تناسى او تجاهل من اصحاب القرار في السلطة التنفيذية ودعوة لتذكيره وليس قدحاً ولا ذماً ولا اطراء بل دعوة لحوار يساهم في القاء الضوء على واقع الحال في الالقاء والتلقي بآن واحد في قراءة صحيحة وتمعن هاديء ودقيق يتيح للعقل الجمعي ان يباشر عمله بخطة استراتيجية وطنية بمشاركة جماعية حتى الجامعات والشركات بدعوة للمشاركة في ذلك ويفهم النقد البناء الى التحليل الدقيق الواعي والصريح للواقع الحالي وتفكيك كل معطياته السلبية وتقسيمه ثم اعادة تركيبه وتوحيده بشكل سليم موحد وربط اجزائه بهدف توحيد الرؤية الوطنية وتلمس مواطن الضعف والغموض والمعقول واللامعقول وتفنيد الخطأ والركاكه والهشاشة وتقويم الاختلال والاهتزاز بالمنطق السليم لغايات التجديد والارتقاء والتطوير خاصة ان للمفاهيم والبرامج المحصورة بمحاور ضيقة طعمها المالح ورائحتها اليابسة ان تسمرت وتقوقعت في فلكها الواحد وعزفت عن الدوران في الافلاك الاخرى من البرامج والانشطة لتكون منظومة عمل مشتركه متنوعة يقبل عليها الشباب ببرامج متعددة ومتنوعة وحتى لا تزداد المسافة بين هذه الجهات بين ما تمليه الحاجة من وعي وادراك بل استثمار خصوبة افلاكها بدلالاتها ومضامينها .

المهندس هاشم نايل المجالي

[email protected]  

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.