كيف بدد بعث العراق امال شعوب الامة
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الخميس 13/7/2017 م …
كيف بدد بعث العراق امال شعوب الامة …
قد يستغرب القارئ الكريم لماذا الان نحن بصدد التطرق لمواقف بعث العراق وعندما نتحدث عن بعث العراق نريد ان نميز بين مواقف بعث سورية و مواقف بعث العراق على المستويين القومي والاقليمي وكذلك الدولي .
الاول اي البعث السوري يدفع ثمن مواقفه الوطنية والقومية الشريفة التي تميزه عن بعث العراق وهاهو يواجه حربا كونية اجرامية تجاوزت سبع سنوات لكن البعض من البعثيين العراقيين السابقين الذين يسعون الى احياء امجاد اتى عليها الزمن يغمزون في ادبياتهم ومجالسهم الى سر دفاعنا عن سورية حكومة وشعبا والوقوف معها .
ندافع عن سورية. لا لانها سورية ” البعث” بل ندافع عنها لانها الامل الوحيد المتبقى لحفظ كرامة الامة وقيمها ومبادئها ودفعت بسبب ذلك ولازالت تدفع ثمنا باهظا .
نقف الى جانب سورية وندافع عنها لان سورية في ظل البعث فتحت ذراعيها للعراقيين في ظروف المحنة بل المحن التي تسبب بها بعث العراق جراء تهوره واستهتاره واستخفافه بارادة الشعب العراقي منذ حرب عام 1980 مع ايران التي كان بالامكان تجاوزها مثلما تم تجاوز نشوب حرب مع ايران في ظل حكم الشاه حين توصل العراق وايران الى اتفاق الجزائر عام 1975 مرورا بحرب الخليج الثانية عام 1991 وحتى ما قبل الغزو الامريكي واحتلاله عام 2003 وبعده و ما حل من كارثة في البلاد استمرت طيلة سنوات الاحتلال وحتى هذه اللحظة.
نعم فتحت دمشق ذراعيها للعراقيين واستقبلتهم دون ان تدقق في جنس القادم اليها من العراق او ان تسال احدا منهم ” هذه الاسئلة الكريهة والمقززة التي نسمعها الان والتي بات العراقي متهما مع سبق الاصرار بسبب الوثيقة التي يحملها وحتى بسبب اسمه المثبت على الوثيقة وهذه حقيقة علينا ان لا ننكرها وتحول الى شخص غير مرحب به في معظم عواصم دول الامة العربية التي ينتمي اليها بما في ذلك تلك التي دفع العراقيون ثمنا باهظا للدفاع عنها..
دمشق التي علينا ان ندافع عنها وبكل قوة مثلما ندافع عن بغداد لانها لم تسال العراقي القادم اليها في زمن المحن ” انت شيعي او سني” كردى ام تركماني ” شيوعي ام بعثي ام قومي او اسلامي مثلما لم تفرض ” اي ” شرط في منح بن بلاد الرافدين تاشيرة الدخول لسورية.
استقبلت سورية كل العراقيين منذ حرب عام 1980 مع ايران مرورا بالدخول في الكويت ووصولا الى حرب الخليج الثانية عام 1991 وليس انتهاء بغزو العراق واحتلاله عام 2003.
ولا اظن ان هناك من ينكر مواقف دمشق هذه بما في ذلك الذين كانوا بضيافتها ولسنوات حتى تسلموا الحكم بعد الغزو والاحتلال عام 2003 واورد اسماء فقط للتذكير منهم جلال الطالباني الذي شغل منصب رئيس جمهورية في عهد الغزاة ونوري المالكي الذي شغل موقع الشخص الاول في سلطة ما بعد الاحتلال وهكذا وغيرهم الكثير .
في عام 1963 عندما تسلم بعث العراق السلطة في العراق وكنا قد اشرنا الى الكيفية التي وصل بها الى الحكم في مقال سابق وهو الحزب الذي يرفع شعار ” الوحدة والحرية والاشتراكية” اعتقدنا ان هذه الشعارات سوف ترى طريقها لتحقيق اهداف الامة بصرف النظر عن موقف “بعث العراق ” ومن يتعاون معه في سورية من الذين شاركوا في انفصال سورية عن مصر وهدم كيان وحدة الجمهورية العربية المتحدة حيث كان موقف بعث العراق المؤيد للانفصال واضح مما تسبب في انشقاق الحزب وكنا نسمع ” جناح سورية” وجناح العراق ” اي ان هناك من دعم الانفصال وهناك من وقف ضده والكل يتذكر وقفة الابطال في الجيش السوري وتصديهم للانفصاليين امثال العميد جاسم علون وغيره من الضباط الشرفاء محاولين وقف انهيار الجمهورية العربية المتحدة .
لاننسى وقفة هذا الضايط السوري الشريف في حلب وتصديه للانفصاليين في دمشق والذين دعموهم امثال صلاح الدين البيطار المنسق مع بعث العراق.
بادر بعث العراق للتكفير عن سيئاته هكذا اعتقد البعض لطرح مشروع الوحدة الاتحادية بين العراق وسورية ومصر عندما تسلم الحكم عام 1963 بعد الاطاحة بحكومة الزعيم المرحوم عبدالكريم قاسم ووضع حد لشعارات الحزب الشيوعي العراقي ” البالية” والتي منها ” ” اتحاد فدرالي او صداقة سوفيتية” نكاية بشعار الوحدة العربية .
التعليقات مغلقة.