الفلسطيني
عبدالهادي راجي المجالي ( الأردن ) الأحد 16/7/2017 م …
الفلسطيني …
ظهر فلسطيني في القدس أول أمس غلى فضائية عربية وهو يبكي لأن الإحتلال منعه من الصلاة في الأقصى …أنا كنت في عمان , مغادرا مسجد الكالوتي ..وقد صليت في الباحة الخارجية , نظراً لكثرة الناس وحجم الزحام …
للأسف الإعلام العربي , كله ركز على منع الصلاة …لكنه لم يخبرنا بأن من نفذوا العملية هم من داخل مايسمى بالخط الأخضر , أي من داخل إسرائيل ..من الأرض التي يعتبرها (نتنياهو ) تهودت وانتهت ..لم يخبرنا الإعلام العربي أن من نفذوها من عائلة (الجبارين) كانوا يحملون أسلحة نارية , ولم يحملوا السكاكين ..لم يخبرنا بأن النضال الفلسطيني انتقل من السكين إلى الطلقة …وبأن هذه العملية هي نقطة تحول في اختراق حواجز الإحتلال والدخول لقلب الأقصى , وتهريب السلاح الناري …لم يخبرنا الإعلام العربي …أن هذه العملية , رسالة مهمة وخطيرة للإحتلال مفادها أن نضال الفلسطيني متعدد ومتنوع ومتطور ..ومبهر في ذات السياق .
ما قام به أفراد عائلة (الجبارين) أكبر بكثير من (مراجل داعش) وملحقاتها ..فهؤلاء جهادهم موجه لقطع رؤوس الغلابى والمساكين , بالمقابل جهاد الفلسطيني موجه للشرطي الإسرائيلي , للجندي الإسرائيلي المحتل …وكل الشرائع والقوانين الدولية تبيح للشعوب مقاومة المحتل ….لاحظوا أن أغلب العمليات في القدس توجه نحو المسلحين من مستوطنين وجيش وشرطة …وهذا يؤكد أن هنالك شكلا نبيلا للنضال الفلسطيني غاب عن العالم , والسكين والطلقة في فلسطين تسترد في لحظة نبل النضال وعظمته ..
الإعلام العربي للأسف , كان غاضبا بسبب منع الصلاة في القدس ….ترك كل تلك المعطيات والرسائل ..وركز على منع الصلاة , ترك عملية نوعية ومهمة وخطيرة ..ترك حقيقة دامغة وهي أن أسباب كل الخراب في العالم العربي مرتبط بوجود إسرائيل ..ترك التقاطة خطيرة وعبقرية , وهي أن الفلسطيني طور في نضاله بحيث تعدى حلقة الأحزاب والتنظيمات ..وأنتج ما يسمى بنضال العائلات …في فلسطين وحدها فقط عائلة واحدة تقدم ثلاثة من شبابها مهرا للقضية …وهم يدركون أنهم حين ينهون العملية , فلن يستطيعوا العودة لمنازلهم وأخذ حمام ساخن والنوم ..هم أدركوا لحظة اتخاذ القرار أن السماء وحدها من ينتظرهم ..
الفلسطيني الان في مرحلة جديدة , فالعائلة أو العشيرة صارت رديفا للتنظيم ..وفلسطين بحد ذاتها أصبحت (أيدولوجيا) وبالتالي سيسجل الفلسطيني في صفحة النضال العالمي أنه أنتج أيضا ما سيسمى لاحقا (نضال العائلات)…
على كل حال يبقى الفلسطيني وحده في عالمنا العربي , وفي ظل مراجل داعش ومن هم على شاكلة داعش …يبقى هو الوحيد الذي يقرأ بوصلة الشهادة جيدا , ويجيد توجيه الطلقة جيدا وتوجيه السكين جيدا …لهذا فشهادته لها طعم خاص عن دون الكل …
كل المحبة والشوق والإنحناء ..لعائلة (جبارين)
التعليقات مغلقة.