انحراف الاطفال … صناعة اسرية مدرسية مجتمعية !!!
م. هاشم نايل المجالي ( الأردن ) الثلاثاء 18/7/2017 م …
انحراف الاطفال … صناعة اسرية مدرسية مجتمعية !!! …
التربية هي بناء ورعاية واصلاح وحرص على تنمية مدارك ومفاهيم الاطفال ومراقبة السلوكيات للتدرج في تعليمهم وتوجيههم منذ الطفولة حتى البلوغ فهم امل المستقبل ولا شك ان هناك تباين كبير وواضح في معاملة الآباء لاولادهم بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية وغيرها فهناك اطفال نتيجة حمل غير مرغوب فيه وهناك اطفال شديدي الانفعال ومشاكسشين وغيرهم تؤدي الخلافات الاسرية الى اتباع هؤلاء الاطفال سلوكيات يضاف الى عوامل بيئية مختلفة تساهم في زيادة انحراف سلوكياتهم خاصة عندما لا يكون هناك استثمار لاوقات فراغهم بشكل سليم ودقيق ومصاحبة اهل السوء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل ) رواه الترمذي كذلك اهمال مطالب الاطفال وعدم تلبية حاجاتهم سيؤدي بهم الى اتباع سلوك السرقة خاصة في حالات النزاع والشقاق بين الابوين وتصدع بنيان الاسرة فالاولاد يدفعون ثمن اخطاء الاباء وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الرجل من اهله راع وهو مسؤول عن رعيته ) البخاري ولقد انتشرت في الآونة الاخيرة عنف لدى الصغار وتجارة المخدرات والسرقة وغيرها فلا بد من وجود عوامل اجتماعية واسرية ونفسية ادت الى ذلك كله ولا بد على كافة الجهات المعنية من تدارك الامر لمواجهتها وفق استراتيجية تؤدي الى تقويم ابنائنا حتى لا يقعون فريسة المنحرفين والمتطرفين فكرياً فأصبح العنف لديهم يلحق الضرر البالغ بالآخرين وبالمجتمع والشواهد كثيرة حتى حضورهم للمباريات فان نتيجة المباراة ستنعكس نتيجة سلبية حيث الصدامات والتكسير والتخريب والشتم وغيره كذلك الامر في المدارس ظواهر غريبة حيث ان هناك ثقافة عنف بدأت تتجسد في اطفالنا وكلنا يعلم ان التطرف هو اعتناق مبدأ او عقيدة او التحيز لفئة أو لشيء معين اياً كان نوعه دون قبول الرأي الآخر وليصبح هذا الطفل الصغير مع الايام والاهمال عبارة عن مشروع ارهابي صغير صناعة ابوين مهملين او متزمتين او مختلفين نتيجة التفكك الاسري اذ هو نتاج عملية التنشئة الاسرية المفككة فالبيئة السيئة تصنع منه طفلاً ارهابياً وعنيفاً لان الاسرة لم تقم بواجبها الاساسي ومراقبة سلوك الطفل واصدقائه ومتابعته في المدرسة وسلوكياته مع اصدقائه هناك والتعرف على نواحي الضعف والسلبيات والتعرف على نواحي القوة والية التعبير عن مشاعره والية حواره مع اصدقائه لان الفراغ الذي سيعيشه الطفل سيجد من يملؤه له وهم اصدقاء السوء وشاهدنا الكثير من الاطفال في الشوارع وفي الاسواق وعند المتاجر والمشاغل اصحاب سلوكيات منحرفة وعلينا ان نعترف بدور وواجب المدرسة فحين يغيب دورها التربوي والتوعوي ترتفع نسبة العنف بين الطلبة والغش والانحراف ولقد اصبحت في كثير من المدارس علاقة المدرس بالطلبة علاقة مصالح ومنافع فيغيب الانتماء ويغيب حب الوطن ويتشرب التلاميذ ثقافة العنف ويصبح الخطر يحيط بأبنائنا في اي لحظة خاصة وان وسائل التواصل الاجتماعي اصبحت تجمع بين الطلبة ورفقاء السوء وتبادل الافكار المنحرفة والمتطرفة فالانسان منذ صغره يتم برمجة عقله منذ طفولته من خلال التربية الاسرية والاصدقاء في المدرسة واماكن العبادة والاعلام فهذه عناصر تشكل الشخص منذ طفولته وتولد عنده الرغبات والشهوات في اجواء اسرية ومجتمعية متضاربة في عالم اصبح قريه بوجود وسائل التكنولوجيا الحديثة واجراء استطلاعات ودراسة لهذه الظواهر السلبية وتحديد اعمار هذه الفئات المنحرفة والمشاكسة ومستواهم العلمي ( الصف المدرسي ) وطبيعة الاسرة ( مفككة او متماسكة ) ومستوى دخل الاسرة فقيرة او غيره ومستوى تحصيل افراد الاسرة واسباب ودوافع الانحراف ونوع الجرم وهل هو مكرر ام لا وهل هناك عوامل مؤثرة ساعدت في انحراف الطفل وجعلته لا يعيش بسلام مع نفسه نتيجة مروره بالازمات والاضطرابات النفسية كذلك السلوكيات الاخلاقية التي تتجاوز المعايير والقواعد الاجتماعية المقبولة ومستوى نموه المعرفي بذلك ونمط شخصيته ونمط تنشئته ودرجة تكيفهم مع الوسط الذي يعيشون فيه هذه الدراسة الميدانية ستساعد الباحثين الاجتماعيين والنفسيين على ايجاد الحلول والمعالجة لهذا النوع من الاطفال بمشاركة الاهل والمدرسة والجهات المعنية .
م.هاشم نايل المجالي
التعليقات مغلقة.