«الجهاد» بعد «حماس» مع دحلان… ما الحكاية؟

 

 

محمد خروب ( الأردن ) الثلاثاء 18/7/2017 م …

«الجهاد» بعد «حماس» مع دحلان… ما الحكاية؟ …

في الأنباء المتواترة… ان وفدا من حركة الجهاد الاسلامي بقيادة الأمين العام للحركة رمضان شلّح ونائبه زياد النخالة، التقى القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان يوم اول من امس في القاهرة، ما اثار المزيد من التساؤلات حول اهداف ومرامي عملية تأهيل دحلان الجارية على قدم وساق في اكثر من عاصمة عربية واقليمية، وبصمت دولي يرتقي الى مرتبة الموافقة الضمنية على ما يجري في الساحة الفلسطينية. وبخاصة ان الحديث عن مرحلة ما بعد عباس، قد بدأ يأخذ زخما كبيرا، إن لجهة التجاهل الذي تبديه عواصم عربية للرجل وعدم الحماسة للالتقاء به لمعرفة «آخر تطورات» القضية، كما تقول العبارات الخشبية التي فقدت معناها وصدقيتها في سوق الدبلوماسية العربية المأزومة والعاجزة، أم لجهة ما بدأ يحدث على «البوابة» التي يُراد لدحلان ان يبدأ منها رحلة الصعود الى «قمة» المشهد الفلسطيني «وريثاً» لعباس، وخصوصاً قطع الطريق على احد من فريقه الحالي الذي بدأ يفقد بعض وجوهه، وبخاصة منذ انتخابات اللجنة المركزية للحركة واستبعاد وجوه صاحبة دور مهم في الفريق «السياسي»، فضلا عمّا يدور حول خروج قريب للمُفاوِض في ماراثون المفاوضات العبثي والفاشل مع اسرائيل، الذي حمل لقب كبير المفاوضين الفلسطينيين، ونقصد هنا الدكتور صائب عريقات الذي «رقّاه» عباس الى منصب أمين سر منظمة التحرير، بعد طرْدِه «الأمين» السابق ياسر عبدربه، حيث يعيش الاخير في صحراء السياسة الفلسطينية وعلى هامشها بعد ان فقد بريقه وغطاءه السياسي.. دون اهمال حقيقة ان المرض الذي يفتك بعريقات – شفاه الله – هو ما عجّل تصاعد الحديث عن كبير مفاوضين جديد وطازَج ومفاجِئ يحظى بدعم أميركي، وهو مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، الذي كان أول «مسؤول» فلسطيني التقى ترمب بعد أسابيع قليلة من دخوله البيت الابيض.

ما علينا…

ان يلتقي شلّح والنخالة مع دحلان، وفق تفسير غير مقنع بان اللقاء تناول الاتفاق الذي جرى بين حماس ودحلان.. يعني ان ثمة ترتيبات قد قطعت شوطا لا بأس به، وعلى اكثر من صعيد وعبر اكثر من جهة «وقناة».. لدفع دحلان الى الصفوف الامامية، وتصدُّر المرحلة المقبلة التي تقول التسريبات في شأنها: بأنها مفصلية وجديدة «كليّاً» في تفاصيلها وجداولها الزمنية، حيث لم تعد مبادرة السلام العربية قابلة للتداول، وحيث كل «التفاهمات» السابقة التي قيل انه تم «انجازها» منذ مباحثات عرفات باراك الشهيرة في كامب ديفيد عام 2001 وقبل وصول شارون الى الحكم في آذار 2002، وانتهاء بتلك «التنازلات» غير المسبوقة (وفق الإعلام الصهيوني) التي قدّمها اولمرت لعباس حيث رفضها الاخير، «مُكرّساً» في الساحة الصهيونية المصطلح الذي نحته باراك وتبنّاه كل قادة اسرائيل بعد ذلك، وهو ان.. «لا شريك فلسطينيا لإسرائيل في المفاوضات».

تبدو خطوة حركة الجهاد الاسلامي مفاجِئة ومثيرة، وبخاصة ان «الجهاد» تتبنى موقفا عقلانيا ومتمايزا عن حماس، خصوصا في علاقاتها العربية، حيث لا تلجأ كما حماس، الى «النطنطة» غير المبدئية في علاقاتها العربية، او انتهاج دبلوماسية الانتهازية والقفز من «المراكب» التي تظن (حماس) انها توشك على الجنوح او الغرق، بل هي تطبق بالفعل شعار «عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية» وتقف على مسافة واحدة (مقبولة نسبياً) من معظم الانظمة العربية، ما جنّبها الكثير من المواقف المُحرِجة، او تدفيعها ثمن اللامبدئية التي تواصل حماس انتهاجها وبخاصة في علاقاتها مع دحلان، الذي قالت فيه ما لم يقله مالك في الخمر، ثم جاءت المفاجأة «الكيدية» في علاقاتها المستجدة مع القيادي الفتحاوي المفصول وتوقيع الرجل القوي فيها يحيى السنوار… وثيقة «تفاهم»، ما يزال معظمها «سريّاً» حتى بعد فيض تصريحات قادة حماس وتفسيراتهم المتضاربة مع مدى وعمق تفاهمهم مع دحلان، وسط شائعات تتحدث عن انه سيتبوأ منصب «رئيس وزراء» في قطاع غزة، وهو تسريب قد لا يكون مؤكَّدا حدوثه، كونه يُكرِّس الانقسام الجغرافي بين جناحي ما تبقّى من فلسطين او محافظاتها الشمالية وتلك الجنوبية، بقدر ما يُشكِّل رسالة لعباس بانه «مدعو» من قبل حماس لتعديل «مساره» تحت طائلة المضي قدماً في التحالف مع «غريمِه» ومنافِسه الذي يوصف بالقوي.. دحلان.

قد تُسارع الجهاد الى اصدار توضيح لحقيقة اللقاء والكيفية التي تم بها وما جرى بالفعل.. بحثه؟ وهل اطّلعت على معلومات جديدة من دحلان؟ ام ان ما سمعته هو ما يروج في وسائل الاعلام؟ لكن «المظاهرة» التي سارت في شوارع خان يونس قبل يومين,، والتي نظّمها انصار دحلان,، دعما له وما قيل عن مشاركة قياديين فتحاويين فيها وخصوصاً انها حصلت على «ترخيص» من داخلية حماس، تشي بان الاخيرة عازمة على مواجهة عباس حتى النهاية,، كون هذه المظاهرة وذلك الترخيص يعنيان اعترافا من قبل حركة حماس بان دحلان بات «الممثل الشرعي الوحيد» لحركة فتح في قطاع غزة، كما قال احد المُقرّبين منها,، وبخاصة ان حماس كانت «منعت» وبالقوة مسيرات واحتفالات لحركة فتح (جناح عباس) كان ابرزها منع الاحتفال بذكرى رحيل ياسر عرفات.. واذا ما اضفنا «التفاهمات» التي توصل اليها يحيى السنوار مع القاهرة، فان حماس تبدو «مرتاحة» لنمو علاقاتها الجديدة مع مصر,، وبما يسمح لها الزعم بان عهدا جديدا قد بدأ وبخاصة اذا ما نجحت صفقة تبادل الاسرى مع اسرائيل.

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.