توريد منظومة ” اس 400″ الصاروخية الروسية الى تركيا سيكون خطأ كبيرا

 

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الأربعاء 19/7/2017 م …

توريد منظومة ” اس 400″ الصاروخية الروسية الى تركيا   سيكون خطأ كبيرا …

تتردد انباء لم تتاكد بعد من ان روسيا بصدد تزويد تركية ب” منظومة اس 400 ” الصاروخية المتطورة المضادة للاهداف الجوية في اطار صفقة عسكرية تسعى انقرة للحصول عليها من موسكو.

وبصرف النظر عن قيمة هذه الصفقة العسكرية الروسية مع تركية والتي تتجاوز ” ملياري دولار” فان موسكو وجدت اسواقا كثيرة لتصدير اسلحتها في منطقة الخليج العربي وغيرها حتى مع تلك الدول التي كانت لاتعرف شيئا عن التقنيات العسكرية الروسية التي فاق بعضها حتى الاسلحة الغربية والامريكية .

وقد كشفت الازمة السورية ذلك عندما دخل السلاح الروسي حلبة الصراع وهو ما ابهر حتى ” ماما امريكا” التي كانت تتباهى بصواريخ ” التوماهوك” واذا ب” صواريخ ” كليبر” الروسية التي تطلقها البوارج الحربية من البحر الابيض المتوسط لتصيب اهدافها في سورية مثار اعجاب الخبراء العسكريين الغربيين   .

الا ان واشنطن كعادتها حاولت ان تقلل من قدرات روسيا الصاروخية الجديدة واستخغت في بداية الامر بهذه الصواريخ وحاولت التقليل من اهميتها كالعادة لكنها في قرارة نفسها لم تكن تتوقع ان لدى روسيا مثل هذا الصاروخ الذي   يستطيع ضرب اهداف بدقة متناهية وعلى مسافات بعيدة جدا.

اما البجعة البيضاء تلك الطائرة التي استخدمها الجيش الروسى في ضرب اهداف تابعة للارهابيين في سورية   هي قاصفة ستراتيجية عملاقة   فاقت بقدراتها حتى ” ال” بي 52″ في قدراتها   الفنية وساعات طيرانها فكانت تقلع من اقاصي روسيا وتوجه صواريخا على مراكز الارهابيين في سورية وتعود في نفس الوقت.

انقرة اخذت تلح بالحصول على ” منظومة ” اس 400″ الصاروخية الروسية وقد تشجعت اكثر عندما قال سكرتير حلف ” ناتو” العدواني باعتبار ان تركية عضو فاعل فيه ” ان هذا ” قرار تركي سيادي ” لاتعترض عليه دول الحلف لكن الخبير العسكري التركي ” كرام يلدريم” كشف عن انه في حال اندلاع الحرب بين ” حلف ” ناتو” مع روسيا فسوف تضطر تركية الى اسقاط الطائرات الروسية. ” الخبير نفسه اعرب عن ترحيب انقرة بما يفعله” ما يسنى ” التحالف الامريكي ضد الحكومة السورية

واشار ” يردليم” المقرب من رئيس الوزراء التركي في تصريح لصحيفة ” سيفودنيا فريما” الروسية الى ان الولايات المتحدة تعمل على شحن الاجواء في المنطقة مؤكدا ان روسيا منعت الادارة الامريكية من تحقيق خططها في سورية بتدخلها العسكري في المنطقة .

الاعلان بان تركية ستسقط الطائرات الروسية في حال نشوب نزاع مسلح بين حلف ” ناتو” وروسيا كان بمثابة اشارة واضحة وصريحة من دولة عضو في حلف يسعى الى تضييق الخناق على روسيا من خلال التمدد شرقا .

على روسيا التي نسمع بانها ربما تزود تركية بهذه المنظومة المتطورة التي ستكون اداة بيد الجيش التركي لاسقاط الطائرات الروسية ان تتلقف هذه الرسالة وان تمتنع عن تحقيق امنيات ” الحالمين بالسلطنة وفي المقدمة اردوغان لاسيما وان هناك تجربة اسقاط السوخوي الروسية من قبل الطائرات التركية في سورية ومقتل الطيار الروسي والتي اعتبرها الرئيس بوتين ” طعنة في الظهر”   واتخذ اجراءات عسكرية صارمة في حينها منها الايعاز بتدمير اية طائرة تقترب من القاعدة العسكرية التي ترابط فيها القوات الروسية في سورية.

الاجراء الروسي هذا جعل اردوغان صاحب اللسان الطويل في حينها ان يلزم الصمت ويعرف حدوده.دون ان يتجرا الطيارون الاتراك بعدها   بالاقتراب من المناطق التي يتواجد فيها الروس في سورية فكان درسا بليغا لقادة تركية اعقبه اعتذار تركي رسمي.

الا هذا يكفي فضلا عن مواقف تركية العدوانية السابقة وانتهازية قيادتها الاردوغانية   بان ترفض روسيا طلب انقره   للحصول على منظومة ” اس 400″ لاسيما وان موسكو ليست بحاجة ” الى مليارات اردوغان” التي الكل يعلم كيف يحصل عليها هذا الشحاذ الدولي سواء من ابتزاز الدول الاوربية وتهديدها بالسماح لطوابير جديدة من اللاجئين بالتوجه الى اوربا او من خلال الاستجداء من الدول الاخرى او سرقة النفط العراقي والسوري بالتنسيق مع بارزاني والارهابيين وسرقة المعامل السورية التي نقلها الارهابيون الى تركيا من حلب وغيرها من المدن السورية التي احتلوها وعبثوا فيها .

صحيح ان هناك مصالح اقتصادية وتجارية بين الدول قد تفرض نفسها وهذا هدف مشروع بالنسبة للدول لكن علينا ان نستعرض من المستفيد من هذه المنظومة الصاروخية الروسية في حال الحصول عليها انها تركية التي تعادي جارتها اليونان ولها مشاكل في قبرص وتعادي جارتها سورية وتطمع باراضي عراقية وسبق ان قتل السفير الروسي على اراصيها دون ان تتضح معالم واهداف الجريمة التي اصبحت في طي النسيان.

تركيا هذه الدولة المنبوذة حتى من قبل الاتحاد الاوربي الذي يرفض عضويتها هي التي سوف تستفيد اكثر من روسيا ونامل ان لاتلتفت موسكو الى طلبات انقرة ؟؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.