( بلعين ) الاسطورة تلج عامها العاشر..! / عودة عودة

 

 

عودة عودة ( الأردن ) الأربعاء 4/3/2015 م …

قبل ايام دخلت الإنتفاضة الشعبية الفلسطينية لمقاومة جدار الفصل العنصري الإسرائيلي عامها العاشر، الطقوس معروفة وكما كانت تجري في قرى بلعين وأخواتها كل يوم جمعة من الأعوام الإحتجاجية الماضية..

خلف الجدار جنود إسرائيليون يكمنون وراء مكعبات إسمنتية ضخمة أو سياراتهم وهم مدججون بالسلاح والهراوات وقنابل الغاز المسيلة للدموع ومدفع مائي يطلق مياهاً رديئة الرائحة…

في الجبهة المقابلة يكمن بين أشجار الزيتون والسلاسل الحجرية شبانٌ وشابات لا يملكون إلا حناجرهم وقبضاتهم وعلمهم الوطني(بعد أن عزّ وجود السلاح)وفي لحظة سحرية يتقدمون وهم يهتفون بأكثر من لغة وبما يشبه إعلان مؤذن عن قيام الصلاة مطالبين الحرية لبلدهم وردم هذا الجدار اللعين الذي قطّع أوصال ترابهم الوطني.

طبعاً، لا بد وقبل صلاة الجمعة أن يجوب المحتجون شوارع القرية وساحاتها وهم يحملون العلم العربي الفلسطيني و يرددون الأناشيد والأغاني والأهازيج والهتافات التي تدعو للوحدة الوطنية منددين بسياسة الإحتلال الإستيطانية والإعتداء والهدم للبيوت المقدسية وحملات الإعتقالات اليومية مطالبين بالإفراج عن المعتقلين? وبحركة مباغتة يتوجه المحتجون نحو الجدار ودون أي رهبة أو خوف وكما كانوا يفعلون في أكثر من 250 إحتجاجاً خلال السنوات الماضية، الجنود يعتبرون هذه الحركة المباغتة (فرصة ذهبية) للقتل أو الخنق بإنهمار الرصاص والغاز المسيل للدموع، الموت والخنق يطال الجميع من المحتجين ومناصيرهم..

في إحتجاجات سابقة كان من بين المناصرين في قرية بلعين رئيس بلدية جنيف ريمي باغاني معلناً إفتخاره بما رآه وقائلاً:لو رأى هذا المشهد البطولي المهاتما غاندي لإفتخر به أيضاً، في الإحتجاجات السابقة رأينا (شيوخ سلام) ينضمون إلى الأهالي أذكر من بينهم نلسون منديلا رئيس جنوب إفريقيا السابق والقس دزمند توتو داعية السلام والفائز بجائزة نوبل ومارتن لوثركينج قائد حركة تحرير السود في أمريكا وجيمي كارتر رئيس الولايات المتحدة الأسبق وماري روبنسن رئيسة إيرلندا السابقة ومردخاي فعنونو أول يهودي من مزق جواز سفره الإسرائيلي أمام الجدار والكاشف والرافض لبرنامج إسرائيل النووي إضافة إلى رؤساء دول وحكومات سابقين من البرازيل والنرويج والعديد من رجال الأعمال والكتاب والشعراء والموسيقيين وغيرهم.

المحتجون لا يستعملون السلاح، سلاحهم الهتافات والقرع على الطبول وكل ما يصدر عنه صوت وأهمها مكبرات الصوت في مسجد القرية والتي في الأيادي إضافة إلى الأغاني والرقصات الشعبية الفلسطينية… والحجارة إذا إحتدم النزال بين الإحتلال والمحتجين.

جيش الإحتلال الذي يملك الترسانة العسكرية الضخمة والتي لا مثيل لها في الشرق الأوسط، رد بكل بطش لإحباط المقاومة الفلسطينية هذه، جنود أصابوا برصاصهم دعاة سلام كانوا قد ربطوا أنفسهم إلى الجدار وأشجار الزيتون، وكان من بين المصابين لويزا موغايتنيني نائب رئيس البرلمان الأوروبي ومابريت لوريغام داعية السلام الأمريكية والفائزة بجائزة نوبل كما تم اعتقال آخرين..

ومع أن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية إعتبرتا هذا الجدار (وطوله650 كم) غير شرعي ودعتا إلى هدمه إلا أن إسرائيل تجاهلت كل ذلك تماماً وهي مستمرة في إستكمال بناء الجدار وفي الاستيطان ورفضها للسلام الذي إن حدث سيقضي على إسرائيل كدولة.

الساحرات بلعين وأخواتها يفخر بها كل عربي وكل إنسان… كل جمعة تظاهرة ومسيرة أخرى.. وحتى زوال الجدار والإحتلال الإسرائيلي.

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.