باختصار : باقون

 

 

زهير ماجد ( السبت ) 23/7/2017 م …

باختصار : باقون …

“هنا على صدوركم باقون ” قالها أحد الشعراء الفلسطينيين .. لم تعد القصة ماذا يفعل الفلسطيني، بل ماذا سيفعل الإسرائيلي الذي يزداد قلقا من مشهد الشباب الفلسطيني وشكل التحدي لديه. فهو تحد ليس بالهين، وليس مايمكن الصمود أمامه، الفلسطيني أعزل وعدوه مليء بالرصاص والحشوات القاتلة ومساحة الحركة. الفلسطيني الاعزل مهاجم احترف المنازلة، اما الصهيوني المدجج فخائف مذعور.

لم يعد الصمود فكرة، هو شريان موصول بجذور الارض تتغذى بالتتابع. واللحم الحي المملوك لدى الفلسطيني، تحول الى قنابل موقوتة مركبة على عقل لاتفنى خلاياه لأنه فلسطيني. يفنى الجسد ويبقى العقل وتسلم الروح من الاذى.

ليس هكذا شعب في التاريخ مثل الصهاينة الذين بدأوا يسمون مكان اقامتهم مجرد مرور عابر. بعد اكثر من ستين سنة، ظلت الشعلة الفلسطينية مضاءة وواضحة للكل، فيما ظلت مطفأة صورة الصهيوني رغم انها اشعلت الستين عاما بما تيسر من قنابل وقتل.

مرة صرخ الشاعر العراقي الجواهري ” باق واعمار الطغاة قصار ” ، ظن البعض انها كذبة ان يمر اكثر من ستين عاما على قضية وطغاتها يعيشون، لكن الحقيقة ان الشاعر قصد بكلماته زمنا، والزمن هنا عمر واجيال قد يكون.

ثورة الاقصى التي مرت وتمر، غمرتنا بالحنين الى الاكثر في التعبير، اي الى المواجهات القتالية التي يتوازن فيها الرصاص بالرصاص والبنادق بالبنادق /،عندها يظهر من الأثبت وهو صاحب الارض الحقيقي.

اليوم يتم تصفية ” داعش ” من اراضي العراق، واشكال” النصرة ” وغيرها من مناطق الحدود اللبنانية السورية، وعلى ارض سورية تجري حسابات التصفية لذلك الارهاب المتفشي. وهو مايعني ان اذرع اسرائيل تتهاوي، مااعتمدت عليه في تصفية الواقع العربي ينتهي الى غير رجعة، وما تصورته انه الحل لانهاء وجه العروبة في المنطقة، هاهو ينتصر بالتتابع ويتجلى بروح النصر.

ومرة قال شاعر فلسطيني آخر ” اناديكم / اشد على ايادكم / وأبوس الارض تحت نعالكم ” .. ففي مستوى الحدث تكون اللكلمات، هنا يتبلور نداء يصبح تعميما لحراك كبير مطلوب له ان يتصاعد. فما يحدث في الاقصى ليس مجرد ردة فعل كما يقرأ البعض، انها اريحية جيل لن يهدأ، تصويبه على هدفه الذي وضعه شهداء قبله ، فاضاؤوا المكان الزمان وتركوه مضاء بكل محتوياته من بعدهم .

ليس هنالك حقيقة مثلما هي حال فلسطين التي انتجت على الدوام اعلانها الدائم عن حاجتها لتكرار الصورة من اجلها. تعرف ان لا احد سوف يتخلف عن النداء ، فقد فعلوه في كل الازمنة، وهم بحاجة اليه اليوم اكثر من اي وقت مضى، ثمة من يبيع فلسطين، وثمة من يتنازل ، وثمة من يهوى تسليمها نهائيا تحت شعارات السلام والمحبة التي يراها الاسرائيلي اكبر الكذبات في التاريخ.

كلما شاهدت انتفاضة او ثورة فلسطينية او فعلا باهرا اصاب روحي الشباب، بل صرت اشعر بان ثمة معنى لحياة عشناها ونعيشها من اجل هدف لم نصله لكننا سوف نصل اليه باستمرار الروح المتوقدة للاجيال الفلسطينية المتتابعة.

علمونا ايها الفلسطينون كيف تفكرون بما بعد الشهادة التي تليق بكم في زمن لايحترم الضعفاء ابدا.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.