إيران وروسيا : لن نترك العقوبات الأميركية بلا رد
الخميس 27/7/ 2017 م …
إيران وروسيا : لن نترك العقوبات الأميركية بلا رد …
الأردن العربي – ردّ الرئيس الإيراني حسن روحاني على العقوبات الأميركية الجديدة على بلاده والتي صادق عليها مجلس النواب الأميركي فقال خلال ترأسه الأربعاء اجتماعاً لمجلس الوزراء “إن أميركا كما هي في السابق تواصل سياستها العدائية تجاه الشعب الإيراني ونظام الجمهورية الإسلامية”.
ورأى روحاني أن هذه العقوبات هي في الواقع “عقوبات مكررة ولم تعد فاعلة”، إلا أنه أشار في الوقت نفسه إلى أنه ينبغي اليقظة تجاهها، ومن المنطقي الرد عليها.
وقال روحاني إن واشنطن تشعر بالقلق من تحوّل “النزعة الاستقلالية” لإيران إلى نموذج يحتذى به في المنطقة.
بدوره، أكد معاون وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أنّ العقوبات الأميركية الأخيرة على طهران تتعارض مع العديد من بنود الاتفاق النووي، مؤكداً أنها “ستواجه بردّ إيراني”.
وأضاف عراقجي أن بلاده واجهت مثل هذه الإجراءات الأميركية من إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، مشيراً إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت حتى الآن ولـ 7 مرات متتالية التزام إيران ببنود الاتفاق النووي.
من جهته، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي إن اللجنة ستعقد السبت المقبل جلسة استثنائية لمناقشة مشروع الردّ على العقوبات الأميركية الجديدة.
وكان هذا المشروع قد حظي الأسبوع الماضي على موافقة أولية من قبل البرلمان الإيراني.
موقف معاون وزير الخارجية ورئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني جاء بعد تصويت مجلس النواب الأميركي على فرض عقوبات جديدة على روسيا وإيران وكوريا الشمالية.
وأيد أعضاء مجلس النواب مشروع قانون فرض العقوبات بدعم قوى من الجمهوريين والديمقراطيين، علماً أن المشروع يجب تمريره من قبل مجلس الشيوخ قبل إرساله إلى البيت الأبيض لتمريره أو رفضه باستخدام “الفيتو” الرئاسي.
وأكد البيت الأبيض قبل التصويت أن ترامب لم يقرر ما إذا كان سيوقع على مشروع القانون أم لا.
من جهته، وصف رئيس مجلس النواب الأميركي بول راين في بيان نشر عقب التصويت حزمة الإجراءات ضد روسيا وإيران وكوريا الشمالية، التي وافق عليها المجلس بأنها “أوسع عقوبات في التاريخ”.
وقال راين إن العقوبات تهدف إلى “تعقيد الأمور على أخطر خصومنا وضمان اطمئنان أميركا”، مشيراً إلى أن البلدان الثلاثة “تمثل تهديداً متعدد الجوانب لأمن الولايات المتحدة”.
أما بوب كوركر، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الشيوخ، فأعرب عن أمله في أن تستكمل كل هذه الإجراءات بحلول نهاية الأسبوع الحالي.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد حذرت في وقت سابق، من أن مشروع العقوبات الأمريكية الجديدة ضد روسيا “يزرع قنبلة في قاعدة العلاقات بين البلدين”.
يذكر أن مشروع القانون يقتضي للحد من صلاحيات الرئيس الأميركي لرفع العقوبات، وإعطاء الكونغرس الكلمة الأخيرة بهذه المسائل، فضلاً عن ذلك تدوين مشروع القانون لإعطاء القوة القانونية للعقوبات التي تمّ العمل بها على أساس الأوامر التنفيذية للرئيس السابق باراك أوباما.
وكانت وسائل إعلام غربية تحدثت في وقت سابق عن أن العقوبات الأميركية المحتملة ضد روسيا قد تطال 8 مشاريع طاقة تشارك فيها شركات أوروبية.
المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز قالت لوكالة سبوتنيك إن “ترامب يدعم مسألة فرض عقوبات صارمة ضد كوريا الشمالية وإيران وروسيا”، مشيرة إلى أن البيت الأبيض “يدرس مشروع قانون مجلس النواب وينتظر الحزمة التشريعية النهائية على طاولة الرئيس”.
وخلال تجمع لمناصريه في مدينة ينغستاون بولاية أوهايو الأميركية قال ترامب إن “عدم التزام طهران ببنود الاتفاق النووي سيتسبب بمشاكل كبيرة لها”. وأضاف أن”إيران تجرأت بالاتفاق النووي، ولكن ذلك لن يحدث لفترة أطول”.
الرئيس الأميركي قال أيضاً “لا نريد المسلمين الإرهابيين المتطرفين في بلادنا.. لقد رأيتم ما حصل في أوروبا، سنسمح بدخول من يؤمن بالقيم الأميركية فقط”، وأشار إلى أن العمل يجري على نظام هجرة جديد يعتمد على قبول المهاجرين بناءً على مهاراتهم.
من جهته، ردّ سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي على العقوبات الأميركية الجديدة على بلاده فقال إن موسكو واثقة من موافقة مجلس الشيوخ الأميركي قريباً على مشروع القانون الذي تبناه مجلس النواب بشأن فرض عقوبات جديدة ضد إيران وكوريا الشمالية وروسيا.
وقال ريابكوف إن موسكو لن تترك العقوبات الأميركية الجديدة ضدها بلا رد، معتبراً أن “الخطوة الأميركية تدمر آفاق تحسن العلاقات الثنائية وتطبيع العلاقات بين البلدين”.
وأضاف ريابكوف أنّ “هذه الخطوات لا تتوافق مع العقل السليم”.
واعتبر أن تبنّي هذا المشروع جاء بقرار اتخذ بكامل الإرادة من جانب “أعداء روسيا”، معتبراً أنّ “واشنطن هي مصدر الخطر، ويجب أن نفهم ذلك وأن نعمل انطلاقاً من هذا الفهم بشكل متزن وعقلاني وبهدوء”.
وفي الوقت نفسه، أكد نائب وزير الخارجية الروسي أن موسكو لن تنجر وراء العواطف، بل ستواصل البحث عن صيغ للتوصل إلى حل وسط حول المسائل التي تهم روسيا والولايات المتحدة على حد سواء، ومنها محاربة الإرهاب، وانتشار أسلحة الدمار الشامل، مؤكداً استعداد بلاده لهذا التعاون.
التعليقات مغلقة.