السفارة الصهيونية في عمّان … لماذا الرابية ..!!

 

 




السبت 29/7/2017 م …

السفارة الصهيونية في عمّان … لماذا الرابية..!! …

الأردن العربي – الهلال نيوز- بعيدا عن تفاصيل الجريمة النكراء التي ارتكبت بحق أردنيين لقيا حتفهما على يد احد أعضاء السفارة الإسرائيلية في عمان، وتطورات هذه القضية التي قفزت الى مقدمة اهتمامات الشارع الأردني، هناك سؤال يفرض نفسه بقدر كبير من الالحاح.

السؤال يخص موقع تلك السفارة، وتحديدا : هل اختارالإسرائيليون هذا الموقع في ضاحية الرابية المكتظة ليكون مقرا لسفارتهم؟ ام ان حكومتنا ـ في تلك الحقبة ـ هي من اختارت المكان لهم؟ او انها هي التي نصحتهم باستئجاره او شرائه؟

وبالتالي لماذا اختير هذا المكان في هذه المنطقة المأهولة ليكون مقرا للسفارة؟ مع انه كان من الممكن ان يتم اختيار موقع في اطراف المدينة يكون اكثر ملاءمة من أي موقع مكتظ، ففي تلك الفترة كانت مناطق كثيرة من اطراف العاصمة غير ماهولة، وبالتالي كان ممكنا شراء قطعة ارض والبناء عليها، او استئجار مبنى وملحقاته، بدلا من هذا المكان الذي يشكل استفزازا لكل المجاورين.

بعض القراءات تميل الى الاعتقاد بان من اختار هذا الموقع يعتقد انه الأكثر ملاءمة للتطبيع مع السفارة، وان اعتياد الناس على رؤية السفارة وفريقها وعلم إسرائيل يمكن ان يكون له تاثير إيجابي في مجال التطبيع، لكنهم نسوا او تناسوا ان التطبيع يكون مطلبا مستحيلا ما دامت إسرائيل تحتل ارضنا وتدنس مقدساتنا، وما دامت تتعامل مع أهلنا بهذه الوحشية.

لن اتوقف عند الكثير من المبررات التاريخية لهذا الاستفزاز، ولن اشير الى قضيتنا المحورية القضية الفلسطينية، واحتلال فلسطين والسيطرة على المقدسات، فكل تلك الأمور معروفة للقاصي والداني.

لكنني اود التوقف عند الممارسات الاستفزازية التي يقوم بها طاقم السفارة تحت مسمى المتطلبات الأمنية.

فقد سبق ان كتبت عن « الجار المزعج»، ونقلت شكوى المجاورين من ممارسات امن السفارة، وتحديدا الفريق الإسرائيلي، وما تشكله تلك الممارسات من استفزازات لهم، ولضيوفهم.

البعض منهم اشتكوا ـ منذ سنوات ـ من انهم وضعوا ـ تحويشة العمرـ ثمنا لشقة سكنية، واستدانوا من البنوك من اجل اكمال ثمنها، وفرحوا بتحقق حلمهم الذي تبدد بعد ان جاءهم هذا « الجار المزعج»، حيث انخفضت أسعار العقار القريب من السفارة الى النصف .

والكثير منهم اكدوا انهم عرضوا مساكنهم للبيع بأسعار منخفضة لكنهم لم يجدوا من يشتريها، فاضطروا للتعايش مع مجاوريهم كنوع من « القضاء والقدر»، لكنهم ـ بالتأكيد ـ ليسوا مرتاحين لحزمة الإجراءات التي يقومون بها، ويطالبون بان تقتصر اجراءاتهم على ما هو داخل السفارة فقط كما هو الحال بالنسبة لكل السفارات.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.