اخلاقنا … واخلاقهم !!!

 

 

هاشم نايل المجالي ( الأردن ) الأحد 30/7/2017 م …

اخلاقنا … واخلاقهم !!! …

ان الانسان القيادي الناجح والموفق هو ذلك الشخص الذي آمن بربه جل وعلا وصدق برسوله صلى الله عليه وسلم وجعل الاسلام قائده ودليله من اجل فعل كل ما هو حسن واجتناب العمل والتصرف القبيح وجعل من ذلك معياراً يتم من خلاله تمييز الخبيث من الطيب والتصرف الزين من الشين وان يكون لديه من الحكمة والتأني وحسن التصرف ما يتقي بها السوء قبل وقوعه او ان يعالج الامر بعد حدوثه فالقائد الناجح يتصف بخصلة الوعي والادراك لجوانب الامر اي ان خصله الوعي عنده تتجلى في سلامة الادراك للامر ودقته والنأي بهما عن المؤثرات المغيبة للمنطق فهناك قراءات لما بين السطور ووضع النقاط على الحروف لأن الوعي أمر زائد على مجرد السمع والابصار فما كل ما يبصر وعى ما ابصر وما كل من يسمع وعى ما سمع قال تعالى ( لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية ) الحاقة .

فالوعي لدى القائد الناجح مرتبته اعلى من مرتبة الاحساس السمعي والبصري واستثمار جانب الوعي في اي ازمة او حدث يجنب تفاقم الامور ويلغي التدليس وسلاح يحمي عن الصدام وتفاقم الازمة والوعي اعمق من التصور الظاهر لأي حدث او ازمة فهناك تزوير للحقائق وتزويق لها من اجل غاية فالوعي ليس فلسفة او ترفاً فكرياً بل هو ادراك يكسبه القيادي بالممارسة والحكمة والعقلانية والاحاطه بالامور من كافة الجوانب وبالوعي يعرف الانسان متى يكون الكلام خيراً ومتى يكون الصمت خيراً حتى لا يستغل الكلام في مكان ليس مكانه يؤزم الموقف ويصعده بدل ان يهدئه لأن المسؤول الواعي يتصور الحدث والقضية ليحجمها بدل ان يشتتها ويصعدها فهو كياسة وفطنة واطلاع على الحدث بالنظر الدقيق وهو سلاح قد تحتاجه للهجوم وقد تحتاجه للدفاع فقلة الوعي توقع الانسان او المسؤول او القيادي في المكر والخداع والامة لا تكون واعية الا بوعي افرادها فهم فكرها النابض وبصيرتها الراقية نحو معالي الامور فبقدر وعي امتنا يمكن اجادة التعامل مع الاحداث والازمات وانما قوة الامة منطلقة من وعيها لتكون خير من يخدم وطنها ويجنبه الازمات والاحداث السلبية ويجنبها ان تخدع ممن يحاول ان يجرها الى ازمات سياسية واقتصادية وغيرها لقد تعاملت القيادة في اردننا الغالي مع كثير من الاحداث بوعي وحكمة وبصيرة ثاقبة تجنب الوطن الكثير من المؤثرات السلبية سياسياًواقصادياً كذلك ابناء الشعب الواعين المدركين لتصرفات القيادة لذلك الامر ولمسنا ان الجانب الآخر انه لا يتصف بالوعي مع تعامله مع الحدث ولا مسؤولية ولم يضبطوا تعاملاتهم بأطر اخلاقية وضوابط انسانية ولا دبلوماسية بل بأطر استفزازية لا اخلاقية فنحن في عصر احتدمت فيه الاقاويل والفهم فأومضت شواهدها واذكتها التفاهات وانحسرت عند الكثير من المسؤولين المدارك الحكيمة فضلت مراشدها فهناك مسؤولين اعداء لهذه الامة ثبت عدم نضجهم العقلي وقلة ادراكهم للامور وتحجر فكرهم بدافع الانانية والغطرسة ولن تقوم اي حضارة ان لم يكن مسؤوليها وافرادها بقيمة الفهم والادراك لأن بدونهم تسود قلة التصرف والاخلاق لان فهمهم يبقى مسطح مأزوم موهم للامور وتستشري الاكاذيب فالقيادة الواعية المدركة هي القيادة التي تجمع الكلمة وتحفظ اللحمة ووحدة الصف وتحرص على حقن الدماء ودرء العنف والصدام وتجنب الفتن وتعمل على حفظ اللسان من الغلط انه الادراك المكتنز بالحكمة والعطاء والفهم الذي يجنب بث السم للاحداث فلا عزاء للاعداء الحاقدين الحاسدين على نعمة الامن والاستقرار لوطننا وعلى وحدة شعبه وقوة موقفه فهو موطن الامن والايمان فهناك دول تحسن استثمار الازمات من اجل مصلحة بلادها وتحسن التصرف من اجل اثبات اخلاقها ومبادئها فتعطي لشعوبها جرعات من الفخر والاعتزاز وتجعل الاخرين عالمياً يتحدثون عنها بالاعجاب لمواقفها ولحسن تصرفها .

ان الذين صرحوا بكلام لا يقبله مشين وليس بمستوى ان يذكر لانه يعبر عن مستوى تدني الوعي عندهم لان التصرف السيء والاستفزاز لا ينتج عنه الا ازمات وصدامات لا يحمد عقباها اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين اللهم آمنا في اوطاننا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك اللهم وفق قائدنا وولي امرنا جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه وفقه واحميه من اصحاب الشر المارقين اعداء هذه الامة اللهم كن لاخواننا المضطهدين في فلسطين وفي سائر الاوطان يا ذا الجلال والاكرام وجنبنا الفتن يا رب العالمين .

المهندس هاشم نايل المجالي

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.