ناقد أردني : السينما بدأت تفرض ظلالها التعبيري على الرواية

 

 

الأردن العربي ( الخميس ) 5/3/2015 م …

قال الناقد والاكاديمي الدكتور ابراهيم خليل استاذ النقد الحديث في الجامعة الاردنية ان كتابه الجديد “أساسيات الرواية” الصادر عن دار فضاءات بدعم من وزارة الثقافة الكتاب والصادر اليوم الاربعاء يشتمل بضع مقالات، وبضعة بحوث، كتبتْ على أساس أن تؤلف بمجموعها كتابًا يسلط الضوء على أساسيات الرواية اعتمادًا على التحليل التطبيقيّ، والنقد الوظيفيّ، لا على البحث النَظريّ.

وبين في حديث لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان بين الروايات التي اتخذها عينة للتطبيق رواية” أبناء الريح” للروائية الاردنية ليلى الأطرش، و”غريب النهر” للروائي الاردني جمال ناجي، ورواية”كينيارد باسكال ” كلّ أصباح العالم “، ورواية جان أشينوز ” شقراوات ” و” ميوفيولا ” لتيسير خلف، ورواية سبع سنوات لبيتر شتام، ورواية (قشتمر) لنجيب محفوظ، وساق البامبو لسعود السنعوسي، ورواية ” أصل وفصل ” لسحر خليفة، وسجاد عجمي لشهلا العُجيْلي، ومطارح لسحر ملص، والحديقة السرّية لمحمد القيسي، وغيرها.

وقال الناقد خليل ان الكتاب اكتنه ملامح في الحبكة الروائية تنم على الجودة، والإتقان، فيما ظهرت ملامح تدعو للتنبيه على أخطاء يقع فيها الروائي في أثناء حبكه أحداث روايته.

وحول نظرته للرواية التاريخية قال أنّ ثمة خلطًا بينها وبين الرواية غير التاريخية،ويلفت الناقد خليل اقتراب الرواية الحديثة بصفة خاصة من الفيلم(الفنّ السابع) وذلك نتيجة طبيعية لتعاون السينمائي والروائي، وقال لقد وقفتْ هذا الملحظ في روايتي تيسير خلف “ميوفيولا”، ورواية شقراوات لجان أشينوز الفرنسي.

وقال ان تحليلي للروايتين يكتشف بيسر أن السينما بدأت منذ زمن تفرض ظلالا تعبيرية على السرد الروائي، فيبدو الكاتب كما لو أنه يكتب السيناريو بقناع روائي. وواضح الناقد خليل لما كان الفن الروائي يمثل نوعًا أدبيًا فرعيًا من الجنْس الذي هو النثر، فقد لوحظ أن الرواية لا تمثل في الواقع نوعا نقيًا من السَرْد النثري. بل هي تشبه ساحة معركة يغير عليها فرسان من أنماط متعددة، فهي تلتقي بالسيرة آنًا، وآنا بأدب الرحلات، وآنا بالتاريخ، وآنا آخر بالشعر، والقصة القصيرة. واكد فكرة تراسل الأجناس في الرواية، من خلال وقفته غير القصيرة إزاء نماذج عليا في هذا المقام، منها ” شارون وحماتي ” لسعاد العامري و” الضوء الأزرق ” لحسين البرغوثي، و” الحديقة السرية ” لمحمد القيسي.

وقال خليل إذا كانت الرواية تقوم على أركان مثل الزمن، والشخصيات، والمكان إلخ.. فقد كان لزامًا على كتابه الذي يحمل عنوان ” أساسيات الرواية ” إلقاءُ الضوء على الكيفية التي تُصوَّرُ بها، وترسمُ، ملامح الشخصية الروائية، مؤكدا انه وجد في رواية بيتر شتام – وهو سويسري يكتب بالألمانية – الموسومة بعنوان سبع سنوات – نموذجًا روائيًا يحتفي فيه المؤلف بشخصياته، ويسلط عليها الضوء أكثر من أي ركن روائي آخر، ويجعل من شخصيتي ألكسندر وصديقته البولندية (إيفونا) نموذجيْن بشريّين يعلقان بالذهن إلى أمدٍ بعيد، ومن الاحتفاء بالشخوص إلى الاحتفاء باللغة، وهي أداة التعبير الوحيدة التي تضع بين أيدينا عالمًا متكاملا بما في من أشخاص يلْغون ويتحدثون ويتحاورون، ولهذا كان الفصل الموسوم بعنوان ” الإشارة والعبارة ” فصلا ضروريًا جدًا كونه يلقي الضوء على سيميائيّات الخطاب الروائي.

يذكر ان الناقد خليل لا يعتمد في دراسته هذه على ما يقوله الخبراءُ، والمعلقون المهتمّون بالسرد، ولا على ما ذكره مؤرّخو الرواية، أو من كتبوا في نظريّة القصة، وإنما عماده التحليل الذاتي، الساعي لاستنباط النظري من الواقع التطبيقيّ، وليسَ العكْس

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.