في ” الحقيقة ” و ” الحقّ “.. و في ” هويّة الدّم ” التي خلقتها ” المقاومة ” في هذه الحرب
د . بهجت سليمان ( سورية ) الثلاثاء 1/8/2017 م …
في ” الحقيقة ” و ” الحقّ “.. و في ” هويّة الدّم ” التي خلقتها ” المقاومة ” في هذه الحرب …
تتناهى الحرب السّوريّة على وقع تحوّلات مصائريّةبالنّسبة إلى جميع الأطراف التي تخوض هذه الحرب. إنّها تحوّلات حداثيّة كبيرة في المنطقة و العالم.
لا يُمكن لأحدٍ أن يتجنّب هذا الوصفِ طالما كان معاصراً أو شاهداً على قرنين من زمان سياسة العالم المعاصر.
نحن عايشنا جلّ القرن العشرين بأحداثه و آثاره الأهمّ، و ها نحن و قد دخلنا القرن الواحد و العشرين ، نساهم مباشرة في صنع الحدث العالمي.
إنّ الوعي يساهم هو الآخر في صناعة العالم، من حيث أنّه يضيف ذاته إلى الفراغات السّرديّة للحدث ، فيجعل منه سرديّة متّصلة تخرج على العالم، من جديد، فإذا به ( الوعي ) مكمّلٌ دلاليّ يبني على التغيّرات و التغييرات الخارجيّة عليه، فيجعل منها موضوعاً إنسانيّاً متكاملاً و معقولاً في الوجود. .
و سوف تسري هذه المعقوليّة المعاصرة على قرن كامل من الزّمان على الأقلّ.
لسنا كما يُقالُ على عتبات نهايةٍ للعالم أو للتّاريخ . . كما أنّنا لسنا في نهاية الزّمان! .. هذا أمرٌ يعود للمنجّمين و الّلاهوتيين أن “يبتّوا” فيه أو أن يقولوا ما يشاؤون.
و لكنّ الثّابت الذي لا جدال فيه هو أنّ الآثار التي ستتركها الحرب السّوريّة على مصائر العالم و الجغرافيا و التّاريخ، و الإنسان في منطقتنا و في كلّ مكان، سوف لن تكون عابرة أبداً.
هذه ليست مبالغاتٍ أونطولوجيّة، كما أنّها ليست انحرافات شعوريّة أو لا شعوريّة، و إنّما هي ممّا ينتج في المحصّلة التي تشتمل على آفاق التّوضّعات السّياسيّة العالميّة المباشرة الجديدة ، التي أنتجتها هذه الحرب، مثلما تشتملُ على الرّؤية شديدة الواقعيّة في مشهد تحوّلات القوى و الإمبراطوريّات العالميّة الصّاعدة مؤخّراً على سطح هذا الكوكب.
هذا يشملُ أيضاً خطوط الطّول و العرضِ السّياسية الإقليميّة التي تتهالك لتستحيل في أشكالٍ أخرى من العلاقات الجغرافيّة، بوصف الجغرافيا، في أحد مقاربات تعريفاتها، هي علم العلاقات المكانيّة، على التّحديد.
ما طرأ على “الهويّة” المحلّيّة للمكان، هو ليس تراجعاً لمفهوم و دور الهويّة التّاريخيّة، كما يُروّج البعضُ لأهدافٍ مفضوحة.
كلّا! إنّ ما استجدّ في موضوعة “الهويّة التّاريخيّة” الوطنيّة سوف يشمل ما هو أبعد من سورية. و قد يكون هذاهو امتحان “الهويّة” التّاريخيّة الجديدة لشعوب المنطقة من إيران و تركيا مروراً بالعراق و استمراراً فيما يُسمّى “الهلال السّوريّ” بما فيه عمق البحر المتوسط إلى ما هو أبعد من حدود المياه الإقليميّة السّوريّة بكثير!
إنّ ما أرمي إليه هنا هو، على الأقلّ، هذا التّشكّل السّياسيّ للدّوافع الجديدة التي ستوجّه “الهويّة” العربيّة المشرقيّة، و غير العربيّة أيضاً، في اتّجاهات غير مدروسة سلفاً في الأنثروبولوجيا السّياسيّة و لا في السّوسيولوجياالسّياسيّة و لا في تقاليد مفاهيم “القانون الدّوليّ” “الحاكمة”للعلاقات الحداثيّة الحاصلة ما بين المجتمعات و الشّعوب و الحدود و السّيادة.
لا نغامر بالاجتهاد إذا قلنا إنّ الحربَ قد أسّست و سوف تؤسّس – بل و يجب أن تؤسّس! – لحداثة عالميّة فريدة أو غير مسبوقة، و ذلك لتتجاوز فيها الحداثة الخاصّة لمفهوم الدّولة الحديثّة التي دشّنتها “معاهدة و ستفاليا” (1648م) حول مفهوم “السّيادة” السّياسيّة للدّول الحديثة منذ ما يقارب الأربعمائة عام.
لا تعنينا التّواريخ، هنا، بقدر ما تعنينا هذه الحداثةالأخيرة التي بدأت للتّو مع هذه الحرب التّاريخيّة، الجديدة على الإنسان و الجغرافيا ، كما الجديدة على السّلاح و السّياسة و الدّول و القوانين و العالم طُرّاً.
في الشّكل المباشر تتناهى هذه الحرب، إذاً، في ضجيجٍ من تلاطم أمواج مشروعٍ أو نظامٍ سياسيّ عالميّ جديد.
و كما في الأحقاب الجيولوجيّة و المناخيّة في التّاريخ التي تشكّلت فيها المعالم الأخيرة للبحار و اليابسة و التّضاريس و الانهدامات و الفوالق و الصّدوع التّكتونيّة المختلفة المحدّبة و المقعّرة منها و العاموديّة و المنزلقة؛ فإنّ ما جرى و يجري في هذه الحرب هو، تماماً، مطابقٌ للتّحوّلات التي طرأت على سطح القشرة الأرضيّة منذ قرابة العشرة آلاف عام ، مع انحسار العصر الجليدي الأخير.
و من جانب آخر فإنّ ما سوف تتركه هذه الحرب من آثار سياسيّة عمليّة واسعة و عميقة، سوف يتجاوز آثار حربين عالميّتين معاصرتين، الحرب العالميّة الأولى و الثّانية، لأنّه أصاب “المفاهيم” السّياسيّة و الأفكار إصابات مباشرة، في حين لا يقول لنا التّاريخ ذلك في نتائج الحربين العالميّتين.
ربّما أنّ الشّبه الوحيد و الضّئيل الذي ينجم عن مقارنتنا السّابقة هو تشكّل تلك الكتلة الجيوسياسيّة الواسعة إثر الحرب العالميّة الثانية فيما عُرفت بالإتحاد السّوفييتي.
ربّما يُحبّذ البعض عقد المقارنات مع هذا “الشّبه”. و لكنّنا و فيما سنبحث الآن ، سوف نجد ما هو يتجاوز هذا “الشّبه” في الأفكار و الجغرافيا و “الجيوسياسيا” و المفاهيم و التّحوّلات، تجاوزاً نوعيّاً أصاب أبعد أعماق الفلسفة السّياسيّة على نحو لم يُدركه الكثيرون بعدُ، على الأقلّ من هؤلاء الدّارسين و البحّاثة و المحلّلين السّياسيين و الاستراتيجيين ” الجُدُد ” الذين انتشروا، منذ سبع سنوات، في سورية و المنطقة و العالم.. سواء بسواء!
من غرائب الأمور أن يبتعد التّحليل السّياسيّ، بأوصافه الكثيرة المختلفة، “كثيراً” جدّاً عن الوقائع السّياسيّة الحادّة، مع تسليمنا التّقليديّ الذي كرّرناه مراراً، هنا – على هذه الصّفحة – بأنّ الحدثَ يسبق، دائماً، التّحليل و التّفكير و التّنظير فيه.
و لكن أن تتّسع الهوّة بين الوقائع المُحدّدة و الأفكار إلى هذه الدّرجة من التّفاوت، فهذا أمرٌ له دلالاته المختلفة تماماً. .
وأخشى أن نسلّم، يوماً، بمقولة “المركزيّة الغربيّة” التي تتّهمنا، نحن العرب و الشّرقيين، بأنّنا شعوبٌ غير قادرة على التّفكير… !!؟
تُعادل هذه الحرب ، اقتصاديّاً ( أو ماليّاً ) و سياسيّاً – على الأقلّ – جميع حروب القرن العشرين و ربّما تزيد!.. غير أنّ الذي استجدّ فيها، و يستجدّ كلّ الجدّة، هو ممّا لا يُقاسُ بالأرقام.
أتحدّث ، هنا ، على ظاهرة سياسيّة إقليميّة و عالميّة جديدة.
إنّ للمبالغات الفكريّة أو التّفكيريّة حدوداً لا يمكن لها أن تتجاوزها – و ذلك مهما تكن الحماسة للفكرة قد وضعت حافرَها في أوّل المنطلق ، سابقة كلّ العقلانيّات – عندما يكون الحديث على “الواقع”.
و مع ميلنا إلى التّوسّع في فهم حدود و إطار “الواقع”،فإنّنا لا ننطلق هنا من أيّة مبالغة تصويريّة في رسمنا للحدود، الموسّعة، الجديدة، للتّفكير أو للأفكار .. إنّنا، بالضّبط، نتحدّث على واقعٍ محدّدٍ جدّاً و محدود!.
شهدت أعمال العنف و الإرهاب و الحرب و السّياسة و المقاومة، جميعها، التي انتظمت هذا “الصّراع”، انكسارات و انقطاعات نوعيّة و جوهريّة في مفاهيم و أشكال “التّحدّيات” و “النّضالات”.
و تبعاً لها شهدت كذلك “العلاقات” العالميّة و “الإقليميّة” أشكالاً هي الأخرى “جديدة” و مفارقة أيضاً، في مفاهيم و أفكار الشّراكات و التّحالفات و الصّداقات السّياسيّة، بما تجاوز بالمطلق فكرة “مشروع” الحرب نفسها، هذه الفكرة التي لا تقلّ محلّيّة أو إقليميّة أو دوليّة أو عالميّة عن سابقتها، و لو أنّ الأولى قد تجاوزت الثّانية ، بدليل نتائج الصّراع.
نحن أمام انتصارات حقيقيّة و فعليّة تكاد تتأسطرُ في التّاريخ!
المفارق ليس هذا، و إنّما هو هذه الصّورة الحيّة المدهشة لتلاحم العنف، من جهة، و النّضالات في المقاومة، من جهة أخرى، و التي سجّلت سبقاً تاريخيّاً لم نشهد أو نقرأ له مثيلاً منذ بدايات تاريخ ( روما ) الإمبراطوريّ ( 44 ق.م، تقريباً )المُسلّح العنيف، بما في ذلك تاريخ سقوط ( بيزنطة ) فيما بعد ( 1453م) على يد “العثمانيين” في موجتهم الإمبراطوريّة، و الموجات الإمبراطوريّات الاستعماريّة الكولونياليّة التّالية فيما بعد، البريطانيّة و الفرنسيّة و الهولنديّة و البرتغاليّة.. ، و حتّى ظهور الإمبرياليّة الأميركيّة- الغربية .. الخ ، وحتى الْيَوْمَ .
إِنَّنِي أريد ان أُحَدّد هنا أكثر ..
من المفهوم و الطّبيعيّ أن تتحالف الدّول و الجيوش في مشاريع الحروب الإمبراطوريّة العالميّة كما يعرف التّاريخ.. و ربّما كانت تتلاقى المصالح الجغرافيّة و الاقتصاديّة و السّياسيّة ، لتخضع لها أشكال التّحالفات و الأحلاف و التّجمّعات الحربيّة العسكريّة الواسعة.
و لكنّه من غير المعروف، في التّاريخ، هذا الشّكل من “التّحالفات” العالميّة العابرة للدّول و القوميّات و القارّات و الشّعوب و المصالح أيضاً بمفهومها التّقليديّ، حتّى أنّه يُمكن القولُ إنّ “الهويّة” بمفهومها التقليدي ( الكلاسيكيّ ) هي التي كانت الشّاهد الأوّل على غنى الفكر السّياسيّ المتراكم في أذهان جميع المنخرطين في هذا الصّراع على مختلف استقطاباتهم و تناقضاتهم أيضاً – و ليس على تجاوز “الهويّة”، كما يُحبّ أن يقول المأجورون – ، هذا الفكر الذي هو في مجرى “الهويّة” نفسها ، هو الذي خلق، و يَخلق حتّى هذه الّلحظة، “هويّات” أو “هويّة” عالميّة جديدة في مواجهة “هويّة” أخرى في انقسامٍ صريح بين مشروعين عالميين!
هل نحنُ، إذاً، أمام انقسام عالميّ على “الحقّ”.. ؟
نحن ببساطة يمكننا أن نقول – كما يُمكن لأيّ كان ذلك – إنّنا أمام انقسام على “الحقيقة” أو على “الحقائق”. . و لكن أن نكون أمام انقسام عالميّ حضاريّ على “الحقّ” نفسه، فهذا ما لا يُسمّى تسمية تاريخيّة أو سياسيّة، أبداً، و بخاصةٍ عندما نسمح لأنفسنا، هنا، أن نكرّر اعتقادنا المفهوميّ الخاص بالحق ، من جهة أن “الحقّ” مقولة مطلقة لا تنقسم ، و بالتّالي لا يُمكن الانقسام عليها إلّا في الأخلاق!
أعني إنّ ما نشهده اليوم في السّياسة العالميّة في مجرى الأحلاف و “التّحالفات” الإقليميّة و العالميّة، هو ببساطة القول ، انقسامٌ فوق سياسيّ ( أو ميتا سياسيّ ).. إنّه انقسامٌ أخلاقيّ شامل.. إنّه انقسامٌ ما بين الحقّ و الباطل، أو هو انقسام عميقٌ و حصريّ بين “المقولات” و “المفاهيم”.. !!؟
لقد تجاوزنا مع الحرب ، الانقسامات على المفاهيم.
” العالم التّقليديّ”، بنظامه العالميّ المدبّر، خبيث في تجيير و تظهيرالحقائق و المفاهيم، و جعلها أشياء متحيّزة عبر أدواته و مؤسّساته الرّسميّة العالميّة و منظّمات الرّأي و القانون الدّوليّ المعاصر و المزيّف؛ و لكنّه لا يمكن له ( العالَم )، و مهما كانت السّياسات العنيفة متحيّزة و فاعلة.. ، لا يمكن له أو لأحد فيه أن يُماري في انتصار “الحقّ”.
هنا سوف يسمح لي القارئ “المثقّف” بهذه الأحجيّة الأونطولوجيّة، بوصف “الأونطولوجيا”.. مفهوم وجوديّ ينفتح في طرفه الآخر على الميتافيزياء.. !!؟
إذاً لن نستغرب، بعدُ، ما يقوله أبسط المواطنين الأنقياء من أنّ الله كان، و هو كائنٌ، حقّاً ، معنا!.. و لن نستغرب ما ردّده مرّة ” أسد بلاد الشام : القائد الأسد ” من أنّ “سورية الله حاميها”.. !!!؟
في الأساطير يختلط الواقعيّ بالغيبيّ. أما أنا فأفضّل القول بأنه في الأساطير يمتزج الواقع القريب بالواقع البعيد.. ؛ و لكن أليس جميع ما في هذا “الكون” واقعاً حقّا؟ هكذا نحن نفهم الواقع ( بأل التّعريف ) و دون أن نحصره بِأهلّةٍ أو أقواس!
إذاً، ما هو المفارقة بعينها ، هو هذه الصّورة الوافدة إلينا “في الأرض”.. ، على النّضالات و السّياسات و التّحالفات و الشّراكات و الصّداقات و “المصالح” و الاندماجات و الانقطاعات و التّباينات و الانفصالات.
أريد أن أترجم هذه المفارقة التي قلت عليها عابرة للحدود و الشّعوب و الدّول و القارّات و الأفكار و المصالح و الأديان ، على نحو أكثر تخصيصاً فيما يخصّ هذا السّياق.
ولدت في هذه السّنين “الصّعبة”(!) ظاهرة فريدة من ظواهر “المقاومة” في التّاريخ المكتوب.
لقد اجتمع لهذه “المقاومة” ما لم يجتمع لغيرها في الزّمان ..
أشخاص قادةعمالقة و تاريخيون. .
شعوبٌ و أجناسٌ و قارّاتٌ و قوميّات و أديان و مذاهب..
و حدودٌ جغرافية – سياسيّة تحطّمت أمام هذا المدّ الهائل للحقّ في الأرض.
و لكنّ “القصيد” في غَرَضِي ليس في هذا و حسب! إنّني أنظر بعين التّفهّم و الإيمان ، إلى تشكّل “هويّة” تاريخيّة جديدة بالمطلق، و أعني بها “هويّة المقاومة”.. أو “هويّة الدّم”.. !!؟
لقد امتزجت و تماهت دماء المناضلين في “المقاومة” ضدّ غطرسة “النّظام العالميّ” المعاصر في مواجهة “عقائديّة” كانت الأسبق في تاريخ شعوب العالم على مرّ الزّمان.
هل يبدأ اليوم عصرٌ جديد هو عصر “الهويّات” الحديثة في هذا العالم؟
هذا طبعاً سؤالٌ تأكيديّ على الجواب!.. و هو على عكس ما يُنادي به “هؤلاء” أصحاب مقولة “نهاية عصر الهويّات و القوميّات”!
و على رغم إيماني بهذا الواقع الذي قطع مع العودة إلى الخلف و أحرق، مع الماضي، السّفن و المراكب، فإنّ التّحدّي الأكبر الذي لن يزول ببساطة مع تناهيات هذه الحرب، هو السّؤال القائلُ كيف لهذه الظّاهرة، التي أسميتها “هويّة المقاومة” ( أو “هويّة الدّم”..)، أن تعي ذاتها في الفكر و النّظريّة و التنظير السّياسيّ و العمل المستقبليّ؟ بل و أكثر من هذا..
أعني كيف لهذه “الهُويّة” أن تُمارَسَ بمعاصرة حداثيّة مستمرّة – أمام لا نهائيّة التّحدّيات – عن طريق “مؤسّسات” واقعيّة مادّيّة و ملموسة و مُسَمَّاة، بحيث تكون قادرة على إنتاج و على إعادة إنتاج صورة “الحقّ” التي تحتاج أبداً إلى تشخيص يقيها “فنون” الزّوال و التّجاهل و التّناسي و النِّسيَان؟
و على قدر ما هو السّؤال حداثيٌّ و مفتاحيٌّ و صعبٌ، فإنّ ضروراته هي أكثر بدَيهيّةً ممّا يظنّها السّاسة و السّياسيّون. و لكنْ لعلّ في هذه الّلحظة التّاريخيّة الموصوفة التي يمرّ فيها “العالم” بأشيائه التي لا تُحصَرُ، من هو قادرٌ على إدراك أهمّيّة هذا السّؤال. .
نحن فقط في معرض إلحاح السّؤال ، نستطيع أن ندبّر له أجوبته المناسبة و المكافئة التي لا تنحرف عن ضروراته في النّشأة و التّكوين!
وأمام واقع غنيّ و مركّب و معقّد ، لا بُدّ من التّضلّع بالمسؤوليّات التي يتركها و يُلقيها علينا العالم نفسه في مسيرته المتكاثفة يوماً بعد يوم.
و فيما نعايش هذه الضّرورات، مجتمعة، نحن يجب علينا أن لا ننسى ذلك الثّمن الذي دفعناه خلف الأبطال الشّهداء، في الدّولة و المجتمع و في “المشروع” الذي توازع معنا ذلك الثّمن.
و في تعميق “هويّة” المقاومة، فقط، و في تأصيل “الصّداقات” و تكريس “التّحالفات”، نحن نستطيع أن نكون عارفين و معترفين بفضل الدّماء المسافرة إلى الضّوء في “عالم آخر” هو شاهد علينا و يُطالبنا بالعرفان بالجميل!
التّنظير السّياسيّ و الفكريّ على “هويّة الدّم” هو أقلّ ما يقتضيه، اليوم، هذا العرفان بالجميل
التعليقات مغلقة.