… ويتواصل العدوان الصهيوني

 

 




فـــؤاد دبـــور* ( الأردن ) الثلاثاء 1/8/2017 م …

ويتواصل العدوان الصهيوني

*الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي

يستمر العدو الصهيوني في ممارسة الإرهاب المروع عبر شن قواته عدوانا إجراميا غاشما على القدس وعديد من المدن والقرى الفلسطينية حيث ارتكبت، وترتكب، هذه القوات جرائم ومجازر دموية لم يشهد التاريخ مثيلا لها في بشاعتها ودمويتها وإجرامها، تستخدم فيها كل أصناف الأسلحة، ولم تفرق هذه القوات المدفوعة بحقدها الأعمى وهمجيتها بين الأطفال والرجال والنساء حيث أصبحوا جميعا أهدافا لآلتها العسكرية التي تحصد الشهداء والجرحى وتهدم المنازل فوق ساكنيها، كما دمرت المؤسسات التعليمية والصحية والدينية والبنية التحتية، غير أبهة بالقوانين الدولية وإعلان حقوق الإنسان وبخاصة اتفاقية جنيف التي تنص صراحة على حماية الأطفال وعدم المساس في المناطق المحتلة، تخرق حكومة العدو الصهيوني هذه الاتفاقيات والقوانين دون رادع من الهيئات الدولية المرتهنة لشريك العدو الصهيوني الولايات المتحدة الأمريكية والحلفاء من الدول الأوروبية.

مثلما يواجه شعبنا العربي الفلسطيني المقاوم وبخاصة في القدس الإجرام والقتل والدمار من عدو طبيعته وعقيدته وكينونته قائمة على الإرهاب والقوة والإبادة كما يصمد هذا الشعب المناضل الباسل رغم المجازر والألم والوجع ويبذل الدماء رخيصة للحيلولة دون العدو وتحقيق أهداف عدوانه الدينية والسياسية والعسكرية وإفشاله في تحقيق الهدف الأكبر والاهم المتمثل في كسر إرادته والحد من مقاومته العنيدة للعدوان والعمل بكل جد وجهد من اجل تحرير الأرض والوطن واستعادة حقوقه المشروعة كاملة.

وبالتأكيد ومن خلال تجارب الحروب العدوانية الصهيونية في السنوات الأخيرة فإن الفشل هو النتيجة الحتمية للعدوان الصهيوني القائم، لكن يظل الاحتمال الأكثر خطرا في ظل الفشل هو اندفاع العدو الصهيوني إلى تصعيد إرهابه وعدوانيته وارتكاب افعال إجرامية اكبر وأكثر دموية بحق أبناء شعبنا الصامد في القدس والمدن والقرى الفلسطينية بعامة، كما يكمن الخطر أيضا انتهاز العدو للسقوط السياسي والدبلوماسي لأنظمة عربية ولما يسمى بجامعة الدول العربية وكذلك السقوط الذريع لمجلس الأمن الدولي في القيام بواجبه لوقف العدوان الصهيوني.

كما نؤكد على انه لا يمكن ان ننظر للحرب العدوانية الوحشية التي يشنها العدو الصهيوني ضد شعبنا في القدس والمسجد الاقصى بالتحديد إلا من خلال معرفتنا بالشخصية الصهيونية وتركيبتها وعقيدتها ومكوناتها النفسية، كما علينا في الوقت نفسه النظر إلى عمق ظاهرة الصمود والتحدي والقدرة على المواجهة وتحمل المعاناة والألم أمام الإرهاب الصهيوني حيث يتحول الصمود الفلسطيني من الدفاع إلى الهجوم.

أمام الإرهاب الصهيوني والحروب العدوانية البشعة التي يشنها العدو بين الحين والأخر وامام ما يتعرض له الشعب العربي الفلسطيني من إرهاب وإبادة جماعية وحرمان من ابسط الحقوق الإنسانية، وامام الوجه البشع والعنصرية القبيحة للاستعمار الاستيطاني الاحلالي للحركة الصهيونية نؤكد على ما يلي:

1- تحرك المجتمع الدولي بكل مؤسساته وهيئاته من اجل الوقف الفوري للعدوان الصهيوني الغاشم على شعبنا العربي الفلسطيني ومقدساته.

2- وقف كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني مما يؤثر اقتصاديا وسياسيا على هذا الكيان ويحد من أضراره وشروره.

3- إغلاق سفارات العدو الصهيوني القاتل لشعبنا في الأردن ومصر والممثليات الاقتصادية والدبلوماسية في بلدان عربية أخرى. وكذلك وقف السلطة الفلسطينية التنسيق الامني مع العدو الصهيوني

4- توظيف كل إمكانيات شعبنا وفصائله ومنظماته الشعبية لمواجهة العدوان ومقاومته وذلك تجسيدا لوحدته الوطنية المطلوبة على هذا الأساس مما يعطيه القدرة على إفشال أهداف العدوان الصهيوني والمخططات التي تستهدف تصفية قضيته.

5- مثلما تؤكد على توحيد الموقف الفلسطيني العام من تحقيق المطالب والأهداف الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها فك الحصار البري والجوي والبحري على القطاع وفتح المعابر بما يضمن امن وسلامة وحرية المواطنين في القطاع ويسهل حصولهم على ضرورات الحياة من غذاء ودواء ومياه وكهرباء.

6- تقديم الشعب العربي في كل أقطاره كل أشكال الدعم وبكل السبل الممكنة لشعبنا المقاوم الصامد في فلسطين وتأمين مساعدات إنسانية يحتاجها شعبنا لتعزيز صموده

7- مطالبة الدول العربية اتخاذ سياسة صادقة وجادة في دعم الشعب العربي الفلسطيني والتصدي الفعلي والحقيقي لوحشية العدو الصهيوني حتى لا يبقى مطمئنا لعدم وجود رد فعل عربي على ممارسته أبشع أنواع الإبادة والقتل وارتكاب المجازر الدموية والتدمير وإتباع سياسة الأرض المحروقة التي يطبقها في حروبه وعدوانه. هذا مع التأكيد على إدانة الصمت الرسمي العربي حيال العدوان الصهيوني على القدس والمقدسات وغياب الموقف الداعم للشعب العربي الفلسطيني وتركه وحده في مواجهة العدوان.

8- إدانة انحياز الإدارة الأمريكية والحكومات الاستعمارية الغربية للعدوان الصهيوني ودعمه.

9- يشكل خيار المقاومة بكل أشكالها الطريق الوحيد لمواجهة العدوان الصهيوني وتحرير الأرض من رجس احتلاله لها، ووقف عملياته التي تستهدف القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية.

10- ان ارادة الحياة الحرة الكريمة عند شعبنا العربي الفلسطيني والحفاظ على المقدسات والارض والحقوق افشلت اهداف العدو الصهيوني وداعميه في القدس العربية مثلما ستفشل مشروع التصفية “اكذوبة القرن”.

لقد استغل العدو الصهيوني ومن يقف خلفه ويدعمه ما يجري في أقطار من الوطن العربي وبخاصة سورية ومصر والعراق من اجل شن عدوانه مدعوما من الجهات التي تآمرت على سورية وما زالت تحيك المؤامرة تلو الأخرى لضرب القوة العربية المواجهة للعدو الصهيوني المتمثلة في المقاومة الاسلامية التي تحقق الانتصارات على العدو الارهابي والصهيوني والجيوش العربية التي تعقد عليها جماهير الأمة الأمل في المواجهة والتحرير من سورية الانتصارات على الارهاب المدعوم صهيونيا إلى مصر والعراق. بهدف الإجهاز على المقاومة الفلسطينية وإخراجها من دائرة الصراع وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية برمتها لصالح العدو الصهيوني المحتل للأرض العربية الفلسطينية والسورية واللبنانية. لكن العدو الصهيوني ومعه كل الشركاء والحلفاء لن ينجحوا في كسر إرادة المقاومة والمواجهة والصمود التي تمتلكها هذه القوى التي تمثل طموحات وآمال جماهير الأمة العربية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.