يا فخامة الرئيس ( عباس ) … مستشاروك لن يقولوا لك أنهم مزقوا صورتك في القدس

 

 

نادية عصام حرحش ( فلسطين ) الثلاثاء 1/8/2017 م …

يا فخامة الرئيس ( عباس ) … مستشاروك لن يقولوا لك أنهم مزقوا صورتك في القدس

بعد انتهاء ازمة الاقصى بموضوع اغلاق البوابات ووضع البوابات الحديدية ، وذلك بعد التنكيل المستمر بأبناء القدس لاسبوعين متواصلين ، وبعد تدخلكم بالموضوع بعد اسبوع من تفاقمه ، وكان هذا يحسب لكم ، فمع الاسف ،نحن لا نسمع منكم الا ما ندر . ولكن موقفكم بهذه الازمة بعد اسبوع من اندلاعها كان افضل من غياب واضح وصارخ للسلطة بهذه الازمة وغيرها. الا انني لا اخفيك اننا في القدس يئسنا من طلب المساعدة من رام الله او من الخليج . فلقد احتسبنا امرنا الى الله منذ علمنا ان لا حسيب لنا الا الله . فالقدس لم يبق بها عائلة الا وطالها تنكيل الاحتلال من هدم بيت او تهديد بهدم بيت ،ومن اعتقال، ومن قتل . فالحمدلله كل اساليب التنكيل المباحة والمستباحة صارت جزء من يومنا في هذا البلد منذ اوسلو . والاقصى منذ تشديد الهجمات عليها مستباحة من فرق المستعمرين المتطرفين بكل فرصة متاحة .

والحقيقة لن ارجع لما نسب اليكم من ادانة لعمليات ونعتها بالارهابية . وللحقيقة طيلة عشر سنوات من حكمكم لا يجعلني استغرب . ولكن ما حصل من موقفكم الاخير جعلني استبشر ببعض الخير ، وقلت في نفسي ، لعل نبض الشارع اثر فيه. لعلكم فهمتم ان القدس والاقصى كيان واحد . وابناء هذه المدينة بالفعل يستميتون من اجل نصرة هذا المكان . فوجوده من وجودهم ، واغتصابه هو اغتصابهم.

وبما انه وبالفعل تبين انكم كنت مهتمون وتريدون معرفة ما يجري على الارض من خلال مهاتفتكم لمراسلة تلفزيون فلسطين ، والذي هو التلفزيون الرسمي لسلطتكم . الحقيقة ولاول مرة وبكل صدق اكتشف واتاكد انه يتم تضليلك من قبل الاعلاميين . في السابق كنت اعتقد جازمة انه لا بد ان تكون المشكلة بفريق المستشارين . ولكن بعد سماعي بالامس لمراسلة تلفزيون فلسطين وهي تقول لك بالحرف الواحد:” كل الناس اللي اخدتهم عالهواء اشادوا بموقفك … مشهد البكاء والدعاء على عتبات الاقصى تحول لفرح بدعمك… الشارع ما كان مفصل الا بدعمك الا بموقفك اللي حرف المسار تماما .الفلسطينين باسبوعين ما كانوش بقدروا يحققوا هدا النصر لولا دعمك ،لولا موقفك…”

السيد الرئيس ،

بعد سماع هذه الكلمات تأكدت ان ما يجري هو عملية تضليل لسيادتكم. فمن الطبيعي انكم اذا ما سمعتم هذا الكلام ستصدقونه وستفرحون ، واذا ما كانت مراسلة صغيرة قالت لكم هذا الكلام ، فما الذي يقوله لكم رئيسها وطواقم الاعلاميين الذين تدفع خزينة السلطة رواتبهم .

ولكن وبصدق اتمنى ان تصلكم كلماتي هذه ، ولن استغرب ان لم تصلكم ابدا ، ولكن علي القول بما يمليه علي ضميري الانساني اولا .

السيد الرئيس،

ابناء القدس وقفوا وقفة اسود بنسائهم ورجالهم واطفالهم طيلة اسابيع ،بلا نصرة الا من رب دب الايمان بحقهم في قلوبهم فنصرهم. كنت اتمنى ان نشعر بأن هناك قيادة وسيادة وراءنا كمقدسيين تتقاذفهم سلطات الاحتلال تنكيلا وقتلا على مرأى ومسمع سلطتكم وما من مجيب وما من سميع .

السيد الرئيس ،

انا كمعظم الشعب ، باستثناء اولئك الذين تسمع منهم مباشرة ، يئسنا منذ زمن وفقدنا الامل بحل قادم من السلطة .

ما جرى بالقدس كان خال من كل ما للسلطة يد به .

السيد الرئيس،

عندما حاول احدهم رفع صورتك ، تم زقه وتمزيق الصورة قبل التفكير برفعها .

لم يرفع غير علم فلسطين يا سيدي .

ولم يطلب ابناء القدس المساعدة الا من انفسهم.

تناوب المقدسيون على السهر وتقديم الطعام والشراب طيلة اسبوعين بلا كلل ولا عناء

شعر المقدسيون انهم ايتام . فتكافلوا وتكفلوا ببعضهم و وعرفوا ان ظهرهم لن يحميه الا سواعدهم وجدران مدينتهم .

والله يا سيدي الرئيس ان من يقول لك ان المقدسيين شاكرين لك فهو كاذب مضلل . لقد غابت في تلك الاسابيع كل اشارة سيادية سلطوية الا من اصرار ابناء حارات القدس المختلفة بوقفتهم بسجادة صلاتهم امام الجنود المدججون بالسلاح والهروات. لقد مل الشعب يا سيدي من الخذلان والاتكال على من يأتي لانقاذنا ، حتى ولو كان ذاك الذي نستجديه ولي امرنا ، فليس للقدس قلب بلا الاقصى ، وهذا لا يعيه الا من يعرف معنى ان يكون ابن هذه المدينة.

لقد غبت يا سيدي الرئيس ، كما تغيب دائما ، فالقدس لم يبق من تهويدها الا سيطرتهم على المسجد الاقصى .ونحن في القدس نعيش تحت بساطير الذل الاسرائيلي متمسكين بنبض هذا المكان متنازلين عن كل ما يربطنا بالعيش الكريم . ابناؤنا يهانوا ويذلو . يسحلوا ويضربوا ويعتقلوا امامنا ولا نستطيع التفوه حتى بكلمة . تفجع الامهات بأبنائها عنوة ونضمد جروحنا بدموعنا ، ولكن الاقصى تبقى نبضنا ، فلم نكن لننتظر مغيث.

لقد خدعوك ايها الرئيس ان قالوا اننا لم نكن لنصمد بدونك ، وخدعوك عندما قالوا اننا نحارب بهمتك .

لقد افتقدناك منذ افتقدناك في كل ازمة .

ولكني اليوم اعي تماما ، انه يتم تضليلك . وما سمعناه من مكالمة هاتفية بينك وبين الاعلامية ، كان محاولة لتضليلنا نحن حتى معك .

فلأجل كلمة حق اخيرة … الشعب فقد ثقته بالسلطة منذ مدة طويلة . وما جرى بالقدس كان وقفة شعب عاش الذل حتى تم دوسه ، فانتفض لانني كما قلت سابقا ، ان الاقصى قلب القدس ، وبدون هذا القلب يعي المقدسيون ان القدس خراب . ويكفينا ما نعيشه من خراب يأكل فينا منذ عقود.

واذا ما قرأتم كلماتي هذه ، اتمنى ان تصلكم قضية نيفين عواودة التي قتلت لانها فضحت سلسلة فساد لم تترك بابا الا دقته من مؤسسات السلطة ووزاراتها …ولم يسمع لها احد…فقتلوها ليسكتوها الى الابد.

فقضية نيفين كقضية القدس ، قضية حق اضاعه الخذلان وقتله الفساد.ولكن للقدس اهل استيقظوا قبل فوات الاوان ،فنصروا مدينتهم ، فنصرهم الله .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.