الشراكة الخليجية الاسرائيلية.. انهيار ام ..؟

 

 




عبدالحفيظ ابو قاعود ( الأردن ) الأربعاء 2/8/2017 م …

الشراكة الخليجية الاسرائيلية.. انهيار ام .. ؟ …

لقد تمكنت الادارات الامريكية المتعاقبة من ايجاد تحالف محوري اقليمي يضم في عضويته إسرائيل 1988 -2016 ، يطلق علية في معاهدة التعاون الاستراتيجي الامريكية – الاسرائيلية ؛”منظومة التحالف الامني الاقليمي” لمواجهة المحور المقاوم في العام 1988- 2016.

وشملت التحالفات الاستراتيجية للولايات المتحدة الامريكية ؛الحماية الامنية المباشرة والتفاهم والتعاون العسكري والتحالف من خارج الناتو والتعاون الاستراتيجي بعدما ابرمت معاهدة كامب ديفيد 1979، وملحقاتها ؛اوسلو1993، ووداي عربة 1994.

واستهدفت” المنظومة ” مواجهة واسقاط المحور المقاوم العربي الاسلامي لمسار كامب ديفيد، بعد فشل استراتيجية الاحتواء المزدوج الامريكية في تحطيم قوتي العراق وايران في الحرب خلال عامي 1980- 1988 ،حيث لم تتمكن الادارات الامريكية من عملية احتواء طرفي الحرب في الدخول في مسار الكامب، مما استولدت الحرب حربا لاستكمال عملية الاحتواء وتوفير بيئة اقليمية بمظلة دولية وامريكية لدخول اطراف اخرى في مسار” الاستسلام “مع إسرائيل ،فكان توريط العراق في عملية دخول الكويت 1990، لفرض شروط مذلة عليه للانخراط في مصالحة مكشوفة مع اسرائيل ،فكان التحالف الثلاثيني ضده بحجة تحرير الكويت .فكانت المصيدة “خيمة صفوان” بالقبول بقرارات الامم المتحدة وفق الفصل السابع للميثاق الاممي لتحييد العراق وعزله وتجريدة من سلاحه الاستراتيجي وتدمير حضارته ونظامه في المرحلة الثانية من عملية الاحتواء و انجز ذلك باحتلاله في العام 2003.

لقد نجحت الولايات المتحدة من اقصاء العراق من معادلة الصراع مع إسرائيل بعض الوقت وفق سياسة الانشغال الداخلي بصراع طائفي ومذهبي، التي فشلت في تقسيم العراق الى الان ،لكن في ذات الوقت خططت إسرائيل والولايات المتحدة الامريكية لسيناريوهات مؤامرة الحرب الكونية على سورية ومن سورية في العام 2011،بعد هزيمة الجيش الذي لا يقهر في حرب تموز 2006 ، لتفتيت سورية الى كنتونات طائفية ومذهبية وعرقية لإقامة النسخة المستحدثة من سايكس- بيكو ” الشرق الاوسط الكبير ،واخراجها من محور المقاومة و الحاقها بمنظومة التحالف الامني الاقليمي بتوقيع مصالحة مكشوفة ومذلة مع اسرائيل.

لإدامة المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة الى مدى غير منظور بتكسير الضلع الاساس من المحور المقاوم من خلال مؤامرة الحرب الكونية عليها ومنها.

فالمعطيات الاولية لنتائج الحرب الكونية على سورية ومن سورية تشئ الى فشل الاستراتيجية الامريكية في الشرق بعد انهيار المجموعات الارهابية التكفيرية في سورية والعراق، وانشقاق “القوس الوهابي” “حالة قطر”، وتعاظم قوة محور المقاومة العربي الاسلامي بانضمام العراق واليمن المحور لاستكمال حلقات جبهة الهلال المقاوم من طهران الى دمشق.

ادماج مشيخات وممالك الخليج في منظومة التحالف الامني الاقليمي ،هي ؛ شراكة استراتيجية غير معلنة مع إسرائيل في اطار الحماية الامنية الامريكية المباشرة منذ زمن بعيد توجت بالزيارة التاريخية للرئيس الامريكي رولاند ترامب ض ونتائجها المنظورة وغير المنظورة . وهنا يفهم انخراط المحور” الوهابي ” في مؤامرة الحرب الكونية على سورية ومن سورية ،من خلال تأمين مستلزمات تدمير الحضارة السورية، والعمل على اسقاط نظامه المقاوم ،وتفتيت الدولة الوطنية السورية ،والابقاء على “الوهابية ” كخزان مالي ” البترو دولار “وبشري ” التكفيرين الارهابيين “،لإدامة الحرب على سورية ومن سورية ،والمساهمة والمشاركة في تأسيس واعلان دولة “الدواعش” المزعومة في العراق بعد استدارة نوري المالكي رئيس الوزراء السابق غير المعلنة الى المحور المقاوم والتحلل من “التنسيق الامني” مع الامريكي، وتقديم الدعم والخدمات اللوجستية الى الجيش العربي السوري في معركة “الحواسم” لمواجهة مؤامرة الحرب الكونية على سورية ومن سورية .

الخلاصة والاستنتاج ؛

– توصيات مؤتمر هيرتسليا الاسرائيلي من الرابع عشر الى السابع عشر؛ كشفت بوضوح عن شراكة استراتيجية اسرائيلية – خليجية غير معلنة تهدف الى ادامة المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة .حيث كان اصرار مجلس التعاون الخليجي على اسقاط حق العودة للفلسطينيين فيما يعرف بالمبادرة العربية للتسوية مع إسرائيل مؤشرا للشراكة الاسرائيلية الخليجية في الماضي والحاضر، لكن فطنة الرئيس اللبناني السابق اميل لحود فوتت الفرصة على المتآمرين من العربان .

– اللقاءات السرية والعلنية بين المسؤولين الامنيين الاسرائيليين والخليجيين كمقدمة وخطوة اولى لإقامة علاقات طبيعية بين الجانبين لم تثمر الى علاقات مباشرة وعلنية بينهما .بالإضافة الى تعاظم النفوذ الاسرائيلي في المنطقة بعامة والخليج بخاصة من خلال التنسيق الامني والعسكري والسياسي لتكريس ثقافة التسوية والمصالحة مع الكيان المغتصب لفلسطين، بالإضافة الى وجود الخبراء الاسرائيليين في مجالات متعددة في قنوات اعلام الفضاء المفتوح في المنطقة لتوجيه الاعلام لخدمة المخططـ المرسوم في الغرف السوداء في عواصم القرار الدولي، والمساهمة في عملية التضليل المنهج للجماهير.

– تصدع النسق الاجتماعي والسياسي و الاقتصادي في الخليج ؛ حالة قطر نموذجا، والانتقال الى الانكفاء الى الداخل لتأمين متطلبات الحماية الامنية المباشرة من مداخيل النفط العربي كخطوة اولى لانهيار التحالف الخليجي مع إسرائيل.

– انتهت “اللعبة الاممية” في بلاد الشام وارض الرافدين التي ادارت الادارة الامريكية سيناريوهات فصولها في الاقليم الى فشل الاستراتيجية الامريكية في الشرق بانهيار منظومة التحالف الامني الاقليمي ،وثقافة التسوية واستعادة الصراع العربي – الصهيوني الى مساره الطبيعي “دورات حروب “واحياء الجبهة الشرقية وفق العقيدة القتالية للمحور المقاوم.

– انتصار الجيش العربي السوري في معركته مع الارهاب التكفيري .وتماسك المحور المقاوم المنطقة واتساع قوسه بانضمام ملايين المجاهدين الى صفوفه، والحسم في الميدان العسكري ،وتطهير بلاد الشام وارض الرافدين من المجموعات التكفيرية الارهابية المسلحة ،والعودة الى احياء الجبهة الشرقية وفق العقيدة القتالية للمحور المقاوم بعد تحقيق التوازن الاستراتيجي الكاسر مع إسرائيل . فالانهيار الشامل للشراكة الاستراتيجية الخليجية الاسرائيلية قبل اشهارها في العلن وفق التقاليد والاعراف الدبلوماسية المتعارف عليها ؛ كان نتيجة حتمية لمخرجات ونتائج الحرب الكونية على سورية، وتحرير الموصل .

• صحافي ومحلل سياسي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.