محمد شريف الجيوسي يكنب : اتفاقية الغاز من استحقاقات وادي عربة المذلة .. وعلى الحكومة الأردنية إيجاد بدائل في حال عدم توفرها افتراضاً
محمد شريف الجيوسي
تنظم الحملة الوطنية الأردنية لإسقاط اتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني ، مسيرة بعد صلاة يوم الجمعة ؛ 6 آذار الجاري ، انطلاقاً من مجمع النقابات المهنية الأردنية حتى رئاسة الوزراء ، تشارك فيها أحزاب ونقابات ومتقاعدين عسكريين ومؤسسات مجتمع مدني ونواب وشخصيات وطنية ، تحت شعار ( غاز العدو احتلال ) لتأكيد رفض الشعب الأردني لاتفاقية استيراد الغاز من الكيان الصهيوني فضلاً عن استيراد الغاز من شواطيء غزة ؛ ذلك أنه يقع تحت سيطرة الكيان الصهيوني ، ولتأكيد رفض اتفاقية الخط الناقل لمياه الأحمر الميت التي وقعت قبل أيام مع الكيان الصهيوني.
وينبغي في هذا الصدد ، التاكيد على أن اتفاقيتي الغاز والخط الناقل ، هما من نتاج واستحقاقات معاهدة الذل والعار مع الكيان الصهيوني، والتي يستغل العدو الصهيوني بنودها ، أسوا استغلال ، بمساندة أمريكية مطلقة .
ولا من بد استذكار أنه بموجب اتفاقية وادي عربة ، تتم أيضاً سرقة مياه ومنابع نهر الأردن ، وتلويثه بالمياه الراجعة من مسامك إسرائيل ، وبالتالي تجفيف البحر الميت ، وصولاً إلى القول بأنه لكي لا يزول البحر الميت عن الخارطة ، لا بد من تنفيذ ناقل البحرين الأحمر الميت ، وهو المشروع الذي في مراحل لاحقة سيؤدي إلى فتح قناة مائية تصل حتى المتوسط ، تتيح مرور البواخر بما في ذلك العسكرية منها ، لاستكمال حلقات الحصار على مصر والسوادان ، بإقامة ما أطلق عليه ( سد النهضة في أثيوبيا ) بدعم وتحريض إسرائيلي .
ونرى أن اتفاقية الغاز والمناطق المؤهلة وناقل البحرين وسرقة وتلويث مياه نهر الأردن المقدس ، هي نبتات سموم لمعاهدة وادي عربة ، من نتائجها واستحقاقاتها ، ولا ينبغي أن يشغل العمل ضد اتفاقية الغاز ، عن جذر الكارثة ، التي يقصد أن تصيب نتائجها أردننا تباعاً ، مستغلين في ذلك ، الوضع العربي الراهن الذي خططوا وبرمجوا له .
أما القول الرسمي بانه لا بد من توقيع اتفاقية الغاز ، وانه لا توجد بدائل ، ورغم أنه توجد بدائل كثيرة ، منها استيراد الغاز من مصادر أخرى ، فضلا عن طاقتي الشمس والرياح اللتين يتمتع بهما الأردن ، والصخر الزيني ، وإمكانية تطوير حقل الريشة ، الخ ، أقول أنه مع افتراض انه لا توجد بدائل ، لا ينبغي بحال توقيع اتفاقية الغاز مع العدو الصهيوني ، الذي يذبح الشعب الفلسطيني ويعتدي على الشعبين السوري واللبناني وغيرهما من دول المنطقة ، والذي يرفض قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة ، على فلسطين المحتلة سنة 1967 ، على ما في ذلك من انتقاص للحقوق الثابتة للشعب العربي الفلسطيني ، وتهديد للأمن القومي الأردني .
بكلمات ، أقول أنه على افتراض انه لا توجد بدائل للغاز الصهيوني المسروق من الشعب العربي الفلسطينبي ، فإن على الحكومة الأردنية ، البحث عن بدائل تحفظ للشعب العربي الأردني سيادته وأمنه القومي خارج معادلات الاختراق الإسرائيلية ، كما تحفظ للأردن العربي الغالي استقلاله واستقراره الاقتصادي والسياسي والاجتماعي .
عمان ، 5 آذار 2015
التعليقات مغلقة.