إخوان الأردن … التفسّخ والإنهيار … تعاظم الضغط لتنحية المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن الشيخ همام سعيد

 

 

الأردن العربي ( الأردن ) الخميس 5/3/2015 م …

** همام سعيد طرح خيار حل المكتب التنفيذي وبقائه كمراقب عام

يتعرض المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الاردن همام سعيد لضغوط كبيرة تسعى لتنحيته عن موقعه بهدف “الحفاظ على وحدة الجماعة” – كما ينادي البعض-.

وانتخب همام سعيد (البالغ من العمر 71عاماً) مراقباً عاماً لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن خلفا للقيادي الاسلامي سالم الفلاحات في (30 / 4 / 2008م)، قبل أن يُعاد إنتخابه مراقباً عاماً لدورة جديدة في 30 / 4 / 2012م)، في إنتخابات شابها اللغط حيث رفض سعيد وجناحه داخل الحركة النتائج التي اظهرتها الجولة الأولى التي فاز فيها منافسه الفلاحات.

وبحسب مصادر إخوانية افادت لـ عمون فإن الإجتماع الذي عقده مجلس شورى الإخوان المسلمين مساء الأربعاء كان “ساخناً جداً”، كما أن عشرات القيادات الشبابية كانت ملتئمة على مقربة من إجتماع “الشورى”.

وحضر إجتماع مجلس الشورى نحو (53) عضواً وسط غياب عضوين فقط، وتقدمت قيادات إخوانية العديد من المقترحات بهدف إطفاء نار الأزمة التي بدأ شررها يتطاير فعلياً على كيان الجماعة.

وأبرز مقترح تبناه المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين همام سعيد نفسه وفق المصادر الإخوانية، حينما طرح إزاحة رئيس مجلس شورى الإخوان المسلمين د. نواف عبيدات عن منصبه وتصعيد القيادي عبد اللطيف عربيات مكانه.

وتترافق هذه الخطوة حل المكتب التنفيذي فيما يبقى همام سعيد في موقعه كمراقب عام للإخوان المسلمين، كما يتضمن المقترح إشراك القيادي سالم الفلاحات في المكتب التنفيذي وإنتقال نواف عبيدات الى المكتب كنائب للمراقب العام.

هذه المقترحات لاقت رفضاً مطلقاً عند أقطاب معتدلين داخل الحركة يجدون في بقاء “الشيخ همام” عنواناً رئيساً للأزمة الدائرة حالياً داخل الجماعة وسبباً في تدحرجها، والتي بدأت تعصف بوجودها.

وبينما تقدمت قيادات اخوانية بطلب ترخيص لجماعة الإخوان المسلمين ، وكانت الإجراءات الحكومية في طريقها الى الموافقة قررت قيادة الإخوان بناءً على “هذا الانقلاب” – كما تصفه- فصل نحو 10 قيادات تزعمت حركة “التصحيح” – كما يسمونها-.

موافقة الحكومة تعني أن الجماعة الجديدة ستُمثل خلفاً قانونياً للجماعة التي انشئت بموجب ترخيص (العام 1945 م) كفرع مرتبط بجماعة الإخوان في القاهرة، طرأ عليه تعديل آخر (العام 1953م) يتمثل بتحويل المسمى من “جمعية” إلى “جماعة” دون شطب الارتباط بالقاهرة والذي بنى المراقب العام الاسبق للجماعة عبد المجيد ذنيبات على اساسه أرضية لتحركه في الترخيص الجديد وهو الأمر الذي تنكره قيادة همام سعيد.

في إجتماع مجلس الشورى مساء الأربعاء ساد “الإحتقان” خلال المداولات التي استمرت لنحو (5) واسفرت عن تأجيل اتخاذ أي قرار لإجتماع يُعقد الاثنين المقبل على أمل أن تحمل هذه المدة الزمنية “حلحلة” للأزمة من خلال اقناع همام سعيد بالتنازل لـ”الصالح العام”.

وكانت قيادات اخوانية تغادر قاعة مجلس الشورى الى مجلس الشباب لاحطاتهم علماً بالتطورات التي تجري في الجلسة، وسط مواقف متشنجة وحادة غلفت الأجواء، اذ كان يرى بعضهم أن المرحلة تتطلب “التضحية” من قبل قيادة الجماعة.

وأثناء انعقاد مجلس الشورى “العاصف” يوم الاربعاء اندفع نحو (40) شاباً من الصف الثاني للجماعة الى قاعة الاجتماع بقيادة د. محمد القطيشات داعين المجلس لاتخاذ قرار حاسم للحفاظ على تماسك الجماعة وبقائها، وضغطوا بإتجاه التوافق على قيادة جديدة لادارة التنظيم.

همام سعيد اثنى على حرص الشباب على الجماعة وطمأنهم بأن حل الأزمة قادم، لكن الاجتماع انفض دون حصول أي تقدم بالمفاوضات الداخلية وفق ما تشير المصادر التي تحدثت الى “عمون”، وترى في أي تنازل “قبولاً” بالضغط التي تتعرض له من قبل الطرف الثاني.

والتقت الخميس قيادات اخوانية برئيس الحكومة عبد الله النسور احجمت الحكومة في أعقابه التعليق بشكل مباشر عن مجريات اللقاء، غير أن قيادات اخوانية حضرت اللقاء سارعت للتصريح بأن الرئيس تحدث عن وضع الاخواني القائم قانونياً، وهو ما نفته مصادر حكومية لـ عمون عبر تصريحات مطولة كشفت فيه عن مضامين اللقاء.

وبينما تتهم قيادات اخوانية من تلك التي طلبت “تصويب اوضاع الجماعة”، قيادة “الإخوان” باللجوء الى تزوير الانتخابات الداخلية والاستحواذ على السلطة من خلال “تنظيم السري” يُحركه المال خلال السنوات الماضية، ترى القيادة الاخوانية برئاسة همام سعيد عدم صحة هذه الاتهامات وتعتبر وجودها يستند الى شرعية الانتخابات والقواعد التي اوصلتها الى موقعها وترفض على هذا الاساس تقديم التنازلات.

غير أن لجنة الحكماء حمّلت بشكل واضح “المسؤولية الكبرى” لقيادة الجماعة التي طالبوها “أن تَقْدُرَ الأمر حق قدره” وأن “تتعامل مع الازمة الحادة التي عصفت بنا جميعاً”، وقالت “أصبحنا نتعامل اليوم مع نتائج كانت بالأمس القريب مفردات ممكنة التصحيح وبأقل التكاليف، إلا أن الاستهانة بها، وعدم النجاح في التعامل معها أوصلت الأمر إلى ما نراه اليوم”.

ودعت في بيان اصدرته مساء الخميس قيادة الجماعة أن “تلين بيد إخوانها الناصحين الصادقين، المتألمين على هذا الجسم الطاهر والذي تتناوشه سهام الأعداء من كل صوب، قبل فوات الأوان”، وطالبت قيادة الجماعة “أن تستمع لنصائحهم ومقترحاتهم ومبادراتهم للخروج من هذه الازمة”.

كما دعت المتقدمين بالترخيص والتصويب أن يجعلوا جهدهم واجتهادهم ضمن السياق العام الذي يبني ولا يهدم وأن لا ينفردوا برأي واجتهاد أو تصرف قد لا يخفى على عاقل أنه يصب في مصلحة أعداء الوطن والدعوة والشعب والمصالح العامة

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.