هل تعيد حماس حساباتها تجاه حلفائها بالمنطقة؟

الأردن العربي – كمال عليان – لم تأتِ الزيارة الرفيعة لقادة حماس إلى طهران قبل ايام، مفاجئة لدى كثير من الأوساط السياسية، لاسيما وقد سبقها ترتيبات مكثفة، زادت وتيرتها الفترة الأخيرة، بعد قمة الرياض التي وصفت خلالها الحركة بالإرهاب، مروراً بحصار قطر.

لكن الزيارة الأخيرة ضمَّت وفدًا رفيع المستوى من الحركة، بقيادة عضوي المكتب السياسي عزت الرشق وصالح العاروري، وأسامة حمدان المكلف بالشؤون الدولية، وممثل الحركة في إيران خالد القدومي، الأمر الذي فتح الباب مشرعًا لطرح جملة أسئلة حول حسابات حماس تجاه حلفائها، وهل اضطرت حماس أو إيران، أو كلتاهما معًا، أن تدفعا أثمانًا لجَسْر الهُوَّة بينهما؟، وماذا بشأن قطر وتركيا؟ وماذا عن مصر والإمارات اللتين يسعيان مؤخراً للتخفيف من أزمات غزة عبر القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان؟




كانت إيران وسوريا الحليف الاستراتيجي لحركة حماس، غير أن العلاقة معهما أخذت بالفتور إبان الثورة السورية عام 2011 الماضي، لتنتقل قيادة الحركة إلى قطر وتركيا، فيما يدور الحديث حالياً عن نية الحركة نقل بعض قياداتها إلى أراضي الجزائر.

الكاتب والمحلل السياسي د. إبراهيم أبراش، يصف حركة حماس بالحركة البراغماتية، حيث إنها مستعدة أن تغيّر من سياساتها وحلفائها بما يحافظ على استمراريتها ووجودها.

ويقول أبراش لـ”دنيا الوطن”: “في الفترة الأخيرة تعيش حماس في أزمة على مستوى قطاع غزة، وأزمة بالنسبة لحلفائها، حيث خسرت الكثير من الحلفاء بدءاً من سوريا وحزب الله وتوترت علاقتها بإيران فترة من الفترات، والآن قطر ربما تعيد النظر في علاقاتها بالإضافة إلى مصر”.

ويوضح أن حماس تحاول أن تنسج علاقة مع أي طرف يمكنه أن يطيل من عمر سلطتها في قطاع غزة، بغض النظر من أن هذه الأطراف معنية بالمشروع الوطني الفلسطيني أو غير معنية، مبيناً أن هذا التوجه لا يخلو من المخاطرة.

ويضيف أبراش “حماس تقاربت مع دحلان والإمارات مؤخراً، وبالتالي فإن المغامرة بأن تفتح العلاقة مع إيران- الحلف المعارض للحلف المصري الإماراتي السعودي- وبالتالي تدخل في مغامرة قد تؤثر على تقاربها الأخير مع مصر والإمارات والسعودية”.

بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، أن حركة حماس تسعى لأن تقيم أفضل العلاقات مع كامل دول الإقليم بدون الدخول في محاور، خاصة بعد انهيار المحاور لكونها مهتزة وغير ثابتة.

ويقول عبدو لـ”دنيا الوطن”: “تحدث معظم قيادات حماس بأنها تريد أن تنفتح كما جاء في وثيقة المبادئ السياسية على كافة دول الإقليم والعالم، وأعتقد أن هذه الزيارة هي تطبيق لما جاء في الوثيقة السياسية”.

وأوضح أن حماس تعيد بالفعل حساباتها تجاه حلفائها خارج نطاق المحاور، وتريد أن يكون لها علاقات مع كافة الدول كون أن فلسطين تحتاج الجميع.

وفي ذات السياق، يعتبر المحلل السياسي حمزة أبو شنب، مقارنة البعض لتطور العلاقة بين حماس وإيران بعلاقة الحركة مع السعودية، “مقاربات خاطئة”.

ويقول أبو شنب لـ”دنيا الوطن”: “هناك بون شاسع في تاريخ علاقة حماس مع كل من الرياض وطهران، أو على صعيد موقفهما من قضية فلسطين، فالسعودية ترى أن المؤسسات الدولية هي المطالبة بحل قضية فلسطين، ولم تقدم للفلسطينيين الدعم بالسلاح ولم تستثمر علاقاتها مع الولايات المتحدة في إنهاء الاحتلال أو حتى إلزام إسرائيل بتخفيف العدوان”.

ويؤكد أن إيران منذ الثورة الإيرانية وهي تسعى لتعميق علاقاتها بالفلسطينيين، وقد طورت علاقاتها مع جميع فصائل المقاومة الفلسطينية، ولها موقف معادٍ من العملية السلمية، كما أنها تدعم المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.