قد تُفرح بعضنا.. قراءة مقال شابيط في هاآرتس.. حول أن إسرئيل تلفظ أنفاسها الأخيرة
شابيط يساري إسرائيلي.. واليسار الإسرائيلي لا يفعل شيئا.. غير المراقبة.. حتى كلام شابيط، لا يقوله بطريقة علمية.. كما يجب أن يفعل اليسار.. الذي يؤمن بالنظريات العلمية..
و”اليسار” العربي مثل اليسار الإسرائيلي، ينتظر.. ولا يفعل شيئا أيضا.. وأنا هنا أتكلم عن اليسار الذي يقبل إقامة العلاقة مع اليسار الإسرائيلي.. ولا أتكلم عن كل اليسار.. فهناك اليسار الذي يؤمن، ليس فقط بزوال أو إزالة إسرائيل، بل بضرورة زوال أو إزالة إسرائيل أولا.. وبحتمية زوالها أو إزالتها ثانيا.. كون وجودها يتناقض مع مسيرة التاريخ ومع مصالح الإنسان رغم قوتها.. المبنية على الضعف الأنظمة العربية وقدراتها وعلى الدعم الخارجي الإمبريالي لها..
إن إصرار وضرورة حق العودة لمن هم خارج الأراضي المحتلة، أي لاجئي الشتات، وهو الحق الذي يجب أن يملكوه، سواء قرر بعضهم أن يعود أو أن يبقى حيث هو، في ظل التركيبات الاجتماعية العالمية، والعربية، والإعلام في وضعه الحالي أو المحتمل، يجب أن يكون لكل إنسان الحق بالعودة إلى مكان، سواء كان دولة سايكس بيكوية، أو إلى سورية الموحدة ( بكل أجزائها: فلسطين والأردن ولبنان وربما العراق) التي كانت فلسطين جزءا منها قبل سايكس بيكو، (إن وحدة بلاد الشام احتمال قائم في ظل أحداث المنطقة وفي ظل وجود سورية وحزب الله وانتصاراتهما)..
لا بد من الإقرار بصعوبة زوال إسرائيل وإزالتها، ولكن لا بد من الإقرار أن ذلك ليس مستحيلا..
في المسألة الفلسطينية ليس للتفاصيل مكان.. ولا حتى للأحداث مكان.. مهما كبرت..
وليس مجرد اعتراف ستالين بإسرائيل عام 1948 كافيا لضمان ديمومتها..
جاء جمال عبد الناصر فقلب تاريخ مصر.. وأمم القناة.. وبنى السد العالي.. وساعد في تغيير اليمن..
تحررت الجزائر رغم قوة فرنسا التي كانت تعتبر الجزائر فرنسية..
واليوم قطر تعاني.. وحتى السعودية بدأت تتخبط رغم قوة أمريكا الداعمة لها..
في القضية الفلسطينية، التاريخ فقط هو الذي يتكلم..
انتصرت إسرائيل عام 1948
وانتصرت عام 1967..
واليوم وجدت نفسها تعاني من أطفال القدس.. ومن مقاوميها في غزة (رغم تساهل خالد مشعل في مقابلته مع صحيفة دير شبيغل).. وتعاني من دروز الجولان..
وأكثر من كل ذلك.. تخشى حزب الله.. ولآول مرة تُعْرب عن خوفها من المستقبل بسببه!
ولأول مرة تغير توراتها باستبدال مقولة أخذ أرض الميعاد بالاكتفاء بالسيطرة عليها بمعونة الأنظمة العربية لا الشعب العربي..
صحيح أن جيلا يهوديا وُلد وترعرع في فلسطين، وصحيح أنه لا يعرف أرض جدوده في أوروبا وآسيا.. مما قد يجعله يستميت في الدفاع عن وجوده فبسطين.. لأنه لا يعرف غيرها..
ولكنه يقرأ ويعرف ويعاني من جيل آخر فلسطيني لم يجئ أجداده من بعيد.. وهو أيضا يقرأ.. ويريد فلسطين نفسها..
وُلد ونشأ جيلان أو ثلاثة أجيال من الفرنسيين في الجزائر وكانوا يعتقدون أنها أرضهم.. وخرجوا عندما ثار الجزائريون..
وكم جيل أوروبي نشأ في إفريقيا.. لكنهم عادوا عندما تحركت شعوب إفريقيا وأصرت على استعادة أرضها..
صحيح أن هناك شعوب أصلية انهزمت في أوستراليا وأمريكا..
ولكن من الواضح أن أهل بلاد الشام ليسوا من النوع الذي يقبل الهزيمة..
لا بد من مزيد من التحليل..
التعليقات مغلقة.