نعم، سورية تنتصر لأمنها

فــؤاد دبــور* ( الأردن )

*الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي …

سورية العروبة قلب الأمة العربية وتشكل مرتكزا اساسيا لامتها، فعندما تخرج من الأزمة التي أحلت بها، وهي تسير نحو الخروج منتصرة، قوية، موحدة متماسكة محافظة على ثوابتها الوطنية والقومية وعلى قرارها السيادي المستقل وتسير قدما باتجاه التطوير والتحديث والاعمار وتمتين الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب بكل مكوناته فإن هذا الأمر سوف ينعكس إيجابا على العرب وامنهم وامن المنطقة بأسرها وهذا بالتأكيد يتم عبر قدرتها وعزيمتها وصمودها الذي افشل المشروع والمخططات العدوانية الأمريكية – الصهيونية الغربية التي استهدفت الهيمنة على الأمة العربية وتصفية القضية الفلسطينية لصالح الكيان الصهيوني الغاصب وتوفير الأمن له ودمجه اقتصاديا وسياسيا وثقافيا في المنطقة وكذلك تأمين الحماية للمصالح الأمريكية الأخرى في أقطار الوطن العربي والمنطقة بأسرها، خاصة وان الاستهداف هو فعليا للأمة العربية عبر سورية العقبة الصعبة امام تحقيق أهداف أعداء الأمة وبالتالي عمل هؤلاء على إزالتها عن الطريق وصولا لتحقيق هذه الأهداف المتمثلة بالنيل من امن الأمة وسيادتها واستقلالها ونهب ثرواتها وعليه فإن سورية العربية عندما تصمد تقاوم وتدافع وتدفع الثمن الباهظ بشريا وماديا واقتصاديا وما يلحق بها من دمار وخراب لمؤسساتها تتحمل المسؤولية الأولى وتشكل القاعدة والمرتكز لمقاومة المشروع المعادي للأمة وتضحي من اجل الأرض والكرامة والسيادة وصيانة المشروع القومي النهضوي وامتداداته ليصل إلى كل مفصل من مفاصل أقطار الوطن العربي في المشرق والمغرب.




وقد شكلت، ولا تزال، رأس الحربة في إحباط وإفشال العدوان عبر المواجهة والمقاومة مثلما كانت، ولا تزال، الداعم الأساسي للمقاومة التي تواجه العدو الصهيوني ومشاريع الأعداء من اجل هذا ولأسباب أخرى كانت الحرب العدوانية الدموية الإرهابية الإجرامية غير المسبوقة ضد سورية الدولة ومن ابرز هذه الأسباب:

1-   لأنها قاومت وأفشلت المشاريع والمخططات الصهيونية والأمريكية وبخاصة مشروع الشرق الأوسط الجديد مثلما أفشلت المخططات الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية لصالح العدو الصهيوني، وها نحن نرى اليوم التحركات الأمريكية المتواصلة مدعومة من الدائرين في فلكها من انظمة عربية لتصفية القضية في ظل انشغال سورية في مواجهة العدوان.

2-   لأنها رفضت الخضوع والاستسلام للسياسات الأمريكية في المنطقة، خارجة بذلك على منظومة من الأنظمة التابعة لهذه السياسات، ورفضت فك تحالفها الاستراتيجي مع جمهورية إيران الإسلامية التي تقف بحزم وعزم في مواجهة السياسات الأمريكية والصهيونية وبخاصة الهادفة إلى تصفية قضية الشعب العربي الفلسطيني.

3-   ولان سورية تدعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية التي تواجه العدو الصهيوني وبخاصة حزب الله مما مكنه طرد الاحتلال الصهيوني وتحرير مساحة واسعة من الأرض اللبنانية المحتلة، وكان اخرها تنظيف جرود عرسال من عصابة “النصرة” الارهابية وحماية امن لبنان واللبنانيين والانتصار على العدوان الأمريكي الصهيوني في تموز عام 2006م وإفشال العدوان الصهيوني عام 2008/2009 والحيلولة دون تحقيق أهداف عدوانه.

4-   التخلص من القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس مما يخرج روسيا الاتحادية من البحر الأبيض المتوسط وها هي روسيا الاتحادية تضيف وجودا في سورية لمواجهة العصابات الارهابية.

هذا إضافة إلى أن سورية تشكل مرتكزا وركنا أساسيا هاما في الأمن القومي العربي ومثلما يشكل جيشها العقائدي وقيادته الشجاعة المدعومة من الشعب القوة الحقيقية لصد العدوان الخارجي وأدواته في الداخل.

هذا الجيش الذي نراه يراكم بانجازاته ضد قوى الشر والعدوان والإرهاب بإرادة وعزيمة واقتدار النجاح تلو الأخر، من حلب الى مساحات واسعة من قرى الرقة حيث النفط والغاز الى تدمر والسخنة على طريق البوكمال ودير الزور الى البادية الشرقية وصولا الى الحدود مع العراق وكذلك انجازات في محافظتي السويداء ودرعا في الجنوب. وبالتأكيد لا بد وان نتوقف عند تحرير كامل المدن والقرى في محيط العاصمة دمشق بعد هذا كله وغيره أيضا ، ليس من المستغرب أن تتوجه القوى الاستعمارية والامبريالية والصهيونية وأنظمة عربية أعماها الحقد بشن حرب عدوانية ضد سورية انتقاما وإضعافا وقتلا وتدميرا يخدم مصلحة الكيان الصهيوني أولا وأخيرا وعندما نقول بأن أنظمة عربية وجماعات إرهابية تدعي انها عربية تتغطى وراء الإسلام تعمل على تدمير سورية وقوتها من اجل العدو الصهيوني تشهد مجريات الأحداث وما ينتج عنها عبر وقائع أصبحت معروفة للجميع ومن أبرزها الإقدام على اغتيال علماء في الجيش العربي السوري واغتيال طيارين عسكريين يتم إعدادهم لمواجهة العدوان واستعادة الأرض والحقوق ومهاجمة القواعد العسكرية الجوية، وتدمير المؤسسات من مدارس وجامعات ومستشفيات وجسور ومحطات كهرباء وأنابيب غاز ومصافي نفط وغيرها الكثير الكثير.

ولكن وبالرغم من شراسة العدوان ووحشيته ودمويته وحشد آلاف الإرهابيين ودفع مليارات الدولارات النفطية العربية صمدت سورية وقاومت وهاهي تحقق الانتصارات على الأعداء بسواعد الرجال، الرجال من الجيش العربي السورية مسنودا بسواعد قوى شعبية في الميدان وبفضل التفاف الشعب بكل قواه الوطنية والقومية، وكذلك بفضل القيادة الشجاعة والحكيمة وعلى رأسها الرئيس القائد الصامد المناضل الدكتور بشار الأسد. وبمساندة شجاعة صادقة من الاصدقاء في حزب الله وروسيا الاتحادية وجمهورية ايران الاسلامية.

لقد أثبتت سورية شعبا وجيشا وقيادة قدرتها واقتدارها على المواجهة والإرادة وإدارة المعركة مثلما أثمرت بصمودها واقعا عربيا خاصة في مصر العربية حيث استلهم شعبها القدرة السورية ليثور على حكم الطغاة ممثلا بالإخوان المسلمين مثلما انتهت مرحلة القطب الأمريكي الواحد وظهرت روسيا الاتحادية دولة قوية منافسة تتصدى للسياسات الأمريكية في منطقتنا وأماكن أخرى من العالم وبخاصة المواجهة الشجاعة في أوكرانيا.

سورية تنتصر رغم رفع وتيرة تدخل الكيان الصهيوني وبشكل مكشوف في الحرب العدوانية الدائرة في سورية ورأينا جميعا مظاهرها عبر إسنادها للإرهابيين والعدوان على مواقع سورية، لكن مصير هذا التدخل الفشل المحتوم.

نعود للتأكيد على أن سورية الركن الحصين للأمة والسد المنيع الذي يحول دون العدوان وأهدافه ومشاريعه تقاوم وتنتصر مهما بلغت التضحيات وهي صابرة صامدة ترتفع بشموخ وكبرياء وعزة فوق الجراح جراح تصيبها من مجموعات تدعي انها سورية لفظها الوطن والمواطن لأنها خرجت وضحت بالوطن وإلا كيف نفهم مطالبة البعض من هؤلاء من الولايات المتحدة الأمريكية ومن معها بشن عدوان على الوطن والمواطنين؟ وكيف نفهم تحريض بعضهم للكيان الصهيوني بالاحتفاظ بالجولان العربي السوري مقابل تدمير دمشق بوهم إسقاط النظام لصالحهم؟

أن القراءة الموضوعية للاحداث الدائرة ضد سورية وقوى المقاومة تضعنا جميعا امام خيارين، خيار المقاومة والمواجهة للحفاظ على سيادة الأمة واستقلالها وكرامتها والحفاظ على ثرواتها وبين الرضوخ والاستسلام والتبعية الذليلة للأمريكان والصهاينة والاستعمار وبالتأكيد يختار المخلصون والوطنيون والقوميون المناضلون خيار المقاومة والوقوف مع سورية الدولة وهي تدافع عن الأمة بشعبها وجيشها وقيادتها.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.