فلسطين: قناة البحرين؛ بين الوهم واليقين / باقر الفضلي
باقر الفضلي ( السبت ) 7/3/2015 م …
تظل القضية الفلسطينية، بمثابة العقدة المستعصية، وهي مفتاح الحل لأزمة العالم، المتجسدة في طبيعة الصراع الدائم في الشرق الأوسط، ولعل ما يدعى بمشروع ” قناة البحرين” القديم الجديد، وهو أحد صورها التي تنتظر دولة إسرائيل وبفارغ الصبر، الوقت المناسب، لأن تجد طريقها الى التنفيذ الفعلي لهذا المشروع، وبتلهف لا يعرف حدودا، منذ أن وضع لبناته الأولى الأميرال ويليام ألن 1792_ 1864، الضابط في البحرية البريطانية يومذاك، ومنذ أن وجدت نفسها دولة على الأراضي الفلسطينية..!(1)
وتكمن أهمية المشروع المذكور، فيما يمثله ” البحر الميت ” من موقع إستراتيجي على جميع الأصعدة التأريخية والإقتصادية والبيئية والجغرافية والأمنية والسياسية ، بالنسبة لدولة إسرائيل، ولدول المنطقة الأخرى، كالأردن، وفلسطين على وجه الخصوص(2)
وفي خضم ما تعيشه المنطقة من واقع إستثنائي، إتسم بكل ما يمت بصلة الى نتائج المشروع الأمريكي، الموسوم ب “الفوضى الخلاقة”، و”الربيع العربي”، وأخيراً ما تتعرض له المنطقة من نتائج تداعيات الحملات الإرهابية، في سوريا ومصر والعراق، ولبنان، وما تنشغل به دولة اليمن، من تمزق في نسيجها الإجتماعي؛ في مثل هذا الواقع المضطرب، سياسياً وأمنياً وإجتماعيا، تندفع دولتي المملكة الأردنية وإسرائيل وبحضور الممثل الأمريكي وعراب المشروع وممثل البنك الدولي، لتفاجيء المجتمع الدولي بإبرام إتفاقية التوقيع على وثائق ما يدعى ب “قناة البحرين”، في وقت كان اللافت فيه، عدم حضور الجانب الفلسطيني مراسيم الإتفاق، وهو الطرف الأكثر إستشعاراً بطبيعة مشروع القناة، والأكثر تأثراً بنتائج المشروع على الصعيدين السياسي والإقتصادي، ناهيك عن الصعيد الإجتماعي والبيئي..!؟؟(3)
ومع ذلك ورغم توقيع الأردن وإسرائيل اتفاقية “ناقل البحر الأحمر إلى البحر الميت” بحضور ممثلين عن البنك الدولي والولايات المتحدة، فقد تصدى له معارضو التطبيع الذين حذروا من استغلال إسرائيل الاتفاقية لإقامة مستعمرات جديدة. (4)
كما توالت ردود الفعل جراء ذلك التوقيع على الصعيد العربي، حيث نقل مركز الإعلام الفلسطيني رأي المستشار الإستراتيجي المصري اللواء عادل سليمان، الذي أشار في تعليق له: [[ وقال اللواء عادل سليمان، في تغريده له عبر حسابه في موقع “تويتر”، “إن مشروع قناة البحر الميت يمثل تصفية نهائية للقضية الفلسطينية؛ حيث يربط حياة الأردن والضفة بالعدو الإسرائيلي الذى سيتحكم بشريان الحياة”، كما قال مشدداً؛ على أن المشروع يأتي “في إطار ترتيبات الشرق الأوسط الجديد”؛ حيث يربط الاتفاق التنفيذي لقناة البحر الميت بين الأردن والدولة العبرية لربط مصالحهما سوية، وكذلك فلسطين التي وقعت على مثل ذلك الاتفاق قبلاً”.]](5)
إن مشروعاً إستراتيجياً بهذا القدر من الأهمية، وله من الآثار ذات الطابع المصيري بالنسبة للأمن القومي للدول العربية؛ وما يمكن أن يفسره غياب الممثل الفلسطيني مراسيم التوقيع على الإتفاقية، إنما يمثل ما تتوجسه القيادة الفلسطينية من مخاوف مشروعة من خطط الدولة الإسرائيلية، الماضية وبتسارع محموم في تنفيذ خططها بتوسيع مشاريعها الأخرى المرتبطة ب “الإستيطان” ، ولعل في تصريحات السيد صائب عريقات الى جريدة الدستور والمنشورة على صحيفة الحقيقة الأردنية بتأريخ 28 شباط 2015، ما يغني عن تثبيت ذلك الحقيقة، التي يدركها الفلسطينيون قبل غيرهم، وما يقابلها من الجانب الآخر، ذلك الإستعجال الإسرائيلي في إبرام مثل ذلك “الإتفاق” الملتبس؛ هذا في وقت، أستبعدت فيه منظمة الجامعة العربية، من الإحاطة علماً بتفاصيل مثل هذا الإتفاق الإستراتيجي، والذي يرتبط في كل أبعاده القريبة والبعيدة بمصالح الدول العربية، ومستقبل القضية الفلسطينية، وبكل ماله علاقة بألأمن القومي للبلدان العربية، أو على أقل تقدير، لم يكن لها قول في هذا الشأن..!!؟ (6)
…………………………………………………………………………………
(1) http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%A9_%D8%
(2) http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%AA
(3) http://arabic.cnn.com/middleeast/2015/02/27/jordan-israel-dead-sea-red-sea
(4) http://www.almayadeen.net/news/arab_rest-qVh8vkc,WUmIfKRMAVUWig/
(5) https://www.palinfo.com/site/pic/newsdetails.aspx?itemid=172357
(6) http://www.factjo.com/pages/aticleviewpage.aspx?id=3339
التعليقات مغلقة.