المرأة العربية … ويوم المرأة العالمي / عبد الرحمن الصّوفي

 

 

عبد الرحمن الصوفي ( السبت ) 7/3/2015 م …

غدا ، الثامن من آذار ، حيث تحتفل البشرية جمعاء بيوم المرأة العالمي …

فيه يحتفل عالميًا بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء. وفي بعض الدول كفلسطين (منذ 8 مارس 2011) والصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم.

الاحتفال بهذه المناسبة جاء على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام 1945 م . ومن المعروف أن اتحاد النساء الديمقراطي العالمي يتكون من المنظمات الرديفة للأحزاب الشيوعية،.

في 1856 تظاهرت آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها،  وقد تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات ، ومنذ ذلك التاريخ ونساء العالم بدعم ومساندة القوى والأحزاب التقدمية  ( اليسارية والشيوعية ) في نضال مستمرّ لنيل كامل حقوقهن في المجتمعات التي يعشن بها …

وفي 8 مارس 1908م عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك لكنهن حملن هذه المرة قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار “خبز وورود”. طالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع. شكلت مُظاهرات الخبز والورود بداية تشكل حركة نسوية متحمسة خصوصاً بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف رفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية وعلى رأسها الحق في الانتخاب، وبدأ الاحتفال بالثامن من مارس كيوم المرأة تخليداً لخروج مظاهرات نيويورك سنة 1909 م ، غير أن تخصيص يوم الثامن من مارس كعيد عالمي للمرأة لم يتم إلا سنوات طويلة بعد ذلك لأن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبني تلك المناسبة سوى سنة 1977 عندما أصدرت المنظمة الدولية قراراً يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس, وتحول بالتالي ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن ومطالبهن

ولعلّنا في هذه العجالة لا نستطيع الإحاطة بكلّ ما يتوجّب الحديث عنه في مثل هذه المناسبة العزيزة على قلوب كل المناضلين من أجل الحرية والعدالة الإجتماعية وخصوصا ما يتعلق منها بحقوق المرأة العربية وتمكينها  ، ومع ذلك ، لا بدّ من التنويه والإشارة الى بعض رموز الحركة النسائية العربية اللواتي كنّ وما زلن يقفن بمنتهى الصلابة جنبا الى جنب مع الرجل ( الحرّ ) في مجتمعاتنا العربية وفي نفس الخندق النضالي في مواجهة كلّ قوى التخلف والشدّ العكسي في كافة المجالات ، السياسية والإجتماعية والوطنية والثقافية …

فالمؤرخ المنصف والموضوعي لن يستطيع تجاهل أسماء الرائدات العربيات ممّن كنّ وما زلن في طليعة المناضلين من أجل حرية شعوبنا وأوطاننا وحماية استقلالنا السياسي والإقتصادي …

ولست هنا في وارد ذكر كلّ الأسماء النسائية التي أضاءت لشعوبنا طريق حريتها واستقلالها وتقدمها الحضاري ومساهمتها في كل صنوف الإبداع الأدبيّ والفنّ الملتزم والمعبّر بصدق عن واقعنا كشعوب عربية وعن أحلامنا وطموحاتنا …

وكيف ننسى السيدة هدى شعراوي من مصر ، أو السيدة إميلي بشارات من الأردن ، أو الفتاة الشجاعة رجاء أبو عماشة التي سقطت شهيدة وهي تعتلي القنصلية البريطانية في القدس لترفع عليها العلم الأردنيّ ؟

كيف ننسى المجاهدة جميلة بو حريد ، الجزائرية البطلة التي ( دوّخت ) الإستعمار الفرنسي للجزائر ؟

 كيف ننسى مبدعاتنا من العراق وسورية ولبنان والأردن وفلسطين ، ممّن أثرين المكتبة العربية بآلاف الكتب والدراسات في شتّى المجالات ؟

كيف ننسى لميعة عباس العراقية ونازك الملائكة ورضوى عاشور وكوليت خوري ؟

كيف ننسى ميّ زيادة وفدوى طوقان وعشرات المبدعات الفلسطينيات واللبنانيات ؟

كيف ننسى المبدعة الدكتورة سناء الشعلان التي ألّفت عشرات الكتب من قصّة قصيرة ورواية وبحث ونقد وفي كل المجالات الأدبية والفكر الإنساني ؟

نعم … هذه عيّنة من النساء العربيات التي نفخر بأن نكون ( نحن الرجال ) منتمين معهنّ الى نفس العرق .

إن أمّة بها مثل هذه النماذج المضيئة ، لهي أمّة حيّة … قد تكبو ، ولكنها سرعان ما تنتفض كطائر الفينيق من تحت الرماد .

ليس الثامن من آذار فقط ، هو يوم المرأة العربية ، بل إنها تستحق وعن جدارة أن تكون كل الأيام أيّاما للإحتفاء والإحتفال بها وبمنجزاتها .

أيتها المرأة العربية … كل عام وأنت بألف خير !!

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.