الغرب يعتبر الاسلام معيق للتنمية والتحضر / هاشم نايل المجالي
الباحثون في علم الاجتماع في الغرب يرون ان الاسلام وجوهره والاستسلام لارادة الله سبحانه وتعالى يمثل عقبة في طريق التنمية والتقدم ولأن العرب متخلفون لكونهم مسلمين ففي مؤلفة ( سوسولوجيا الدين ) قام ماكس فيبر بمقارنة بين الاسلام والمذهب البيروتستانتي خلص منها الى ان الاسلام فرض على معتنقيه نمط حياة كله عجز وتواكل على عكس معتنقي المذهب البيروتستانتي وغالبية الابحاث في الغرب تعتبر ان الديانات التقليدية كالاسلام تميل الى مقاومة التحديث والتطوير وان فرض نظم جديدة وحديثة ومفاهيم وقيم جديدة وانفتاح على الغرب من شأنه ان يحقق التنمية مع ما يصاحب ذلك من تعليم وتحضر وانفتاح دون اي قيد او شرط واستيراد التكنولوجيا والعلمانية وغيرها وهذا حتماً تدريجياً سيؤدي الى انهيار المجتمع التقليدي بعناصره الدينية من خلال تعديل المناهج التعليمية وادخال مفاهيم جديدة حول حقوق المرأة والرجل والمساواه بينهما وابرام الاتفاقيات ( اتفاقية سيداو ) ببنودها التي تشمل الغاء قوامة الرجل واباحة زواج المثلي والغاء المهر والتحرر من كل القيود القيمية والاخلاقية وغيره .
وهكذا فان الاسلام في عرف هؤلاء هو المسؤول الرئيسي عن تخلف المجتمعات الاسلامية على اعتبار ان المسلم يخضع الخضوع الغير مشروط للمشيئة الالهية وعلى ان كل ما يصيب الانسان مكتوب ومقدر ولا يعطي الاسلام مفهوماً حضارياً لحرية الارادة فهناك الالتزام الديني عند المسلم ( العاطفة او الشعور والسلوك الديني ، والمعتقدات ) فالاوقات التي يصليها المسلم في اليوم سلوك ديني ويؤديها في اوقاتها اما فيما يتعلق بالتنمية فهناك عدة تعريفات مثلاً التنمية الاقتصادية وتعني نمو الناتج للفرد او الزيادة في دخل الفرد وارتفاع مستوى معيشة الناس او احداث تحول هيكلي في الاقتصاد يدفع لنمو المجتمع كذلك هناك التنمية الاجتماعية بمعنى تطوير البناء الاجتماعي من كافة الجوانب للطبقات المجتمعية تعليمياً وثقافياً وهناك التنمية السياسية ويعني بها بناء مؤسسات الدولة الحديثة وخلق ثقافة سياسية تؤكد الولاء والانتماء للوطن وتدعو للمشاركة وتعزيز قيم المساواة والمواطنة المسؤولة .
وهناك يكون مفهوم التصور الشامل للتنمية من كافة الجوانب لرفاه الانسان مادياً ومعنوياً فهناك من يعتبر ان التنمية تحقق الذات من اجل حياة ذات معنى وهانئة وهناك من يعتبر مقصدها الرئيسي بناء مجتمع حضاري يشمل تغيرات جوهرية اقتصادية واجتماعية وسياسية وتكوين قاعدة انتاجية تحقق انتاجية للفرد وللجماعة وتبني قدرات مجتمعية وتعمق المشاركة وتجذب الاستثمارات اي متغير اجتماعي ومتغير اقتصادي ومتغير سياسي وكلها مكملة لبعضها البعض بالاضافة الى المساواة ورفض التمييز بين ابناء المجتمع الواحد بالحقوق والواجبات وتعزيز الولاء والانتماء بالشعور بالمسؤولية العامة وتقديم الصالح العام على المصلحة الشخصية وهناك من الباحثين والمحللين في الغرب من يعتبر انه كلما كان المواطن ( او البيئة الاجتماعية ) اكثر تديناً وتزمتاً دينياً كان من المحتمل ان يكون المجتمع اقل توجهاً نحو المستقبل والتحضر والانفتاح وتكون نظرتهم ازاء ذلك سلبية وفعل وسلوك اتجاه ذلك سلبي ويرفض كل ما هو حديث ومتطور سواء تكنولوجياً او غير ذلك وعدم مشاركته في الحياة السياسية بل ينحصر في محور ديني واحد وبالتالي نقل انتاجية الفرد والمجتمع وينفر المستثمرون من تلك البيئة وهذه الافتراضات تم مناقشتها في كثير من مراكز الاستشارات العالمية والتي ناقشت قضية الاسلام في علاقته بالتخلف والتنمية وعلى ان الاسلام عائقاً اتجاه التطور والتقدم وتم صياغة العلاقة في صورة سلبية ومنها دراسة شملت الريف المصري التي تناولت ثقافة واخلاق واطباع الفلاحين وعاداتهم وقيمهم وتزمتهم باحكام الاسلام الذي يتخلل حياتهم وتفكيرهم وسلوكهم الى حد كبير على اعتبار انهم محافظون ويبعدون عن الانفتاح وهذه الدراسة شملت قرية الهيمان في صعيد مصر ورمانة في الدلتا في محافظة المنوفية حتى لم يتمكن الباحثون من سؤال الفتيات خاصة في الصعيد حيث التزمت في الدين الذي يمنحه زاداً روحياً ويعطيه القوة في مواجهة اي متغير يؤثر على ذلك ما دام الله سبحانه وتعالى هو اللذي ينبت الزرع وينمي الضرع ويدفع الحسد والمرض ففي ذلك البركة في المحصول والاولاد والانعام واي شيء يمس ذلك يعتبره عدوه ويؤثر على تلك البركة لكن الدراسات المحلية اثبتت خطأ كل هذه الافتراضات الغربية فلقد تبين ان عامل الارتباط بين هذين المتغيرين ضعيف جداً اي ان الاسلام معبراً عنه بالتدين لا يمارس اي تأثير سلبي على التنمية وليس ضد اي تحضر ما دام ضمن الاطر الاخلاقية ولا يعارض ولا يمس الشريعة الاسلامية وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث ان الاتفاقيات الاممية والتي وقعت عليها الدول العربية تفرض عليهم بنوداً تخالف شرع الله وسنة نبيه ولا يجد اي مسلم اي مانع في اجراء تعديلات على المناهج التعليمية اذا لم تكن تمس جوهر الدين او تسيء الى الرسول صلى الله عليه وسلم وكل ما هو في هذا الاطار حيث ان ذلك سيؤثر على المسلم اينما كان في الريف او المدن الكبرى ويعتبره خروجاً عن الدين فكثير من القرى في الدول العربية عانت من قهر سياسي واجتماعي واقتصادي وتهميش حتى غابت الجماهير هناك عن اي مشاركة حقيقية ومن هذا المنطلق على اي حكومة في اي دولة عربية اجراء دراسات ميدانية للقرى والمناطق النائية على البيئة الاجتماعية لدراسة الفكر والفعل والسلوك والمؤثرات المحلية والخارجية على تلك المجتمعات وعلى عقول شبابها وحتى لا يكون هناك دور لمنظمات ارهابية او المنحرفة فكرياً اي تأثير وحتى لا تصنف تلك المجتمعات كبيئة ارهابية يروح بعرواها الصالح والمنتمي والمخلص ومن اجل رصد الواقع واستنباط النتائج ووضع الحلول ولا يجوز التعميم من قرية في دولة الى قرية في دولة اخرى فالمجتمعات هنا وهناك متباينة فكرياً وعلمياً وسلوكياً وتحضراً حتى لو تطلب ذلك الحكومة ميزانية مالية اضافية وكوادر بشرية لكن اصبح ذلك ضرورة وطنية وعلى الجامعات في كل محافظة بالتعاون مع الجهات المعنية والقطاع الخاص والمنظمات الدولية والمنظمات الغير حكومية ( جمعيات ومراكز شباب ) التعاون المشترك في اجراء مثل تلك المسوحات والدراسات واستنباط المعلومات وتحليلها ووضع الحلول لها لنصل الى مجتمعات ترقى بالانسان وتخدم الوطن ضمن القيم والمباديء والاخلاق ولا تخالف الدين وشرع الله ولا سنة نبيه وما صناعة داعش والتنظيمات الاخرى المتزمتة والمنحرفة فكرياً من قبل الغرب والجهات العدائية الاخرى الا ليصلوا بالمواطن العربي خاصة كذلك للشعوب كافة ان الاسلام هو المعيق للتحضر والتطور بالصيغ التي نشاهدها سلوكاً وفكراً واجراماً وها نحن نشاهد قادة داعش المؤسسين قد اختفوا من ساحات القتال ليبقى الشباب الذي تم التغرير بهم وجعلوهم دروع بشرية لهم ليكونوا ضحايا مؤامرة غربية يهودية كبيرة حصدت ارواح الملايين ودمرت المدن وشردت سكانها .
المهندس هاشم نايل المجالي
التعليقات مغلقة.