تقرير حول جوانب من حالة الإخونيين الأردنيين
الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي ( السبت ) 7/3/2015 م …
** مسلسل الاختلافات الإخونية في الأردن مستمر
** جماعة إخونية أردنية ” جديدة ” مرخصة أصولا تنتخب ذنيبات المفصول مع 9 آخرين من مجلس شورى الجماعة مراقباً عاماً ..
** الجماعة الجديدة تفك ارتباطها بمكتب الإرشاد العالمي وبالخارج بعامة وتعلن التزامها بالدستور والقوانين الأردنية
** مصير الجماعة ” القديمة ” غير واضح .. وارتفاع عدد الجهات ” الإسلامية ” المعلنة في الأردن إلى 5 جهات ..
ما زال مسلسل الاختلاف وتبادل الاتهامات داخل مجموعات إخوان الأردن متصلاً ، فقد انتخبت ( جمعية جماعة الإخوان المسلمين في الاردن ) أمس الجمعة رئيس واعضاء المكتب التنفيذي المؤقت للجماعة ، وتم انتخاب عبدالمجيد ذنيبات مراقبا عاما للاخوان المسلمين في الاردن ، بنتيجة المؤتمر الذي عقدته الهيئة التأسيسة لإدارة شؤون الجماعة لفترة انتقالية.
وبين الذنيبات ( وهو مراقب عام سابق للجماعة لأكثر من دورة) خلال مؤتمر صحفي ان الهيئة التأسيسية التأمت بعد صدور الإشعار بتسجيل جماعة الإخوان المسلمين وفقاً للقوانين الأردنية، لتصبح هيئة أردنية قانونية، قائمة بذاتها تستند إلى الدستور والقانون الأردني، ولا ترتبط بأي هيئة خارجية، وتحتفظ باسمها وتاريخها وإنجازاتها التي تحققت خلال (70) عاماً، ووفقاً لنظامها الأساسي وغايتها وأهدافها العامة التي تم إقرارها منذ نشأتها.
واعتبر ذنيبات ، أن خطوة التصويب القانوني للجماعة جاء من أجل حمايتها ، والحيلولة دون تعرضها للحل أو المضايقة أو الملاحقة، في ظل التغيرات السياسية التي اجتاحت العالم العربي، وفي ظل قراءة المشهد بعناية، والاستعداد للمرحلة المقبلة من خلال وقوف الجماعة على أرضية صلبة من الناحية القانونية والسياسية والإدارية.
واشار ذنيبات ، الى( ان الجماعة تَعُد نفسها مُلكاً لكل أعضائها، وملكاً للشعب الأردني تستمد سياستها ومنظومتها القيمية من الإسلام العظيم، الذي يعلي شأن الوحدة والأخوة والتسامح بعيداً عن كل أنواع النعرات الجاهلية والتعصب بكل أشكاله وان الجماعة سوف تنهج منهجاً علنياً بعيداً عن السرية والخفاء في كل أعمالها، وفي أعلى درجات النزاهة والمكاشفة).
وقال ان هذه الخطوة ليست في سياق الخلاف والمناكفة، وليست موجهة ضد أشخاص ولا فئة بعينها، بل هي في سياق المصلحة العامة، وفي سبيل الحفاظ على الفكرة التي تسمو على كل خلاف، وهي فوق الأشخاص مهما كانت مكانتهم ( كما تهدف هذه الخطوة إلى إعادة الحضور الفاعل للجماعة في المشهد المحلي من خلال المشاركة والانخراط العملي في المجتمع الأردني، والتعاون مع كل المخلصين من أبناء شعبنا الوفي).
وأضاف ان باب العضوية في الجماعة مفتوح لكل من يؤمن بمنهجها وأهدافها واعتماد العضوية الكاملة للنساء والشباب على صعيد المساواة التامة في الحقوق والواجبات وهي ليست منعزلة عن قضايا الأمة العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، لأننا ندرك تماماً أن الاحتلال الصهيوني هو أساس جميع المشاكل التي تتعرض لها الأردن وسائر الدول العربية.
واكد ان الجماعة سوف تبذل جهدها في نشر مضامين الإسلام ومفاهيمه الصحيحة، وسوف تعمل على بناء الجيل المؤمن الواعي، وتحصينه من كل أفكار العنف والتطرف وتعتبر الوحدة الوطنية أمراً مقدساً، وسوف تعمد الى تمتين النسيج المجتمعي، بعيداً عن العبث والفوضى والتعصب، وسوف تقف سداً منيعاً أمام كل محاولات الفرقة والانقسام، لأنها تؤمن أن الأردن القوي الموّحد بشعبه وأبنائه هو القادر على مواجهة الأخطار والتحديات.
واشار ذنيبات الى ان الجماعة لا تستقوي بطرف ضد أي طرف، وفي الوقت نفسه لا تستقوي على الدولة، لأنها جزء منها ، وليست في مواجهتها ، ونحن جميعاً نعمل على خدمة الشعب الأردني وبناء الدولة الأردنية القوية المستقرة، والدولة لكل أبنائها مؤكدا اننا لا نستنكف عن الخضوع للقانون، ولا نعد أنفسنا فوق الدستور، بل نحن نعد الالتزام بالقانون والخضوع للدستور نقطة قوة، وليست نقطة ضعف، ونستمد قوتنا من الله أولاً، ومن ذاتنا وانتمائنا لهذا الثرى الطهور.
ولفت الى ان الجماعة سوف تقول للمحسن أحسنت، وللمسيء أسأت، وسوف تقف في وجه الفساد والباطل بكل جرأة، ولن تتهاون في نصرة الحق، ولن تجامل على حساب الوطن والشعب والمصلحة العامة.
واختارت الهيئة التأسيسية قيادة مؤقتة للإشراف على إدارة هذه المرحلة، وهم بالاضافة للدكتور الذنيبات د.شرف القضاة نائبا للمراقب ود. قاسم طعامنة ود. خليل عسكر وعلي الطراونة ومحمد الغرامسة وممدوح المحسين وجبر ابو الهيجاء ود. جميل الدهيسات وتم تكليفها باستكمال الإجراءات المطلوبة، والاتصال بكل الأطراف داخل الجماعة وخارجها.
يذكر أن مجلس شورى الجماعة كان قد أتخذ قراراً قبل نحو أسبوعين بفصل 10 من قياديي الجماعة الذين تقدموا بطلب الترخيص وعلى رأسهم د. ذنيبات و د. إرحيل غرايبة ، وغيرهما ، والأخير هو منسق جماعة زمزم التي تأسست قبل نحو سنة من الآن من قياديين إخونيين اغلبهم مما يسمى تيار الحمائم في الجماعة وفي حزب العمل الإسلامي ؛ الذي يعتبر الجناح السياسي للجماعة ، بمواجهة تيار الصقور ، الذي يسيطر عليه همام سعيد و زكي بني ارشيد السجين والذي يحاكم الآن امام محكمة أمن الدولة ، وهو الجناح الذي يرتبط بعلاقات تحتية بحركة حماس ومعلنة مع مكتب الإرشاد العالمي ، والذي يطمح إلى تشكيل مليشيا مسلحة ، واستقوى على الشارع الشعبي والدولة الأردنية عندما حقق إخوان تونس ومصر مكاسب سياسية ، وتدخل لصالح إخوان سورية وكان وراء الموقف الأكثر تشدداً ضد الدولة الوطنية السورية وتنظيم اعتصامات بمواجهة السفارة السورية بالعاصمة عمان ومحاولة اختراقها عبثاً .
وبتأسيس ( جمعية جماعة الإخوان المسلمين في الاردن ) ، في حين لا يعرف بدقة مصير الجماعة الأخرى جماعة ( الإخوان المسلمون ) ، يصبح عدد الجماعات والأحزاب الإسلامية المرخصة في الأردن المنفلتة من رحم الجماعة نحو 5 ، هي أحزاب : دعاء ، الوسط الإسلامي ، الشورى ، إضافة إلى الجماعة الجديدة المرخصة قبل أيام أصولا ، والجماعة القديمة ربما باتت تعتبر خارجة عن القانون ، فضلا عن جماعة زمزم ؛ التي تعتبر حالة معنوية وإن كانت حالة فاعلة ، وكانت وراء الترخيص الجديد ، لكن ما يلفت الإنتباه، أن د. إرحيل غرايبة منسق زمزم لم يختار بين قياديي الجماعة الجديدة المرخصة .
ويذكر أن الردة القمعية التي حدثت بمواجهة الحالة الوطنية في النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي وبمواجهة اول حكومة وطنية أردنية حزبية برئاسة سليمان النابلسي ، لم تشمل الإخوان ، بل إن الجماعة في حينه تعاونت مع النظام السياسي الأردني في قمع البعثيين والقوميين العرب والشيوعيين والوطني الديمقراطي ( حزب النابلسي ) .
وتشكلت بعد صدور قانون الأحزاب الأردنية في بداية تسعينات القرن المنصرم ، تنسيقية أحزاب المعارضة الوطنية الأردنية التي ضمت الأحزاب القومية واليسارية وحزب جبهة العمل الإسلامي ، وبقيت هذه الحالة قائمة ، حتى بداية أحداث المنطقة قبل 4 سنوات ، حيث بدات بالتراجع ، حيث تباينت المواقف حد التناقض ، وشعر الإخونيين بالزهو فتجاهلوا تنسيق المواقف مع القوى الحليفة ، فشكلت الأحزاب القومية واليسارية ، إئتلافاً بينها ، كما احتفظت بالتنسيقية دون الإخوان لكي لا يتفرد الإخونيين بها ويدعوا العمل تحت يافطتها منفردين .
التعليقات مغلقة.