ياسين والعتواني سنة أولى رجعية ! / احمد الشاوش
كشفت لنا حرب اليمن الكثير من الادوات الرخيصة والنخب الفاسدة والقيادات المتآمرة على شعوبها وأوطانها، كما فضحت المنظمات الدولية والانسانية والحقوقية والقانونية التي سقطت في وحل التبعية ومستنقع العمالة.
وكلما عدنا بالذاكرة الى الخلف وعايشنا الحاضر وحللنا تصرفات بعض تلك الشخصيات بكل تجرد ، كشفت لنا الازمات المستور ، وعرت الكثير من أصنام الاشتراكية وأبواق الناصرية وزيف التقدميين والاحزاب الاسلامية التي طالبت بالحرية وقمعت كوادرها وأوهمت الجماهير بانها دولة الظل والمدافع الاول عن السيادة بما تملكه من رؤية ناضجة ومشروع وطني ، لنكتشف ان كل تلك الخطابات والتصريحات مجافية للواقع جملة وتفصيلاً، بعد ان تبينت معالم الانتهازيين من خلال صناعة الازمات وتسويق الشائعات و بث سموم الكراهية والمناطقة والمذهبية.
ورغم اني كنت من المعجبين بأفكار وثقافة وطرح ونضال وشخصية الدكتور ياسين سعيد نعمان ،إلا ان الايام خيبت ظني والاخرين في ذلك البالون العملاق والجبل الهش الذي صدمنا بانهياره وتحوله من أقصى اليسار الى أقصى اليمين بعد ان كان يطوف بالساحة الحمراء في موسكو ويسبح بحمد الحزب ، وأخيراً الارتماء في أحضان الرجعية البريطانية!؟.
وانطلاقاً من هذه النظرة الصادمة والحقيقة المؤلمة فإن المتابع للحياة السياسية والحزبية والفكرية في اليمن يجد ان :
الرفيق ياسين سعيد نعمان ، والكاهن سلطان العتواني يحملان ألف حكاية وحكاية ، أولها ان الرفيق الاشتراكي الذي رضع من حليب الساحة الحمراء ، والمثقف اليساري ” ياسينو” ، ُخُيل لنا انه المدافع الاول عن القيم والمبادئ وطبقة العمال والمنادي بالمساواة والعدالة الاجتماعية والدولة المدنية والحفاظ على السيادة ، كانت تلك الرؤى وذلك الطرح والدفاع المستميت وتلك الاحلام جديرة بالاحترام وكان لها صدى ووقع في الشارع اليمني ، وكوادر الحزب والمثقفين والسياسيين ، عندما كان الرفيق ياسين متوشحاً بالبدلة الكاكي “الزرقاء” نص كُم التي كانت تُعد رمزاً للمساواة والعمل وتُعبر عن أصالة الحزب الاشتراكي، قبل ان يرتدي البدلات من أرقى الماركات الغربية وربطات العنق الثمينة ، ويمر يومياً واسبوعياً في جنوب اليمن الى جمعية الحي بالبطاقة التموينية لاستلام السكر والخبز والطماط والبطاط والزيت المقرر له كبقية أمثاله من أبناء اليمن البسطاء والشرفاء والمناضلين في الجنوب.
وما أن جاءت الوحدة اليمنية بالخير على كل اليمنيين ولمع نجمة وظهرت نعمة المسؤولية عليه وعلى الكثير من قيادات الاحزاب حتى تفاجأ السواد الاعظم من التفريط والافراط في تلك المبادئ والقيم النبيلة وتغيير القبلة من موسكو الى ” لندن” والتبرك بسفارة واشنطن بصنعاء عند كل خلاف او اختلاف سياسي ، لاسيما قبل الاتفاق النهائي على مخرجات الحوار الوطني والهروب من تحمل المسؤولية الوطنية والاخلاقية أثناء دخول جماعة انصار الله “الحوثيين” بعد لعبة الفار هادي وتهريبه ، كسيناريو للإيذان ببدء العدوان السعودي – الامريكي على اليمن تحت غطاء الشرعية.
ومن المؤسف والمخجل أن يتحول أحد هامات الحزب الاشتراكي اليمني بقدرة قادالى “انتهازي” من الطراز الاول بعد ان توارى عن الانظار في فترة استثنائية تعصف بالوطن دون أن نسمع أو نشاهد أو نقرأ ادانة أو استنكار أو تصريح رسمي أو شخصي للمجازر البشعة والمروعة التي ارتكبتها الرجعية السعودية وأطفال الامارات والجلاد الامريكي والجزار البريطاني التي سفكت دماء اليمنيين وحصدت أرواحهم وتفحمت جثث أطفال ونساء وشباب اليمن ومقدراته بصواريخهم الفتاكة وقنابلهم العنقودية المحرمة دولياً، ما يدعو للعار والحيرة وطرح الكثير من علامات التعجب والاستفهام.
كنا نرى ان الرفيق ياسين آخر من يبيع أو يصمت عن الحق ويتنكر للوطن ومآسيه ويستبدل المبادئ والمثل العليا وان يواصل نضاله مهما كانت الضريبة ويُحافظ على ما يملكه من رصيد اخلاقي وسمعة طيبة منذ ان كان أميناً عاماً للحزب الاشتراكي اليمني ، غير أننا وعينا وأدركنا أن النخب أدمنت ” النخاسة” وان عبيدها من البسطاء والمغرر بهم لا يدركون بشاعة التلون والاستغلال بنظرياتهم وخطاباتهم الرنانة والمؤتمرات الاستهلاكية والتصريحات النارية والكتابات الجريئة التي كانت مجرد قناع لشيء في نفس يعقوب ، مفضلاً القفز بسرعة الصوت لحجز منصب سفير في ” لندن” !!؟ والثرثرة على ساحة “الهايد بارك” بعد الارتماء في أحضان الرجعية البريطانية السم الارقم للامة العربية التي أعطت فلسطين للعدو الصهيوني وقسمت العرب والمسلمين بعد ان بثت سمومها وأدمت شعوبها ونهبت ثرواتها حتى اللحظة.
وفي سبيل المصلحة الشخصية والمتغيرات المحلية والإقليمية والدولية لم يكتف الدكتور بذلك بل كثيراً ما تحدث عن جنوبيته رغم انه ابن الشمال و أستغل علاقاته لتعيين نجله في سفارة القاهرة قبل تخرجه مبرهناً على ان حديثه عن العدالة الاجتماعية ومعايير الوظيفة العامة ودولة المؤسسات والحرية والديمقراطية والحوار مجرد ظاهرة صوتية وأشبه بحديث ” الافك” التي بليت به الساحات العربية.
لنكتشف فجأة ان المؤهلات الحقيقية لتلك “البالونات” ، ماهي إلا التواصل والاتصال والتفاعل اليومي مع بعض السفارات الاجنبية والعربية والمنظمات الدولية المشبوهة عبر الرسائل المشفرة والتقارير الملفقة والبيانات المزورة والاحتجاجات المبرمجة واثارة الزوابع والنعرات ومهاجمة الحكام والاساءة للشرفاء والاستقواء بإعداء الامة والحديث عن قمع الحريات والبطالة والفقر والتنمية وذرف دموع التماسيح على أبواب سفارة واشنطن ولندن والرياض واسطنبول والدوحة وابوظبي وتل أبيب ماهو إلا اخفاق في النجاح وسيلة لتصفية حسابات وانفعالات واحقاد لتحقيق غايات شخصية تمثلت في الحصول على منصب اوسكن في فندق خمسة نجوم اورصيد في احد بنوك الغرب.
ومازلت أنا والسواد الأعظم مذهولاً ومصدوماً حتى اللحظة في كبير المثقفين الرجعيين “سلطان العتواني “القدوة السيئة والمقلب الكبير والمطب المحرج بعدان مارس عملية البيع والشراء وترويج وتصوير وطباعة الكتب الناصرية في مكتبته بصنعاء حيناً من الدهر وأسهب في العداء للسعودية وتأثرنا بشعاراته وخطاباته وحواراته، لنكتشف أن هذه الدمية الاخرى كان مناضلاً وهمياً في صفوف الحزب الناصري وكافراً بقيمه ومبادئه جملة وتفصيلا ً ، مستغلاً حماس وعنفوان وسذاجة البسطاء من شباب اليمن الذين صدموا فيه بعد ان أرتمى هو الاخر في أحضان الرجعية ” السعودية” بمعية وسيم الحزب الناصري المدلل عبدالملك المخلافي ، وعمو عبدالله نعمان دون خجل أو دنى شعور بالمسؤولية الاخلاقية والدينية والوطنية،
ولذلك علمتنا الحياة الكثير من الامور وكشفت لنا الاحداث السياسية والوقائع التاريخية الكثير من الجنون والخطايا والمجون بعد أن توارت النُخب الساقطة والمتساقطة خلف ” الاقنعة” وفضحت لنا أصحاب النظريات والبيانات المضروبة والشهادات الفخرية والمؤهلات المشكوكة والالقاب الاستهلاكية والعمائم المزيفة والفتاوى الشيطانية وأعشار المثقفين والتيارات السياسية ورجال الدين والشخصيات الكرتونية التي رُسمت في ذاكرتنا وحاولت ان تحفر في أذاننا وأن لا تغادر عيوننا حيناً من الدهر ، لكن الاقدار والاحداث الساخنة فضحت المستور وأسقطت كل تلك الاصنام الناطقة.
وحتى اللحظة لم نفق من الصدمة وسنظل كذلك بعد ان أستطاع ثلة من السياسيين وفي طليعتهم الدكتور ياسين وآخرين استغفال الكثير من الكوادر ، وتحول تلك الهامات الى أدوات لنشر الفوضى وضرب التنمية وتسويق العنف واثارة الجدل البيزنطي ، بعيداً عن تبني أي مشروع صادق او رؤية ناضجة لإنقاذ البلد بعد ان سيطرة عليهم فكرة و ” مرض ” المؤامرة والاستهداف التي اثبتت الايام ان هؤلاء ” القدوة” يمارسون قمة المؤامرة ويجيدون كافة فنونها ، وما تخندق أحزاب اللقاء المشترك من اشتراكي وناصري واصلاحي وحوثي ،، في غزوة الربيع العربي ، إلا علامة حقيقة على بشاعة روح الانتقام وتبني نظرية المؤامرة ، ليس فقط على الرئيس السابق علي عبدالله صالح وانما على الكثير من الشرفاء والوطنيين من احزابهم وقواعدهم وانصارهم ، لان ” ثقافة” الاناء والفجور والتعبئة الخاطئة والتآمر تسري في عروقهم منذ الصغر وان أقوالهم في واد واعمالهم في واد آخر.
ولنا ايضاً في كبير المثقفين الرجعيين ” سلطان العتواني ” أسوة سيئة ومقلب كبير ومطب محرج بعد ان تأثرنا بشعاراته وخطاباته وحواراته واستضافاته ووفرنا من لقمة العيش ومصروفنا بعض المبالغ لشراء واقتناء أمهات الكتب من مكتبته ” الناصرية ” ، لنكتشف انه أحد تجار الكلمة والمعرفة والادوات السياسية التي ارتمت هي الاخرى في أحضان الرجعية دون خجل أو أدنى شعور بالمسؤولية الاخلاقية والدينية والوطنية بعد ان تدثر بالمبادئ والقيم الراقية والقضايا الاصيلة وخدع عقول وألباب الكثير من الشباب و مارس الكثير من التضليل .
مانزال نحن معشر اليمانيون نعيش الصدمة تلو الاخرى من التحولات العجيبة والغريبة والسقوط المريع واحاديث الافك وصناعة الحقد والكراهية وتسميم افكار الشباب بشعارات وخطابات مسمومة الغرض منها تدمير النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية وزعزعت الثوابت ، ومازالت النخب المفلسة والمسعورة من تجار الحروب تصر على اتقان لغة الخداع والسحر والدجل السياسي لزرع الفتنة واليأس والشقاق والنفاق وتحويل الشباب الى مشاريع وكتائب للموت قابلة للانفجار والانشطار في مقابل تحقيق مكاسب شخصية ضيقة وخدمة لأجندات أجنبية.
ولذلك سأظل أؤنب نفسي بقدر ما خدعتنا الاصنام والشعارات ، مطالباً تعويضي واسترداد ما انفقته من أموال اقتطعتها من لقمة عيشي في شراء بعض الكتب الناصرية والاشتراكية والدينية والدوريات والمجلات والملازم وأجور التصوير ردحاً من الزمن ،، من مكتبة الناصري العتواني وغيرها من المكتبات المفرخة.
كما اطالب الرفيق ياسين والقضاء اليمني والجامعة العربية والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والقانونية والإنسانية !!!!؟؟؟ بإعادة قيمة ثمن روايته التي اقتنيتها تحت عنوان …. وأتعهد الكفر بجميع الاحزاب وبرامجها وأصنامها والعودة الى الفطرة السليمة والحكمة وتحرير العقل واستحضار الضمير والعمل بمكارم الاخلاق التي لا تقر استغفال او استغلال او الاتجار بالقيم والمبادئ أوذبح البشر ، بعد ان انتشرت ثقافة الكراهية والخيانة والاغواء والاغراء والتهديد والقلق والموت محولة الحياة الى جحيم بصورة ممنهجة عبر الكثير من هذه الادوات والنخب والنافذين .
ولنا فيما يحدث من جرائم ” بشعة” واغتيالات رهيبة ومجازر دامية ودمار وحرائق في ” تعز ” الحالمة على يد النخب والمثقفين والزج بأبناء القبائل في معارك وحشية بين حزب الاصلاح المدعوم من السعودية والسلفيين المدعومين من الامارات لاستنزافهم والناصريين والاشتراكيين الذين ارتموا في احضان الرجعية تحت غطاء محاربة الحوثيين وصالح رغم انه كان بإمكانهم انقاذ محافظتهم من الدمار والدماء ، التي ليس لأبناء تعز الشرفاء في هذا الصراع ناقة ولاجمل.. كما ان مايحدث من جرائم وقتل واغتيالات ودمار في مأرب وعدن وحضرموت وشبوة والحديدة والبضاء ،، وغيرها من المدن اليمنية هو نتيجة لتورط الكثير من النخب والقيادات النافذة من تجار الحروب والفتوى والكلمة الذين تحولوا الى شركات للمقاولات السعودية والأمريكية والاماراتية ، فهل يدرك الشعب حجم المؤامرة ولعبة النُخب القذرة وتجار الحروب وزيف المثقفين ورجال الدين والسياسة وسقوط وسائل الاعلام الموجهة والممولة والسمو بالنفس والانتصار للقيم ورفض ” الدُمى” .. أملنا كبير
التعليقات مغلقة.