بين ” المعارضة ” و ” خيانة الوطن “

الأردن العربي – أثناء الحرب العالمية الثانية بين ألمانيا ( المحور ) و بريطانيا ( التحالف ) انشق الجنرال الألماني ( جلوبز هويزنجر : أحد كبار قادة سلاح المدرعات في الجيش الألماني و عضو مؤسس في الرايخ الثالث ) في عام 1944 ، على إثر خلافه مع ” هتلر ” حول كيفية التخطيط وسير المعارك الحربية ..




فلجأ إلى بريطانيا و طلب اللجوء السياسي ، بعدأن كان قد نسق مع الإستخبارات البريطانية مسبقا ..

وأثناء التحقيق معه :

رفض إعطاء المحققين البريطانيين أي معلومات عسكرية تتعلق بالتشكيل العسكري الذي كان يقوده ..

و رفض إعطاء أسماء القيادة الوسطى الألمانية ..

ورفض العودة إلى ألمانيا ليكون جاسوسا مزدوجا ،

ورفض الظهور في فيلم سنيمائي إخباري يتحدث فيه عن جرائم الجيش الألماني ، يدعو الجنود الألمان للإنشقاق كما فعل …

الأمر الذي أدى إلى استياء المحققين البريطانيين منه ..

وبعد مرور عدة أسابيع من التحقيق معه ، قال له أحد المحققين :

كيف تطلب منا أن نعطيك لجوءا سياسيا و منزلا في الريف الإنجليزي ، بينما ترفض أنت أن تعطينا أي شيئ ؛ و لم تقدم لنا أي معلومة تذكر ؟!

ثم ما الذي يؤكد لنا أنك فعلا ، معارض لهتلر ؟

فأجابهم الجنرال الألماني : ( أنتم لا تطلبون معارضا لهتلر .. أنتم تريدون خائناً لوطنه .. و أنا لا أستطيع ولا أريد ، أن أكون خائنا لوطني !! )

فأودعوه السجن ، ورفض تقديم معلومة أو كلمة واحدة عن وطنه .

و حُكِمَ عليه بالسجن مدى الحياة ، وبقي حَبِيسَ السجن حتى مات

..

وهو لم يَخُنْ وطنه الألماني ، بل انشقّ في السنة ما قَبْل الاخيرة لانتهاء الحرب ..

واعْتَقَدَ أنّ انشقاقه عن ” هتلر ” قد يُساهِمُ في إنقاذ ألمانيا ، بَعْدَ أن باتت الهزيمة مُؤَكّدَة ..

وبقيت ” ألمانيا فوق الجميع ” لديه ، حتّى مات .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.