حيثيات ضربة «النصرة» النوعية: «الجولاني» مجهول المصير!
الأردن العربي ( السبت ) 7/3/2015 م …
شكّلت الضربة التي نفذتها القوات الجوية في الجيش السوري، صدمةً في صفوف “جبهة النصرة” إذ سقط نحو 18 قيادياً فيها بين قتيل ومصاب، وفق ما أكدت مصادر متقاطعة.
الضربة التي حاولت “النصرة” التقليل من حجمها كما من قيام الجيش السوري بتنفيذها، عبر الادعاء ان “قوات التحالف” هي من نفذها، صدّ ذلك من قبل “التحالف” نفسه، حيث صرّح مسؤول فيه ان “التحالف لم ينفذ اي غارة على منطقة إدلب في الساعات الاربع والعشرون الماضية”، في إشارة واضحة منه إلى ان التحالف لا يقف خلف الضربة بل الجيش السوري.
دحض “النصرة” والتقليل من أهمية ما حصل، تم تداوله على نطاقٍ واسع على تنسيقيات تابعة أو مقربة من “النصرة”، حيث إنشلغت هذه بنشر معلومات متضاربة عن أعداد القتلى وحجم الضربة، دون ان يتم نفيها، فيما برز أن تلك الصفحات حاولت التعتيم على الأنباء المتعلقة بإصابة الجولاني، حيث أشاعة تلك الصفحات انه لم يكن موجواً في الضربة.
“أبو همّام الشامي” أو “فاروق السوري”، القائد العسكري العام (السابق) لجبهة النصرة، كان من بين القتلى وفق تأكيدات مصادر “النصرة”. “الشامي” الذي يُعد من أبرز القيادات الإرهابية في سوريا، حاولت “النصرة” عدم تقديم رواية اساسية عن مقتله، ففي حين أوردت حسابات انه أصيب قبل ايام في غارةٍ للتحالف وقتل أمس، أكدت أخرى أنه قتل في غارة الأمس، فيما أوردت تفاصيل جزئية حول الحادث.
وتقاطعت المصادر حول حيثيات العمل العسكري، ففين حين افادت مصادر ان الغارة نفذت على مقر في مزرعة ببلدة “الهبيط” في ريف إدلب عبر طائرات مروحية، قالت أخرى انها نفذت عبر مقاتلات حربية اثناء إنعقاد إجتماع لقادة “النصرة” في مقر قرب سجن إدلب المركزي وأدت لمقتل ثلة من قادة النصرة.
التعتيم على أسماء القتلى بدا واضحاً، لكن وعلى الرغم من هذا التعتيم، سُرّب أسم المدعو “أبو عمر الكردي” بين القتلى. ويعد هذا الأخير من مؤسسي “النصرة” في سوريا، ومن أدمغة القاعدة التاريخيين اويُعتبر من المؤسّسين السبعة الفعليين للنصرة، بالاضافة إلى وأبو مصعب الفلسطيني، وأبو البراء الأنصاري. في هذا الوقت عتّمت “النصرة” عن مصير زعيمها “الجولاني”. مصادر متعددة تحدثت عن إصابة “الفاتح” في الضربة الجوية. وأوردت مصادر مقربة من جبهة النصرة، بحسب صحيفة الأخبار، ان “الفاتح ابو محمد الجولاني اصيب إصابة متوسطة”.
ونقلت أخرى ان إصابته “خفيفة”. وقال أحدُ المصدرين إنّ «الإصابة طفيفةٌ لأنَ الشيخ الفاتح كانَ على بعد خطوات من الموقع المُستهدف وليس بداخله»، فيما أكّد المصدر الثاني أنّ «إصابة الشيخ متوسطّة الشدّة، ونحمد الله الذي نجّاه». في الوقت نفسه تحفّظت مصادرُ أخرى عن الخوض في أي تفصيل «بانتظار إعلان رسمي يصدر عن قيادة الجبهة». ولاحقاً لذلك، عاود مصدر ثالثٌ مرتبط بـ«النصرة» تأكيد إصابة الجولاني، لكنّه قال لـ«الأخبار» إنّ «الإصابة وقعت قبل يومين خلال معارك الفوج 46 ضدّ حركة حزم». وكانت ضربة نوعية مماثلة من حيث الشكل تقريباً، قد إستهدفت صف قيادة حركة “أحرار الشام” في منطقة ريف إدلب ايضاً، حيث ادى ذلك إلى مقتل جميع قياداتها الاساسية فيما وصف يومها بـ “إبادة حركة الشام”.
التعليقات مغلقة.