استدارة كيري وجودة / ناجي الزعبي
ناجي الزعبي ( الأردن ) الإثنين 9/3/2015 م …
تدرك الولايات المتحدة ان العدو الصهيوني لم يعد معسكرها المتقدم وراس حربة مشروع الهيمنة ونهب ثروات الوطن العربي ، والعالم ،فهو ومنذ عام ٢٠٠٦ يواجه اخفاقات متتالية ، وقد اصبح جسدا واهناً وبات عبئا على المشروع الاستعماري وليس احد اهم دعاماته ، وقد جائت عملية شبعا الاخيرة لتلجم سعار شهوته للدم وتكبح جنوحه المعتاد للعدوان وتحول دون اسناده لجبهة النصرة ومشروع شريطها الحدودي العازل ، ويثبت العجز العسكري المتنامي ،
كما كانت زيارة نتن ياهو الاخيرة دليلا لا يقبل التأويل على العجز الصهيوني ، ذلك ما حمله خطابه في الكونجرس الذي غاب عنه ما يزيد عن ١٥٠ نائبا من الديمقراطيين ، والذي بين به ان الحل العسكري ليس البديل عن الاتفاق الايراني الاميركي النووي . وهي اشارة على العجز العسكري الصهيوني على اداء هذه المهمة وعلى انه لم يبق امام الادارة الاميركية من خيارات سوى توقيع الاتفاق متخطية بذلك توسلات نتن ياهو وعويله ورعبه ، وهذا ايضا مؤشراً على الادراك الاميركي بعدم جدوى التعويل على الكيان الصهيوني كالمعتاد سابقاً .
كما اخذت الادارة الاميركية تدرك عجز السعودية ، منصة مشروعها الاستعماري الثانية ، حيث اثبتت عبر اربع سنوات مضت عجزها في احراز اي تقدم في المؤامرة على سورية برغم المليارات التي اهدرت ، وفشل تخفيض اسعار النفط بالاطاحة باقتصاد الدول المناهضة للمشروع الاستعماري الاميركي واثبتت عجزها حتى في الحفاظ على فنائها الخلفي حيث اطاحت اللجان الشعبية اليمنية بنفوذها وبدور القاعدة والمارينز في اليمن وفتحت البوابات على مصراعيها للنفوذ الايراني والروسي والصيني مستقبلا وبات امتلاكها وسيطرتها على باب المندب يكاد يحكم القبضة الايرانية على الاقليم والبحر الاحمر اضافة للخليج العربي ومضيق هرمز
وقد اصبح النفوذ الايراني ممتدا من اليمن للبحرين للمنطقة السعودية الشرقية الى العراق وسورية وحزب الله والمقاومة الفلسطينية في غزة ، اقليميا ، والعلاقات الاقتصادية مع روسيا , والصين , ودول البريكس , والبا , وحوض الكاريبي دولياً الدول الناهضة والقوى الاقتصادية الهائلة .
لقد تكرست ايران قوة نووية ودولة صناعية تمتلك استقلالها الوطني وارادتها السياسية الحرة وقوة عسكرية هائلة و قدرة على البحث العلمي والتصنيع والتنمية والبناء الوطني وتفعيل دور المرأة والشباب ، واستثمار الموارد والثروات الوطنية ، المحظور اميركيا على دول العالم
ومن هنا وادراكاً من الادارة الاميركية بان تطويع ايران وكسر ارادتها بات في عداد المستحيل , وبان هناك عالم واصطفافات وقوى جديدة تتشكل على غرار محور المقاومة , ودول البريكس ومنظمة شنغهاي والبا الخ , فقد سرعت وتيرة المباحثات حول المفاعلات النووية ، وبات توقيع الاتفاق شبه مبرم , ولن يتخطى نهاية شهر اذار كما يبدو في براغماتية تضع حسابات الربح والخسارة في مقدمة الاعتبارات , ووعيا منها بان القوة العسكرية الهائلة التي تمتلكها مكبلة بقيود تفوق قدرتها على التوظيف ولم تعد قادرة على تركيع العالم وكسر ارادته .
وقد اتت زيارة كيري للسعودية , وجودة لايران ودعوته من طهران لاجراء حوار عربي ايراني ( سبق وان عرضته ايران وذهبت ابعد من ذلك حين عرضت تقديم النفط شبه محاني للاردن دون استحابة اردنية ) رسائل لا تقبل التأويل على الرضوخ الاميركي للواقع الموضوعي وبايعازها للاردن لاتخاذ خطوات في هذا السياق .
الاردن امام مفترق طرق اما المزيد الارتماء في الحضن الصهيوني كاوراق اعتماد واثبات للذات ولجدوى النظام الاردني للمشروع الاميركي ، وهو امر عكس اتجاه السير الاميركي ، مع ما بجابهه هذا النهج من مخاطر على شعبنا الاردني والعربي والخطر المصيري للنظام نفسه ، او وضع مصالح شعبنا الاردني والعربي ومستقبله ومصيره هو نصب عينيه والتوجه شرقاً .
التعليقات مغلقة.