العميد المتقاعد اليساري ناجي الزعبي يوضح أسباب استدارة واشنطن نحو اتفاق للملف النووي مع إيران .. وخياريْ الأردن
الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي ( الأحد ) 8/3/2015 م …
** ناجي الزعبي أمين سر اللجنة التنفيذية لـ تجمع إعلاميون ومثقفون أردنيون لأجل سورية
أكد العميد الأردني المتقاعد ناجي الزعبي ؛ أمين سر اللجنة التنفيذية لـ تجمع إعلاميون ومثقفون أردنيون لأجل سورية ، أن الولايات المتحدة باتت تدرك ان العدو الصهيوني لم يعد معسكرها المتقدم ورأس حربة مشروع الهيمنة ونهب ثروات الوطن العربي والعالم ، فهو ومنذ عام ٢٠٠٦ يواجه اخفاقات متتالية ، وقد اصبح جسدا واهناً وبات عبئا على المشروع الاستعماري وليس احد اهم دعاماته ، وقد أتت عملية شبعا الاخيرة لتلجم سعار شهوته للدم وتكبح جنوحه المعتاد للعدوان وتحول دون اسناده لجبهة النصرة ومشروع شريطها الحدودي العازل ، ويثبت العجز العسكري المتنامي.
ورأى الناشط اليساري ناجي الزعبي ، أن زيارة نتن ياهو الاخيرة لا يقبل التأويل على العجز الصهيوني، ذلك ما حمله خطابه في الكونجرس الذي غاب عنه ما يزيد عن ١٥٠ نائبا من الديمقراطيين ، والذي بين به ان الحل العسكري ليس البديل عن الاتفاق الايراني الاميركي النووي . وهي اشارة على العجز العسكري الصهيوني على اداء هذه المهمة ، وعلى انه لم يبق امام الادارة الاميركية من خيارات سوى توقيع الاتفاق متخطية بذلك توسلات نتن ياهو وعويله ورعبه، وهذا ايضا مؤشراً على الادراك الامريكي بعدم جدوى التعويل على الكيان الصهيوني كالمعتاد سابقاً .
وأوضح ناجي الزعبي ، أن الادارة الامريكية أخذت تدرك أيضاً عجز السعودية ، منصة مشروعها الاستعماري الثانية ، حيث اثبتت عبر4 سنوات مضت عجزها في احراز اي تقدم في المؤامرة على سورية برغم المليارات التي اهدرتها ، وفشل تخفيض اسعار النفط بالاطاحة باقتصاد الدول المناهضة للمشروع الاستعماري الاميركي واثبتت عجزها حتى في الحفاظ على (فنائها) الخلفي حيث اطاحت اللجان الشعبية اليمنية بنفوذها وبدور القاعدة والمارينز في اليمن ، وفتحت البوابات على مصراعيها للنفوذ الايراني والروسي والصيني مستقبلا وبات امتلاكها وسيطرتها على باب المندب يكاد يحكم القبضة الايرانية على الاقليم والبحر الاحمر اضافة للخليج العربي ومضيق هرمز .
مشيراً إلى أن النفوذ الايراني أصبح ممتدا من اليمن للبحرين للمنطقة السعودية الشرقية الى العراق وسورية وحزب الله والمقاومة الفلسطينية في غزة ، اقليميا ، والعلاقات الاقتصادية مع روسيا , والصين, ودول بريكس, والبا , وحوض الكاريبي دولياً، حيث الدول الناهضة والقوى الاقتصادية الهائلة .
ولقد تكرست ايران قوة نووية ودولة صناعية تمتلك استقلالها الوطني وارادتها السياسية الحرة وقوة عسكرية هائلة و قدرة على البحث العلمي والتصنيع والتنمية والبناء الوطني وتفعيل دور المرأة والشباب، واستثمار الموارد والثروات الوطنية.
مبيناً ، أن الإدارة الأمريكية ، باتت تدرك بأن تطويع ايران وكسر ارادتها في عداد المستحيل , وبان هناك عالم واصطفافات وقوى جديدة تتشكل على غرار محور المقاومة, ودول بريكس ومنظمة شنغهاي والبا الخ , فقد سرّعت وتيرة المباحثات حول المفاعلات النووية ، وبات توقيع الاتفاق شبه مبرم, ولن يتخطى نهاية شهر اذار كما يبدو في براغماتية تضع حسابات الربح والخسارة في مقدمة الاعتبارات, ووعيا منها بان القوة العسكرية الهائلة التي تمتلكها مكبلة بقيود تفوق قدرتها على التوظيف ولم تعد قادرة على تركيع العالم وكسر ارادته .
وقد اتت زيارة كيري للسعودية, وجودة لايران ودعوته من طهران لاجراء حوار عربي ايراني ( سبق وان عرضته ايران وذهبت ابعد من ذلك حين عرضت تقديم النفط شبه محاني للاردن دون استجابة اردنية) رسائل لا تقبل التأويل على الرضوخ الاميركي للواقع الموضوعي وبايعازها للاردن لاتخاذ خطوات في هذا السياق .
وخلص ناجي الزعبي ، إلى أن الاردن امام مفترق طرق، فإما المزيد من الارتماء في الحضن الصهيوني كأوراق اعتماد واثبات للذات ولجدوى النظام الاردني للمشروع الاميركي ، وهو امر بات حتى عكس اتجاه السير الاميركي ، مع ما بجابهه هذا النهج من مخاطر مصيرية على شعبنا الاردني والعربي وعلى النظام نفسه، وإما أن يضع الأردن مصالح شعبنا الاردني والعربي ومستقبله ومصيره نصب عينيه والتوجه شرقاً .
التعليقات مغلقة.