أردني فلسطيني .. مسلم مسيحي / رامز ابو يوسف
الأردن العربي
رامز ابو يوسف –
بداية أود إبراز قناعتي لكي لا يذهب القارىء بعيدا في التحليل عن كاتب هذا المقال..أنا مسلم وأعتز جدا بديني الحنيف وسيدي وقدوتي سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم وكذلك أصولي فلسطينية وأعتز ايما إعتزاز بأصولي ومسقط رأس أجدادي وتراب فلسطين عندي أطهر من تراب الدنيا بأكملها . وهنا ابدأ بالقول أن الفترة الأخيرة من عمرالزمن تشهد إنحدارا خطيرا في المفاهيم والقيم والأخلاق والإنتماء الوطني والقومي وخاصة منطقتنا بالشرق الأوسط وعلى الأخص الأردن الحبيب الذي ترى على وجناته علامات التاريخ الذي يشهد حقيقة العلاقة الأردنية الفلسطينية منذ فجر الزمان وقبل أن تتشكل على أرضه أي سلطة حاكمة حيث العشائر المتنقلة بين شرق وغرب النهر دون حواجز تذكر ولاحتى أسماء مرتبطة بالمكان كما نرى الان وكذلك الإرتباط الثوري الذي كان يجمع بين أبناء الأردن وفلسطين فالثورة ضد المحتل لم تكن من مهمات الشعب الفلسطيني فقط بل كانت العشيرة الأردنية من أهم مكونات الثورة الفلسطينية ضد المحتل والشواهد هنا كثيرة من عودة أبو تايه وحسين الطراونة ونمربن عدوان وكايد المفلح وكليب الشريدة ومشخص المجالي ومثيلاتها من نساء ورجال ثورة الهية ولا أقصدهنا فقط الثورة ضد المحتل الصهيوني بل قبلها كانت الأيادي متحدة ضد الإحتلال التركي وبعدها البريطاني والاّن اليهود المحتلين وتتعدد وتتنوع الروايات حول البطولات التي سطرتها الثورة الموحدة بين الشعب الأردني والفلسطيني وها نحن للأسف نرى بدل البناءعلى هذه البنية التحتية المتينة والقوية لدولة مدنية كبيرة تتسع لكل من يعيش على أرضها وتكون موحدة ضد كل من يعاديها فللأسف نرى مزيدا من التفسخ والذي يزرعه مجموعة من مدعي الثقافة والأدب ورغم قلتهم لكن الجعجعة أحيانا تغطي على الكثرة ونرى الانسياب ورائها . ومن ناحية أخرى عند كل منعطف تمر به البلد ترى الأضداد لا تجد حديثا تتكلم به إلا الدين وبالطبع ينساب خلفه العديد من ضعفاء الدين والنفوس ..فإذا كان الدين لله وهو يحاسب من يقصر اتجاهه فلماذا نرى الكثير ينصبون أنفسهم خلفاء له على الأرض فالمسيحي العربي صاحب التاريخ الطويل في الصمودوالنضال لحماية القدس الشريف والحفاظ على عروبة فلسطين والمنطقة فمن هو الذي يجرد هؤلاء من عروبتهم ويتحالف مع العدو الصهيوني في إقتلاعهم من أرضهم التاريخية في الأردن وفلسطين ووجه التاريخ يشهد نضالات الأب مناويل مسلم والمطران عطالله حنا وغيرهم الكثير في فلسطين العربية وللأسف نفس الإنحدار الذي نراه في حقيقة العلاقة الأردنية الفلسطينية نراه بل أسوأ في علاقة المسلم والمسيحي التي بناها الاّباء والأجداد من عهد المناضل المرحوم فارس بيك الخوري وأمثاله الكثير فلماذا نرى هذا الإنزلاق الخطير في العلاقات والوحدة التي كانت تتجلى على هذه الأرض …بإعتقادي أن من يتحدث بهذه اللهجة أويعمل بها ويعبث بالوحدة الوجدانية التي تربط شعوب هذه المنطقة خاصة الأردني والفلسطيني لهو أكبر وأخون من عملاء الموساد الصهيوني الذين يقتلون شعبنا ليلا نهارا وعلينا جميعا محاربته أشد محاربة لأنه يقتل فينا أجمل وجه للعلاقة رسمها التاريخ بقرار من الله عز وجل . بإختصارأنا مسلم وأعتزبإسلامي لكني مستعدا للدفاع بأسناني وأظافري عن كنيسة وصلبان أبناء أمتي العربية المسيحيين وكذلك أصولي فلسطينية وأعتز بها جدا لكني على أتم الإستعداد لفداء أرض الأردن وأخواني من أبناء الأردن بروحي ودمي فأمي وأبي تحت ترابه اّمنين مطمئنين .
نقلاً عن الحياة نيوز
التعليقات مغلقة.