خطأ روسي فادح بالموافقة على القرار الدولي الاخير حول سورية / كاظم نوري الربيعي

 

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الإثنين 9/3/2015 م …

بالرغم من ادراكها وبالملموس ان  سياسة الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات تتسم بالعداء في العالم وتحديدا ضدها  لكن وهذا  الشيئ المستغرب الذي يثير التساؤل  ان روسيا وافقت وهي ترتكب خطا جديدا على قرار  صدر عن مجلس الامن مؤخرا  اعدته واشنطن ورفضته فنزويلا  وكان بالامكان تلافيه  بحكم ” اشارته ” الى الفصل السابع ضد الطرف الذي يستخدم غاز الكلور في سورية  لان تاريخ  الولايات   المتحدة ومن خلال التجارب ملئ   بالمغالطات ” واصبح   بامكان واشنطن الاستناد على فبركة رواية بشانه  وحتى في  اعتماد ” اكاذيب”   وتلفيق ” روايات ” لاحقا  لاتهام سورية الدولة والنظام باستخدام غاز الكلور  دون ان يمس ” من يستخدم غاز الكلور فعلا من الجماعات الارهابية  المدعومة من حلفاء واشنطن في المنطقة .

 هناك اكثر من تجربة  سابقة حدثت في مجلس الامن كان بامكان روسيا افشالها لكنها مررت بطريقة” الالتفاف” والكذب والتلفيق وكان اولها مزاعم  وجود  ” اسلحة الدمار الشامل” في العراق التي فبركتها واشنطن ولندن لتبرير غزو واحتلال العراق عام 2003  وتدميره ثم جاءت احداث ليبيا هي الاخرى التي مررت فيها ” دول الغرب  الاستعماري ” قرارا في مجلس الامن افضى الى التدخل عسكريا وتدمير ليبيا تحت غطاء دولي هي الاخرى.

 صحيح ان بامكان الولايات المتحدة الاقدام على مغامرات عسكرية خارج اطار الامم المتحدة  وهو ما افدمت عليه مرارا لكن الصحيح ايضا ان وقوف  روسيا الى جانب الصين موقفا صارما وواضحا قد يجعل واشنطن تحسب الف حساب او على الاقل يتم  فضحها امام الراي العام العالمي ان هي اقدمت على عمل عسكري بمفردها او جمعت حولها حكومات اوربية “  لتنفيذ كذبتها.

وكم حاولت واشنطن ولندن وباريس خداع الراي العام العالمي بشان اسلحة ” سورية الكيمياوية” وحاولت واشنطن قصف سورية لكن  موسكو بادرت وجرى اتلاف تلك الاسلحة وباتت سورية خالية من مثل هذه  الاسلحة لكن  الولايات المتحدة والغرب يواصل ابتكار الطرق والوسائل للتدخل عسكريا في سورية غير مكتف بما فعله وفعلته انظمة العمالة في المنطقة ضدها وللعام الرابع حيث الدمار والقتل والتخريب ويتواصل هذا المسلسل التدميري في المنطقة ليشمل اضافة الى سورية كلا من العراق واليمن وربما لاحقا دولا اخرى في اطار مشروع  امريكي تدميري في عموم المنطقة  تنفذه ” جماعات ارهابية تدعي الاسلام زورا” وصولا الى تقسيم دولها ” طائفيا ” قوميا” المهم بما يخدم ” اسرائيل ” الا يكفي تصريح رئيس اركان العدو  الصهيوني بان الجماعات المسلحة في  الجولان المحتل وفرت الحماية للكيان الصهيوني ؟؟.

موسكو قطعا خسرت الكثير جراء  تلك المواقف في مجلس الامن فقد خسرت العراق كحليف لها رغم ” ما كان يقال عن نظامه الحاكم السابق وبصرف النظر عن ” دكتاتوريته “  كان بالامكان ازاحة النظام بطرق اخرى كثيرة ليحتفظ العراق ببنيته التحتية وجيشه ودون المساس بهيكلة الدولة التي انهارت منذ عام 2003 ولازالت بعد اكثر من 12 عاما .

كان بامكان روسيا ايضا ان تقف موقفا اكثر  صرامة في الامم المتحدة وهذا لايتطلب ارسال طائرات او بوارج حربية  وذلك  دون ان تسمح بتمرير القرار الاممي من مسالة تدمير ليبيا .

الان لقد ارتكبت روسيا ذات الخطا  الذي خسرت فيه العراق وليبيا في موافقتها على قرار مجلس الامن الاخير الذي يبيح لواشنطن او  حلفائها  الغربيين التدخل عسكريا  في اطار الفصل السابع ضد سورية   وهي تشعر جيدا  اهداف واشنطن ضد روسيا  ومنها اثارة الازمة في اوكرانيا والتوجه ” عسكريا” شرقا الى جانب فرض العقوبات الاقتصادية على  روسيا  كل هذا يعطي موسكو المبررات للوقوف بوجه القرار الدولي الاخير حول استخدام غاز الكلور في سورية لان بامكان الولايات المتحدة وغيرها من الدول الاستعمارية ان تلتف على القرار  وتكذب وتورد الروايات المفتعلة لضرب سورية الدولة  وقد فعلت ذلك مرات عديدة دون ان تطالها القوانين بهدف  تحقيق مصالحها  في المنطقة.

على  روسيا ان لاتواصل  الحديث عن” شركاء غربيين ” لها في  اوربا بعد ان لمست عمليا انهم مجرد اعداء وقد افتضح امرهم اثر الازمة الاوكرانية  وحسنا  فعلت  روسيا عندما ردمت الهوة التي وضعتها الانظمة السابقة في مصر بين القاهرة وموسكو   واعادت الحياة  الى  العلاقات مع مصر كما عليها ان تتحرك نحو ليبيا بصرف النظر عن ” الفريق  حبتر او ان  شانئك هو الابتر” طالما ان واشنطن ولندن ترفض رفع الحظر  عن توريد الاسلحة الى ليبيا كما عليها ان تواصل دعم العراق بعد ان تملصت واشنطن من جميع  الاتفاقات التسليحية لدعم الجيش العراقي في حربه ضد ارهاب  داعش وواشنطن” بما في ذلك  اتفاقية الدفاع   عن العراق الموقعة بين بغداد واشنطن” بعد احتلال العراق.

وعلى موسكو ان تتحرك على اليمن ايضا مستفيدة من العلاقات بين صنعاء وطهران كما عليها ان تتحرك في القارة الافريقية لسحب البساط من واشنطن وعواصم الغرب الاخرى خاصة باريس بعد ان تاكد محاولة هذه العواصم التمدد في القارة الافريقية.

وحسنا فعلت موسكو بتعزيز وجودها في امريكا اللاتينية  لكنها ارتكبت خطا تاريخيا حين وافقت على مشروع قرار امريكي مشبوه يدين ” استخدام غاز الكلور في سورية وهو قرار يستهدف سورية الدولة والحكومة والنظام وسوف ترون لاحقا بعد ان افشلت سورية جيشا وشعبا  وحكومة المخطط التامري في المنطقة مدعوما من قبل واشنطن وعواصم الغرب الاخرى؟؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.