قائد الثورة: يجب الحفاظ على الروح الثورية والدينية في دبلوماسية ايران

السبت 26/8/2017 م …




الأردن العربي – أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران آية الله السيد علي خامنئي بأنه يجب أن تكون للاقتصاد أولوية في أعمال الحكومة، مشدداً على ضرورة الحفاظ على الروح الثورية والدينية في دبلوماسية الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

جاء ذلك في تصريح لسماحة القائد خلال استقباله اليوم السبت رئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة، حيث أكد ضرورة العمل الجهادي والجهد الدؤوب لحل المشاكل المعيشية للمواطنين وقال إن الاقتصاد يجب أن يشكل أولوية لجميع أعضاء الحكومة ومؤسساتها.

وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى أسبوع الحكومة وذكرى استشهاد محمد علي رجائي (رئيس الجمهورية الأسبق) ومحمد باهنر (رئيس الوزراء الأسبق)، اللذين قال إن ذكرهما يأتي دوماً بالذكر الطيب وبالتكريم لخصالهما الشخصية والإدارية مثل “الروح الثورية والإيمان والصدق”، مؤكداً ضرورة أن تشكل شخصيتهما أسوة لأعضاء الحكومة.

وأشاد سماحته بجهود الحكومة السابقة، معرباً عن أمله بأن تؤدي الحكومة الثانية عشرة الحالية مسؤولياتها بعد أن تكتمل بتعيين وزير للطاقة التي أكد أنها تعتبر وزارة مهمة وكذلك لوزارة العلوم التي اعتبرها وزارة أكثر أهمية بكثير.

واعتبر قائد الثورة تشكيل الحكومة الحالية في الموعد المقرر وإنجاز تشكيلها بيسر سواء من حيث إجراء الانتخابات ومراسم التنصيب وأداء القسم ومن ثم التصويت على الثقة، بأنها كانت مهمة جداً وقل نظيرها.. وأضاف: لقد جاء الدور لرئيس الجمهورية والوزراء للمبادرة والعمل.

وأكد سماحته ضرورة الاستفادة القصوى والصحيحة من الزمن خلال فترة المسؤولية الممتدة 4 أعوام للحكومة، وأضاف أن: هذه الفترة ليست قليلة لإنجاز أعمال أساسية.

ووجه قائد الثورة الإسلامية توصيات إلى رئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة، أولها “امتلاك النية الإلهية لخدمة الناس وحل مشاكلهم”.

وفي التوصية الثانية أكد سماحته ضرورة “الروح الجهادية وبذل الجهد المضاعف بلا كلل ومن دون توقع منافع إزاء ذلك” وقال في التوصية الثالثة، إن أعضاء الحكومة فضلاً عن مسؤوليتهم المشتركة في قرارات الحكومة يتوجب عليهم التعاون معا والعمل بروح الفريق الواحد.

وفي جانب آخر أوصى آية الله خامنئي الحكومة بتحمل سماع الصوت المعارض ورفع مستوى الحلم لديهم والترحيب بالنقد والاستفادة منه.

والتوصية الخامسة التي وجهها قائد الثورة كانت “الاتصال الوثيق مع الشعب بهدف إدراك حقائق حياتهم بصورة أفضل” وقال: إن من المفيد والجيد جدا امتلاك قسم فاعل للعلاقات الشعبية والقيام بزيارات للمحافظات.

وفي التوصية السادسة أكد سماحته “ضرورة حفظ وتقوية الروح الشعبية وتجنب الأرستقراطية” وقال في توصيته السابعة: إدعموا وساعدوا الأنشطة الشعبية التي تكون غالبا نابعة من الصميم مثل الأنشطة الثقافية والاقتصادية والخدمية التي تقوم بها مجموعات العمل الجهادي في مجال الإعمار والبناء أو الثقافة.

أما التوصية الثامنة التي وجهها قائد الثورة فكانت “الأخذ بالاعتبار الفاعلية والتدين والثورية والعمل الدؤوب والعمل بروح جهادية عند اختيار المساعدين والمدراء”.

وأكد آية الله خامنئي في توصيته اللاحقة على “المتابعة والإشراف على عمل المجموعة”، وكذلك أكد عاشراً ضرورة “امتلاك برنامج دقيق وعلمي”، داعياً في توصيته الحادية عشرة أعضاء الحكومة للتحلي بروح الشجاعة والإقدام في اتخاذ القرارات والمبادرات والأخذ بنظر الاعتبار الوثائق الأساسية العامة ووثيقة الآفاق المستقبلية والقوانين المصادق عليها من قبل البرلمان.

وأكد سماحته في توصيته الثانية عشرة والأخيرة على الأخذ بنظر الاعتبار الأولويات في كل مجال والتركيز على الأولويات الأساسية.

وفي جانب اخر من تصريحه اعتبر قائد الثورة “الاقتصاد” اولوية البلاد الحقيقية واكد بذل الجهود بلا كلل من قبل المسؤولين لحل مشاكل المواطنين المعيشية ومنها بطالة الشباب وقال، ان الاقتصاد يجب ان يكون اولوية لجميع اعضاء الحكومة ومؤسساتها.

وتابع قائد الثورة الاسلامية، رغم ان وزارات مثل الاقتصاد والصناعة والمناجم والتجارة والجهاد الزراعي مرتبطة مسؤولياتها مباشرة بقضايا مهمة مثل الانتاج وفرص العمل الا ان اقساما اخرى من الحكومة مثل وزارة الخارجية والتربية والتعليم والعلوم والارشاد يمكنها ايضا توفير الارضية والمساعدة في حل المشاكل الاقتصادية.

واضاف، ان الاحصائيات المعلنة في قطاع الاقتصاد تطرح على اسس علمية الا ان هذه الاحصائيات لا تؤشر بصورة كاملة وفي كل مكان الى الوضع الحقيقي للبلاد واوضاع الناس المعيشية لذا هنالك مشكلة ما في هذا الجانب ينبغي معرفتها وحلها.

وقال سماحته، انه وفقا لهذه الاحصائيات، انخفض التضخم من عدة عشرات بالمائة الى اقل من 10 بالمائة ولكن هل ان قدرة المواطنين الشرائية وقيمة العملة الوطنية ارتفعت بنفس القدر؟.

واشار قائد الثورة الى مثال اخر قائلا، ان الاحصائيات المعلنة حول الركود ايضا صحيحة ولكن هنالك الكثير من الوحدات الانتاجية الصغيرة والمتوسطة تعمل باقل من طاقاتها او انها تعطلت وان هذه الحقيقة تشير الى وجود خلل في مكان ما من العمل حيث ينبغي متابعته ومعالجته.

واعتبر آية الله خامنئي مسالة المصارف والاستثمار ونمو السيولة النقدية والتهريب، امورا مهمة في الاقتصاد واضاف، ان المسؤولين في الحكومة الذين لهم علاقة مباشرة بالاقتصاد ينبغي عليهم كفريق منسق اتخاذ القرار والعمل وان يدعمهم الاخرون ايضا.

كما اعتبر تنفيذ سياسات المادة 44 من الدستور من الفصول المهمة للاقتصاد وانتقد عدم تقدم العمل في هذا المجال واضاف، ان السياسات والمشاكل واضحة في الكثير من هذه الامور ويتم اتخاذ قرارات جيدة ايضا الا ان الامور لا تمضي الى الامام جيدا كما ينبغي وان هذه الحقيقة تشير الى ان المشكلة الاساسية كامنة في تنفيذ القرارات.

واكد عدم جدوى تداول المؤسسات والمراكز الاقتصادية من يد الى اخرى في اطار قطاعات الحكومة المختلفة واضاف، انه ينبغي في ظل التنفيذ الصحيح لسياسات المادة 44 ، ان تغير الحكومة الوضع من تولي المسؤولية الى تولي مهمة التنظيم وان تقوم بالاشراف والتنظيم عبر تحديد السبل والسياسات.

واعتبر “التصدي الجاد للفساد الاقتصادي” و”قضية القرى” و”ادارة الواردات والصادرات” و”الاحصاء الارضي” من القضايا الاخرى التي هي بحاجة الى اهتمام خاص واضاف، ان اعمالا انجزت في مجال الاحصاء الارضي للمحافظات ولكن ليس لنا لغاية الان في الاحصاء الارضي لعموم لبلاد وثيقة ينبغي اعداد برنامج زمني لصياغته وتنفيذه.

واشار قائد الثورة الاسلامية الى انشطة لجنة قيادة الاقتصاد المقاوم والقرارات الجيدة التي اتخذتها مضيفا، ان هذه القرارات لم تنفذ جميعها، وان المتوقع هو الاشراف والمتابعة لتحقيق الواجبات المحددة للاجهزة.

واكد آية الله خامنئي ضرورة تغيير التوجه الاقتصادي في البلاد من “الاقتصاد المعتمد على النفط والامتيازات الخاصة للبعض” الى “الاقتصاد المنتج والشعبي” واضاف، انه علينا تخليص الاقتصاد من النفط وان هذا الهدف المهم ممكن تحقيقه في ضوء الامكانيات والطاقات والكوادر البشرية المتوفرة في البلاد مثلما فعلت بعض الدول ذلك من دون النفط.

وفي جانب اخر من حديثه وصف سماحة القائد “حفظ التوجه والروح الثورية والدينية في الدبلوماسية” بالمهم واكد قائلا، انه علينا الفخر بثورتنا في القضايا الدبلوماسية وان نشعر بالعزة في العمل بالثوابت الوطنية اي النابعة من الثورة مثل الصمود في مواجهة الاستكبار ومقارعة الظلم ومناهضة نظام الهيمنة.

واضاف، ان الالتزام بالمواقف والثوابت الثورية يؤدي الى التميز وكسب احترام الاخرين، علما بان هذا العمل لا يتنافى مع الاستفادة من حالات المرونة وتعقيدات وايحاءات فن الدبلوماسية.

ومن النقاط الاخرى التي نوه اليها سماحته في مجال السياسة الخارجية “فتح مظلة الدبلوماسية على العالم كله” و”عدم التركيز على العلاقات مع عدد محدود من الدول”، واضاف، انه ينبغي العمل في المجال الدبلوماسي بصورة قوية وسريعة ويقظة ووفقا لاحدث التطورات، وان تعملوا بفضل الله تعالى في المستقبل ايضا مثلما تقدمتم لغاية الان ووقفتم بوجه الاعداء.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.