من هم على “طاولة الكبار”.. فأين الاردن ؟ / عبدالحفيظ ابوقاعود

 

عبدالحفيظ ابوقاعود* ( الأردن ) الثلاثاء 10/3/2015 م …

* صحافي ومحلل سياسي

دعوة” سيد المقاومه “فلنذهب معاً إلى سوريا” ستبقى بلا جواب في الداخل اللبناني أولا،وكذلك في المحيط والجوار والخارج ولدى منظومة التحالف الامني الاقليمي ثانيا . وهذا وضع طبيعي ومنطقي، لان الرفض يأتي من داخل الاصطفافات والمحاور. فلكل فريق طريقته الخاصه المرتبطه بمصالحه الحيويه في مواجهة “الدواعش”، وكما العالم ينقسم في مواجهة ومقاتلة ألدواعش»، كذلك ينقسم الارادنه .

فالاغلبيه  الساحقه من الارادنه مع النسق في الحرب لمواجهة المشروع التكفيري الارهابي،والاقليه منهم مع “الدواعش”منهم ؛”الاخوان والسلفيين” والمضللين . قد يلتقي الفريقان على تفاهم مرحلي، لمواجهة المشروع التكفيري،مع إبقاء خطوط التباين واضحة بين الفريقين.ولا يعد ذلك غريباً. فنادراً جداً ما توحد الارادنه ضد عدو واحد، الا في احداث ايلول عام 1970. لكن الأهم في الامر من يلتقط الرساله من دعودة “سيد المقاومه” ودلالاتها ؛من يدعى الى “طاولة الكبار” كي يكون شريكاً في صناعة المستقبل للامه والمله ،أو في إعادة تركيب هذا  المستقبل للعالم لقرن من الزمان عل الاقل ،ومن يتخلف عنها ،ليكون من الخوالف من الاعراب وألغياب عن قسمة الغنائم و اقتسام النفوذ في الاقليم.

ماذا يعني تفاوض (5+1 ) مع الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه حول مستقبل العالم عبر البرنامج النووي السلمي الايراني ؟!!!، هل هو الاعتراف الضمني بالدور المحوري لها في الاقليم والمنطقه ، بعد التحول من ولاية الفقيه الى ولاية الامر في الشرق .فكانت دعوة “سيد المقاومه”  الاستباقيه لتدبر الامة امرها في صياغة المستقبل  على طاولة الكبارفي زمن التكتلات الدوليه الكبرى؟!!!.ولماذا دعودة  “سيد المقاومه ” الى الذهاب الى سوريه الاسد في هذه المرحله التاريخيه ؟!!!، هل أصبحت سوريه الاسد بيكارالعالم حتى يتحدد مستقبل الدنيا بانتصارها الاستراتيجي ،الذي يصنعه مجاهدو محورالمقاومة في الجبهه الجنوبيه ؛ القنيطره – درعا ؟!!!.وهل من المبكر الاعلان عن الحسم الاستراتيجي لسحق المجموعات التكفيريه الارهابية في درعا – الجولان الى الاعلان عن انجاز الاتفاق مع ايران حول برنامجها النووي السلمي ؟!!! .

لقد تعاملت ادارة اوباما  والغرب المتصهين مع الدوله الوطنيه السوريه ، على أنها دولة فاشلة وخاسرة، يتقرر مصيرها بالحرب الكونيه عليها خلال شهر او بضعه شهور،وبالنسبة للرئيس اوباما، سوريه ،هي ؛ إحدى غنائم حرب سهلة رسمت سيناريوهاتها في واشنطن وتل ابيب . لكن جرت الرياح بما لاتشتهي سفن الولايات المتحده الامريكيه وإسرائيل ،لان اعداء سوريه  تناسوا  ان الرئيس الاسد من طينة القادة العظام التي تصنع التاريخ بالرهان على “المستحيل”في مواجهة االمشروع  التكفيري الارهابي . حيث صارلديه  المستحيل ممكناً ، فأصبحت دمشق بيكار الدنيا بأسرها ويقرر الجيش العربي السوري الحسم الاستراتيجي في المواجهه الكونيه على سوريه .

لقد كبرت تضحيات الجيش العربي السوري  والمنظومه السياسيه والامنيه بقيادته المجاهدة وعظم شأنه في الصمود الاسطوري.فالمواجهه الاسطوريه لمحور المقاومه  سحقت المجموعات التكفيريه الارهابيه ، وصمود الاسد في عرينه في دمشق القلعه حرك الوجدان القومي في اعادة النظر في الاصطفافات والمحاور،في حين توجهت المجموعات التكفيريه الارهابيه إلى التحالف العلني مع إسرائيل لتفتيت سوريه خدمة للمشروع الصهيوني في فلسطين المحتله.

كبرمحور المقاومة وعظم شأنه وبات يشكل ثقلاً ميدانياً يحسب له ألف حساب. فإلانزال إلايراني العسكري  في الجبهه االجنوبيه “درعا- الجولان” شكل جهدا مساندا افتتاحيا يقوم به محور المقاومة في إحياء الجبهة الشرقيه : درعا – الجولان  بالالتحام العضوي مع جحافل الجيس السوري … و يدور الزمن دورته وتلوح في الافق من دمشق القلعه إنتصارمحورالمقاومةالعربي الاسلامي ، ويتمكن الرئيس لاسد بما يمتلك من اعمدة الزعامه والشعبيه بالداخل والخارج،ومن ثقل دولي واقليمي في تقريرمصير سوريه ومستقبلها السياسي، لتكون على “طاولة الكبار”عبر الحليف الايراني لاقتسام الغنائم ورسم المستقبل للامه والمله ، تلك كانت دوربوتين واوباما وروحاني ووقادة مجموعة البريكس.

كانت جحافل الجيش العربي السوري  ومجاهدو”محور المقاومه”  الوسيلة الوحيدة لإنقاذ سوريه من خطر مؤامرة التفتيت  والإلحاق بالسيد الأميركي.فالتاريخ يسجل ما يؤكد القاعدة التي تحدث “سيد المقاومه ” عنها.  وعلى “طاولة الكبار”المنتصرين ، يتخذ القرار. وبطاقة العبور إلى “الطاولة”، ممهورة بما لدى كل فريق من قوة في الميدان.واوراق تفاوضيه ،هذا منطق الحروب وما بعدها، الاردن نموذجاً: الاستقرار الامني والسياسي في  ألاردن ما بعد ايلول 1970. هل هذا دليل كافٍ؟!!!.

لقد حدث في تاريخ العرب الحديث ما يثبت صحة هذه القاعدة: بعد حروب العراق المدبرة والمتعددة والعبثية، فقد أقدم الاحتلال الأميركي على تدمير العراق وإعادة تشكيله سياسيا واجتماعيا عبر اطلق عليه بالعمليه السياسيه “اتفاق اربيل “2004 ،الذي ارسى المحاصصه الطائفيه والمذهبيه والاثنيه ،بعد حل الجيش العراقي واجتثاث البعث ،لتغرق العراق في حروب اهليه مدمرة تهدد مستقبله السياسي الى حين الانتقال الى التناوب السلمي على السلطه في نظام رئاسي لدوله مدنيه ديمقراطيه والغاء المحاصصة الطائفيه العرقيه .فيما مصرغارقة في ما وراء سيناء،لتغيب عن “طاولة الكبار”، ومشيخات دول الخليج مغتبطة بتفتيت ارض الرافدين وبلاد الشام وتدميرارض الكنانه .

الخلاصة والاستنساج؛

دعوة الامين العام لحزب الله العرب  ليكونوا فاعلين في ميدان المواجهة مع المشروع التكفيري الارهابي ،وبالانضمام الى محور الاقوياءبالذهاب الى سوريه ا لاسد بيكار العالم لصياغة مستقبل العالم .

ان التحالف الاستراتيجي  الإيراني  السوري ،هو؛ المؤهل لولاية الامر في الشرق .لان المنطقة العربية التي استقرت بعد “سايكس ـــ بيكو” و “وعد بلفور”، باتت في النزع الأخيرمن فصول المؤامرة الكونية على سوريه ،بعد فشل مشروع الشرق الاوسط الجديد لديمومة المشروع الصهيوني في فلسطين المحتله. 

الحروب المشتعلة في المنطقة، والمؤهلة لإحراقها بكاملها، تنبئ بأن خرائط جديدة وكيانات جديدة ،قد تنشأ في الاقليم ،بعد أن تكون الحروب المتناسلة قد قضت على سلالات  “سايكس ـــ بيكو”؛ وعد بلفور ووعد اوسلو. لكن المنخرط في الصراع يبني استراتيجته على “القاعدة الذهبيه ” التي تقول .. أن هذ1الطرف او ذاك مستمر في الصراع ،بهدف الانتصاروكسب الغنائم، والتأهل للحظة التاريخيه حتى يكون حاضرا على”طاولة الكبار”،وإن لم يتحقق له ذلك، يتقررمصيره ومستقبله السياسي ضمن مناطق النفوذعلى الطاوله ذاتها.

دعوة”سيدالمقاومه ” للانخراط الميداني في مواجهة المشروع التكفيري الارهابي بالتنسيق مع سوريه الاسد ،تفهم على شكل مزدوج: المشاركة في قطف ثمارالانتصارالاستراتيجي للجيش العربي السوري ومحور المقاومه ،أم المشاركة في صناعة “التسوية ” ورسم الخرائط  الجديده للمنطقه والاقليم على طاولة الكبار!!!.

لقد راهنت دولا وجماعات على فرضية تنحي الرئيس الاسد خلال شهر اوشهور،وبنت الحسابات في الاصطفاف والتحالفات على هذا الافتراض المبني على وهم قاتل،وبقي الاسد في عرينه سنوات ولسنوات مقبله، وأعاد الشعب السوري انتخابه لولاية رئاسيه ثالثة في انتخابات عامه اذهلت العالم .لان المنظومة السياسيه والامنيه للنسق السوري بقيت متماسكه تدير معاركها االسياسيه والعسكرية وألاعلامية بفاعليه لمواجهة المجموعات التكفيريه المسلحة وفق الاستراتيجية القتاليه الدفاعيه لمحور المقاومة ىالانتصارعلى المشروع التكفيري الارهابي ،وارساء قواعد تحالف دولي مساند بقيادة روسيا لاقامة نظام دولي متعدد الاقطاب والثقافات.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.