الملك عبد الله الثاني يتحدث امام البرلمان الأوروبي : حماية المجتمعات، تتطلب أكثر من مجرد تدابير أمنية

 

الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي ( الثلاثاء ) 10/3/2015 م …

** العالم يواجه إرهابيين يحملون أطماعاً لا تعرف رحمة، وليس دافعهم الإيمان، بل شهوة السلطة؛  القائمة على تمزيق البلدان والمجتمعات وإشعال النزاعات الطائفية، والإمعان بإنزال الأذى والمعاناة بالعالم أجمع

** التطرف تهديد عالمي، وأثره لا ينحصر في سورية والعراق فقط، إذ طال عدوانه ليبيا واليمن وسيناء ومالي ونيجيريا والقرن الإفريقي وآسيا والأميركيتين واستراليا واوروبا

** اوروبا شريك حيوي في حسم الصراع وفي سد منافذ الدعم للإرهابيين وإحباط وهزيمة مخططاتهم الشريرة

** قبل أكثر من ألف سنة على اتفاقيات جنيف، كان الجنود المسلمون يؤمرون بألا يقتلوا طفلا أو امرأة، أو شيخاً طاعنا في السن، وألا يقطعوا شجرة، وألا يؤذوا راهبا، وألا يمسوا كنيسة

** المسيحيون العرب جزء لا يتجزأ من ماضي منطقتنا وحاضرها ومستقبلها

** لماذا لا يدافع العالم عن حقوق الشعب الفلسطيني  . . هذا الفشل يبعث برسالة خطيرة، يؤدي إلى تآكل الثقة بالقانون والمجتمع الدولي، ويهدد ركائز السلام العالمي .. فالتطرف يتغذى على انعدام الأمن الاقتصادي والإقصاء

قال الملك عبدالله الثاني في خطاب ألقاه اليوم ؛ الثلاثاء10 آذار 2015 ، أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ  ، أن ، وعلى الإنسانية أن تسلّح نفسها بالأفكار والمبادئ، وبالعدل، وإشراك الجميع اقتصاديا واجتماعيا”.

وأضاف الملك ، أن العالم يواجه إرهابيين يحملون أطماعاً لا تعرف أي رحمة، وليس دافعهم الإيمان، بل شهوة السلطة؛  القائمة على تمزيق البلدان والمجتمعات وإشعال النزاعات الطائفية، والإمعان بإنزال الأذى والمعاناة بالعالم أجمع.

واليوم تكتسب هذه التحديات أهمية خاصة، حيث يواجه عالمنا عدوانا من إرهابيين يحملون أطماعاً لا تعرف أي رحمة. ليس دافعهم الإيمان، بل شهوة السلطة؛ السلطة التي يسعون إليها عبر تمزيق البلدان والمجتمعات بإشعال النزاعات الطائفية، والإمعان بإنزال الأذى والمعاناة بالعالم أجمع.

وقال أن ( معركتنا ومعنا دول عربية وإسلامية،  الدفاع ليس فقط عن شعوبنا، بل عن ديننا الحنيف. فهذه معركة على الدول الإسلامية ، تصدرها أولا، فهي – قبل كل شيء – حرب الإسلام.

واعتبر عبد الله الثاني ، ان التطرف على حقيقته، هو تهديد عالمي، وأثره لا ينحصر في سورية والعراق فقط، إذ طال عدوانه ليبيا واليمن وسيناء ومالي ونيجيريا والقرن الإفريقي وآسيا والأميركيتين واستراليا واوروبا .

وفي أوروبا هناك من يتذكر الويلات التي ضربت هذه القارة في أواخر الثلاثينيات، والحرب العالمية التي تلتها، والتي أشعلتها أيديولوجية عدوانية توسعية، قائمة على الكراهية وازدراء الإنسانية. فأصبحت الحرب في أوروبا وقتها حرب العالم كله. إننا اليوم نخوض حربا مماثلة، ضد أيديولوجية توسعية تتغذى على الكراهية، وترتكب القتل باسم الله تعالى والدين لتبرير شرور لا يقبل بها أي دين. إنها بلا شك حرب ضد إرهابيين ينتهكون قيم الإسلام والإنسانية.

وتحدث الملك عن دور أوروبي حيوي وشريك في حسم هذا الصراع. وفي سد منافذ الدعم للإرهابيين وإحباط وهزيمة مخططاتهم الشريرة.. إن التاريخ والجغرافيا والمستقبل المشترك يربطنا. ولن ندع أحدا يفرق بيننا. ومعا يمكننا بناء ركائز الاحترام المتبادل التي من شأنها ضمان المنفعة المشتركة للأجيال القادمة.

ودعا الملك إلى تعزيز مصادر القوة ( التي تجمعنا ) الاحترام المتبادل ، وأن نزرع في شبابنا خصوصا القيم التي ترفض العنف وتصنع السلام وتبني المجتمع الذي يحتضن الجميع بلا تفرقة.

وأورد عبد الله الثاني 3 مجالات هي التواصل، الحقيقي الإيجابي، بين الأديان وإشراك الناس في هذا الجهد من داخل المجتمعات التي يعيشون فيها.. والحوار القائم على الاحترام ؛ الذي تقوم عليه جميع المجتمعات، أما التعدي على الآخرين وعزلهم وإهانة الشعوب وأديانها ومعتقداتها وشعورها الديني، فهي انتكاسة للمجتمعات.

ولفت الملك ، إلى أنه وقبل أكثر من ألف سنة على اتفاقيات جنيف، كان الجنود المسلمون يؤمرون بألا يقتلوا طفلا أو امرأة، أو شيخاً طاعنا في السن، وألا يقطعوا شجرة، وألا يؤذوا راهبا، وألا يمسوا كنيسة. وهذه هي قيم الإسلام التي تربينا عليها وتعلمناها صغارا في المدرسة، وهي ألا تدنس أماكن العبادة من مساجد، وكنائس، ومعابد.. أما أولئك الخوارج من الإرهابيين الخارجين عن تعاليم الإسلام، والذين ينكرون هذه الثوابت فهم مجرد نقطة في بحر المؤمنين، المكوّن من 6ر1 مليار مسلم في مختلف أنحاء العالم. وفي الواقع، فإن هؤلاء الإرهابيين قد جعلوا من المسلمين في العالم هدفهم الأول، لكننا لن نسمح لهم باختطاف ديننا الحنيف.

ومؤكدا أن المسيحيين العرب جزء لا يتجزأ من ماضي منطقتنا وحاضرها ومستقبلها.

وتساءل عبد الله الثاني ، لماذا لا يدافع العالم عن حقوق الشعب الفلسطيني؟ فمرة تلو الأخرى، تنتكس عملية السلام لتتوقف وتتجمد. واسمحوا لي أن أصف لكم الوضع القائم على حقيقته: فهناك تزايد في بناء المستوطنات الإسرائيلية، وتراجع في احترام حقوق الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال.

مبينا أن هذا الفشل يبعث برسالة خطيرة، يؤدي إلى تآكل الثقة بالقانون والمجتمع الدولي، ويهدد ركائز السلام العالمي، أي حل الصراعات بالوسائل السياسية والسلمية، وليس بالقوة أو العنف. كما أن هذا الفشل يمنح المتطرفين حجة تساعدهم على حشد الدعم والتأييد، ذلك أنهم يستغلون الظلم والصراع، الذي طال أمده، لبناء الشرعية وتجنيد المقاتلين الأجانب في جميع أنحاء أوروبا والعالم.

محذراً من ان هذا الصراع المستمر سوف يولد مزيدا من الكراهية والعنف والإرهاب في جميع أنحاء العالم. وعليه، فكيف يمكننا خوض هذه المعركة الأيديولوجية ضد الإرهاب دون أن نرسم مسار التحرك إلى الأمام، أي نحو تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟ وهنا، يجب على بلداننا أن توحد جهودها، ورسم الطريق التي ستقودنا إلى تسوية شاملة نهائية.

داعياً لما أسماه الملك ، بناء الأمل. فالتطرف يتغذى على انعدام الأمن الاقتصادي والإقصاء. ومن أجل إيجاد مزيد من الشركاء في بناء السلام العالمي، تحتاج الشعوب إلى فرص لتحقيق إمكاناتها وبناء حياة كريمة. فتمكين الناس أقوى رسالة تعبر عن الاحترام.

مشيراً إلى ان الأردن يثمن ( شراكتنا الراسخة ) معكم ومع دولكم. ونحن عازمون، بدعمكم، على العمل معاً لتحقيق مستويات متقدمة من الشراكة.

وقال ( بلدي الصغير، الأردن، أضحى الآن ثالث أكبر مضيف للاجئين في العالم. ونقدّر عاليا جهد كل أولئك الذين يعينوننا في أداء هذه المسؤولية الدولية ).

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.