وزارة التربية: نافذة سورية الى التوعية من مخلفات الحرب / د.خيام الزعبي

 

د.خيام الزعبي ( سورية ) الأربعاء 11/3/2015 م …

من حق كل شخص أن يعيش في بيئة آمنة ومستقرة … حياتك أغلى من 1كغم ألمنيوم أو نحاس أو بيع رصاص لذلك لا تقترب، لا تلمس أي جسم غريب … وبلغ الجهات المختصة فوراً، فالألغام في أي مكان وجدت فهي معيقة للتنمية والحياة المختلفة للإنسان والحيوان وهي تشكل خطراً حقيقياً في سورية خاصة وأنها إنتشرت بصورة كبيرة نسبة الى أنها أحدى أدوات الحرب للحركات المسلحة بجانب الصراعات التي دارت في سورية والمحيط الإقليمي أيضاً كان لها أثر كبير في إزديادها.

دفع أطفال سورية ثمناً باهظاً لتكلفة الحرب في بلادهم، هي حرب لا يحملون بالتأكيد ذنوبها، ولا يعرفون مغزاها، ولكنهم حتماً أكبر ضحاياها، ولأن عجلة الحياة يجب أن تدور، شهدت وزارة التربية في سورية تطوراً جديداً من الناحية العلمية والتعليمية والتوعوية أيضاً، وفي خطوة فريدة من نوعها، اتجهت الوزارة إلى الإستعانة بالكوادر والكفاءات العلمية لتحسين نظم جمع المعلومات والبيانات وتعزيز القنوات والوسائل الحالية وتطوير نظام مراقبة حوادث المخلفات المتفجرة وتقوية آلية التنسيق على المستويين الوطني والمحلي بمشاركة المجتمعات المتأثرة بها والجهات الوطنية والمحلية المعنية ودمج التوعية حول المخاطر ضمن الأنظمة التعليمية وغيرها من النشاطات، للمساهمة في البرنامج الوطني الوقائي للطلاب والأساتذة، وتقديم النصائح التوعوية اللازمة وتوعيتهم بالأضرار الناجمة عن مخاطر الألغام والمخلفات الحربية المتفجرة، بذلك تتبع الوزارة بجميع مديرياتها في المحافظات أنماطاً جديدة في العملية التربوية تتلاءم مع متطلبات المرحلة الراهنة والظروف التي تعيشها سورية جراء الحرب التي تتعرض لها.

إن سورية ستنهض من الحرب الحالية أكثر عزيمة في مواجهة الدمار والخراب، وإن الحرب التي تواجهها فرضت على السوريين أنماط عمل جديدة تحقيقاً لمتابعة العملية التربوية و بناء الإنسان علماً ووعياً، ومن ذلك زيادة وعيه بمخلفات الأزمة من الذخائر والمتفجرات والألغام التي يمكن أن تبقى بعد صمت هذه الحرب الى الأبد، هكذا، يستمر قطاع التعليم في سورية بتحقيق إنجازات يومية، بقدرته على الصمود والتكيّف مع مآسي الصراع، بهذه العبارات أفتتح الوزير الوز فاعليات الورش المحلية للتوعية من مخاطر المخلفات المتفجرة في المجتمع السوري بكافة شرائحه، حيث إنطلقت هذه الحملة منذ بداية العدوان على سورية ومازالت مستمرة حتى الآن.

الهدف من ورش التوعية من مخاطر الألغام المخلفات الحربية المتفجرة: الحد من حدوث الكثير من الحوادث بسبب المخلفات الحربية المتفجرة، بالرغم من وعي المجتمع ومعرفته بخطورة هذه المخلفات، وتأتي أهميتها نتيجة الآثار الكارثية التي تركتها الأزمة على الصعيدين الإنساني والمادي ولا سيما إضطرار السوريين الى ترك مناطقهم، بالإضافة الى إستخدام الأسلحة والعبوات الناسفة والهاون بشكل عشوائي مما جعل التنمية الإقتصادية مهددة لصعوبة الوصول الى المناطق الزراعية والصناعية، لذلك صُمم هذا التدريب لكي يتمكن المعلمين والمعلمات ونواب مدراء المدارس من تثقيف الطلبة وزيادة وعيهم حول الذخائر غير المنفجر، وقد تضمن التدريب عدة جوانب بما فيها التوعية بمخاطر الذخائر غير المنفجرة والألغام، تأثير الإصابات الناجمة عن الذخائر غير المنفجرة على الأفراد والمجتمعات، تمييز السلوكيات الخطرة، وتثقيف الطلبة حول كيفية التصرف في حال مصادفة هذه الذخائر، ويحذر هذا التدريب من خطر زيادة أعداد الأطفال واليافعين في سورية الذين ينخرطون في سلوكيات خطرة تتعلق بالذخائر غير المنفجرة، مثل جمع الخردة لإعادة بيعها وجمع هذه المواد كتذكارات.

في إطار ذلك تعد أنشطة وزارة التربية وشركاؤها جزءاً أساسياً لا يتجزأ من قطاع أوسع يسمى “مكافحة الألغام”، إذ تدعم حالياً مشاريع التوعية بمخاطر الألغام/المتفجرات المخلفة من الحرب في حالات الطوارئ وعلى المدى الطويل، كما تعمل أيضاً على عدة قطاعات لدمج رسائل التوعية من مخاطر الألغام في النظم التعليمية عن طريق توفير الدعم التقني لجميع مديراتها في محافظات القطر، وتعريف المشاركين على أحدث ما توصل إليه العالم من تقنيات وأساليب حديثة للكشف عن الألغام وإزالتها، وإنطلاقاً من ذلك تضطلع وزارة التربية ضمن منظومة وزارة الدفاع بجهود جبارة في مكافحة الألغام ومخلفات الحرب وبمجهودات وطنية بجانب توعية المواطنين بكيفية تفادي الألغام في جميع أنحاء البلاد ومساعدة الضحايا، من خلال قاعدة معلومات وتدريب وتأهيل كوادر للقيام بدور مميز في توعية الشباب بالأخطار المحيطة بهم، وقد إستطاعت الوزارة خلال مسيرتها في هذا المجال تحقيق العديد من الإنجازات ولا تزال تواصل عملها لإعلان سورية  خالية من الألغام ومخلفات الحرب، وذلك لإنشاء جيل متعلم وواعٍ يستطيع مواجهة الحياة بكل ما فيها من العقبات التي قد يصادفها في مشوار حياته.

مجملاً…رغم كل ما تعرض له قطاع التربية من تخريب وسرقة، فإن وزارة التربية ترفض أن تقف مكتوفة اليدين، لذلك تعمل على إستبدال همجية التخلف والبغض والكراهية  التي يحاول زرعها الحاقدون على سورية بالعلم والوفاء والمحبة لنرسم فيها مستقبلنا المشرق ونخطط في ثناياها ملامح قادمنا الجميل  في سورية، فسورية ستبقى على الدوام صامدة بفضل محبة والتفاف الشباب حولها، كونهم أكّدوا للعالم أجمع على أنهم سوريون بإنتمائهم وقيمهم، ويجري في عروقه حب سورية وكرامتها والدفاع عنها.

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.