موسكو ادركت ان واشنطن تستغل اي ازمة لمحاصرتها / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الخميس 7/9/2017 م …
منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 وحتى الان كانت واشنطن ولازالت سواء كان الجالس في البيت الابيض ” جمهوربا ام ديمقراطيا” تخطط لمحاصرة روسيا بالرغم من ان الاخيرة كانت تشعر بذلك لكنها سلكت الاساليب والطرق الدبلوماسية والقانونية مع الولايات المتحدة في اطار ما نصت عليه المواثيق الدولية التي اعقبت تاسيس ” عصبة الامم” ثم الامم المتحدة لتجنيب العالم حربا كونية جديدة بعد ان وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها بهزيمة المانيا الهتلرية ودول المحور عام 1945 معتقدة ان ذلك ربما يحقق تقدما في العلاقات بين الشرق والغرب .
وكانت تطلق عليها ” مسمى شركاؤنا” سواء كانت تعني واشنطن ام عواصم الغرب الاخرى واذا بهؤلاء الشركاء لاحقا وبمرور الزمن ” مجرد اعداء” وبامتياز.
الازمة السورية وما سبقها من اساليب وطرق تدمير للعراق وليبيا كما هو معروف كشفت الوجه القبيح للغرب الذي تعامل معها بالطرق والاساليب التي اوصلت المنطقة برمتها الى يومنا الحاضر بتنسيق مع انظمة مجاورة وقريبة من سورية والعراق تخدم في سياستها المخططات الاقليمية الامريكية والاسرائيلية التدميرية.
وحتى دوليا لان هذه المشاريع والمخططات التي يبذخون عليها المليارات من الدولارات تصب في خانة محاولة التفرد الامريكي بالقرار الدولي وذلك باستغلال المنبر الاممي لمثل هذا المخططات ابشع استغلال مما اضطر موسكو بالتصدي لذلك ولو ان التصدي الذي اقتصر على اروقة مجلس الامن جاء متاخرا بعد ضياع ليبيا وقبلها العراق والتكلفة الباهظة التي تدفعها الان موسكو عسكريا وحتى بشريا من اجل عدم تكرار تجربة العراق وليبيا في سورية او غيرها من الدول التي لاتروق سياستها للعم سام .
موسكو شعرت بان الازمة الكورية وما سبقها في اوكرانيا هي الاخرى لاتخرج عن اطار محاولة استغلال ذلك من اجل التوسع الامريكي شرقا والذي بدا مع توسع حلف شمال الاطلسي ناتو العدواني لتضييق الخناق على روسيا ومحاصرتها تحت ذرائع كاذبة .
والتلويح بالتنصل من اتفاقيات ثنائية مع موسكو تتعلق بالاسلحة النووية والصواريخ متوسطة المدى الحاملة لتلك الاسلحة مثل منظومة ” ثاد” التي جرى نصب منظومات منها في الاراضي الكورية الجنوبية وحتى اليابان مستغلة ” مناكفات” بيونغ يانغ” التي كانت مجرد ردود فعل على التصرفات الامريكية المنافية للاعراف الدولية كل ذلك يدخل في اطار المخطط الغربي المناهض لروسيا.
التحذير الروسي من خطر المواجهة المسلحة في شبه الجزبرة الكورية الذي ورد على لسان تائب وزير الخارجية الروسي ايغور مورغولوف والذي اكد ان الوضع في شبه الجزيرة الكورية بلغ حدا غير مسبوق من خطر المواجهة المسلحة التي تنذر باثار كارثة لايمكن تصورها وذلك في تلميح الى امكانية استخدام اسلحة نووية خاصة وهناك تجربة ” اجرامية” نفذتها واشنطن عندما قصفت هيروشيما وناغازاكي بالسلاح النووي خلال الحرب العالمية الثانية لكن هذه المرة المستهدف من قبل واشنطن هي ” كورية الديمقراطية ” التي لن ترد على اي عدوان نووي امريكي الا بالمثل ولن ترمى ” حجرا” بوجه قادة البنتاغون وجنودهم مثلما ستتعرض كورية الجنوبية هي الاخرى لضربات نووية من بيونغ يانغ وكذلك اليابان.
ولا نظن ان ذلك بخاف على واشنطن التي تلوح بالضربة النووية او انها ساذجة الى الحد الذي لاتدرك فيه ان الصين المجاورة وروسيا سوف تتاثران بحرب من هذا النمط تندلع عند حدودهما وسوف يلزمان الصمت على دمار يشمل اراضيهما.
الرئيس الروسي بوتين نفسه اكد عدم جدوى الاساليب الامريكية في التعامل مع بيونغ يانغ حين اورد العراق كمثال على الاسلوب الامريكي الكاذب الذي اضحى درسا للقيادة في كورية الديمقراطية بعدم الثقة بالولايات المتحدة التي تسعى الى غزو وتدمير البلاد مثلما حصل في العراق عام 2003 بذريعة وجود اسلحة دمار شامل.
هذا السيناريو الامريكي التدميري لم يعد يصدقه احد واصبح من غير المنطقي القبول به سواء من قبل بيونغ يانغ او بكين او موسكو حين تحاول واشنطن تحميلهما مسؤولية عدم الضغط على كورية الديمقراطية للخضوع للارداة الغربية.
مورغولوف نائب وزير الخارجية الروسي اكد ايضا “وصل الوضع في شبه الجزيرة الكورية إلى حد غير مسبوق من خطر المواجهة المسلحة التي تنذر بآثار كارثية لا يمكن تصورها، وذلك نتيجة لتجارب كوريا الديمقراطية النووية المتكررة، وبسبب تعزيز الحضور العسكري الأمريكي في المنطقة، ونشر واشنطن منظومات الدفاع الجوي، إضافة إلى المناورات الخطرة ولهجة التصعيد التي يتبناها الجانبان.”.
وشدد على الحاجة إلى تنسيق مشترك وشامل لنزع فتيل التوتر في شبه الجزيرة الكورية بما يخدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي بحذافيرها “.
والمح الى ان “ما يتعلق بتضييق الخناق على بيونغ يانغ وحصارها، فإن برنامجها النووي والصاروخي حينها، سوف يكون آخر ما قد تتخلى عنه.
وامام هذا المشهد الخطيرتواصل واشنطن نهجها العدواني وحاولة الضغط على طرف مهم ورئيس في المعادلة بشبه القارة الكورية متمثلا في العقوبات الاقتصادية او ” الحرب الدبلوماسية” ضد موسكو والتي شملت الاستحواذ على مقرات تابعة للبعثة الدبلوماسية الروسية في مدن امريكية عديدة في سابقة خطيرة هي الاولى من نوعها خلافا للاعراف والمواثيق الدولية فضلا عن التصعيد العسكري غير ابه بالنتائج الكارثية التي ستنعكس غلى الوضع الدولي عموما.
التعليقات مغلقة.