استغاثة النصرة والجيش الحر باسرائيل أكدت خيانتهم.. الجيش السوري يفشل مخططات اسرائيل في منطقة الجولان

 

 

الأردن العربي ( الأربعاء ) 11/3/2015 م …

  * تنظيف الجنوب السوري من الارهابيين هي مجرد مسألة وقت

تلقى رئيس وزراء اسرائيل، بنيامين نتنياهو، عدة اتصالات هاتفية من ميندي الصفدي، وكانت حول توصيل رسالة من المعارضة المسلحة في سورية الى اسرائيل تطالبها بالتدخل العسكري لانقاذ المسلحين المتواجدين على حدود الجولان السوري المحتل من الهجوم العسكري الشامل الذي بدأه الجيش العربي السوري لتحرير المنطقة من هؤلاء الارهابيين.

وقال الصفدي ان قائداً عسكرياً كبيراً في ما يسمى بـ “الجيش الحر” ناشده العمل لدى اسرائيل للتدخل العسكري لوقف هذا الهجوم السوري عليهم، كما ان الصفدي اجتمع مؤخراً في بلغاريا مع اعضاء في “المعارضة” المقيمة في الخارج، وقد تمت المطالبة بضرورة تقديم اسرائيل مساعداتها لهؤلاء المعارضين المستعدين للتنازل عن الجولان في حالة السيطرة على الحكم في دمشق؟

رئيس وزراء اسرائيل تأثر بهذه الرسالة، ولكنه أجاب على هذه الطلبات والمناشدات بالقول: ساعدنا هؤلاء المسلحين كثيراً، وخاصة أننا عالجنا جرحاهم، وقصفنا أكثر من موقع عسكري للجيش السوري، ولكن لتدخلنا حدوداً، ولا نستطيع أن نتورط في القتال هناك، لأن ذلك يعني بداية حرب، ونحن في عز الحملة الانتخابية. قلوبنا مع هؤلاء المسلحين، ولكن ما باليد حيلة، فعليهم الصمود، ولا نستطيع أن نقاتل عنهم؟ والصفدي للعلم كان المدير السابق لمكتب أيوب القرا، عضو كنيست درزي سابق لحزب الليكود.

هذه هي صورة صادقة عن الوضع الميداني في جنوب غرب سورية، والحدود مع الجولان المحتل، فقد قامت تنظيمات جبهة النصرة وداعش وجيش الاسلام، والجيش الحر بشن معارك هناك مدعومة من اسرائيل، واستطاعت هذه التنظيمات السيطرة على المنطقة كاملاً… ولكن الجيش السوري قرر مؤخراً عدم ابقاء الوضع على ما هو عليه، حتى لا تقام امارة في المنطقة الجنوبية لسورية، وكذلك لمنع اسرائيل من اقامة حزام امني داخل الاراضي السورية لتحافظ على أمن وسيطرة تنظيمات المعارضة على المنطقة. وبدأ الهجوم يوم 10 شباط الجاري، وبدأ الجيش السوري يحقق انجازات ميدانية أسرع مما تم توقعته الخطة العسكرية الشاملة، واصبح أمر تحرير المنطقة من تواجد هؤلاء المسلحين مؤكدا وخلال الايام القليلة القادمة، وقد تقلص عددهم من 8 آلاف مسلح الى أربعة آلاف، وقد قتل منهم حوالي الالفي ارهابي، وفر آخرون. وهناك تقارير تفيد أن عدد الذين بقوا يواجهون الجيش العربي السوري حوالي الفي عنصر ارهابي، وامر سحقهم ليس صعبا، بل هو اكثر من السهل، لان الجيش السوري ضيق الخناق عليهم وحاصرهم، وهو على وشك الانقضاض عليهم، وبالتالي الغاء وجودهم في تلك المنطقة.

 

أهمية هذا الهجوم الواسع

المنطقة المحيطة بالجولان مهمة جداً اذ انها ذات ارتباط جغرافي مع محافظة درعا في الجنوب السوري. واذا سيطر عليها المسلحون وعلى محافظة درعا، فان اسرائيل قد تُقدم على اقامة “حزام امني” في تلك المنطقة، وهذا الحزام الامني يعني:-

        منع القيام بعمليات مقاومة عبر الجولان من تلك المنطقة، أي شل أي مخطط قادم لبدء عمليات مقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي.

        تكون محافظة كبيرة تحت سيطرة المسلحين الذي سيشكلون خطراً على دمشق، العاصمة السورية، وكذلك على الغوطة الغربية.

        قد تمهد هذه “الامارة” الطريق أمام الجيش الاسرائيلي مستقبلاً لتسيير دوريات عسكرية له هناك، وقد يتم تشجيع أبناء جبل العرب الدروز على “الثورة” وامكانية اقامة دولة درزية لان هناك مخططات اميركية/ اسرائيلية بهذا الخصوص ضمن مساعي اميركا واسرائيل لتقسيم وتجزئة الدولة السورية، أي أن هذه الامارة ستساهم في اختراق اسرائيل للامن القومي السوري.

        تشكل هذه الامارة، أو اقامتها يعني الكثير من الناحية المعنوية لسورية الشعب والقيادة، وقد يستغلها “الاعداء” لاظهار ان سورية أصبحت ضعيفة جداً، وان النظام الحاكم الان هو متجه نحو الزوال.

وانطلاقاً مما ذكر، وبأمر من الرئيس بشار الأسد، بصفته القائد العام للجيش العربي السوري، شنت القوات السورية المسلحة هجوماً شاملاً لتحرير هذه المنطقة، وتنظيف الجنوب السوري من هؤلاء الارهابيين، وبالتالي افشال المؤامرة لسلخ جنوب سورية عن البلد الام سورية العظمى.

وقد وضعت خطة عسكرية محكمة ونوعية. وبدأ الجيش العربي السوري مدعوماً باللجان الشعبية، ومن قوى محلية عديدة في تطبيق هذه الخطة الشاملة، وأصبح هؤلاء المسلحون المعارضون والمنتمون لاعداء الامة في حالة خطر كبير، فأخذوا يصرخون مطالبين المساعدة من اسرائيل، وهذه الاستغاثات كشفت النقاب عن ان هؤلاء المسلحين هم في خدمة أعداء سورية، وهم لا يقاتلون من أجل تحقيق اصلاح وديمقراطية بل من أجل تدمير سورية وتقسيمها، أي أنهم جاءوا كمرتزقة لتنفيذ مشاريع الاعداء في سورية، بيد أن الهجوم العسكري الواسع على منطقة الجولان قد أفشل كل المخططات حول الجنوب السوري، وأصبح هؤلاء المسلحون في خطر الابادة والسحق.

معركة الجولان مصيرية، والانتصار فيها يعني ان سورية بخير، وان العدو الاسرائيلي سيواجه أخطاراً في المستقبل، لذلك طالب بعودة القوات الدولية بعد أن تغاضى عن غيابها في الفترة الماضية.

وهذه المعركة المنتصرة ستكون بمثابة رسالة واضحة لاسرائيل مفادها ان الجيش العربي السوري هو على الحدود مع اسرائيل، وان معركة تحرير الجولان من المسلحين هي خطوة اولى نحو تحرير الجولان من الاحتلال الاسرائيلي. وهذا أمر محتمل، وتزداد نسبة احتمالاته يوما بعد يوم، اذ أن هذا الجيش حصل على خبرة قتالية في سورية، وهذا ما يؤرق ويقلق اسرائيل التي أخطأت في حساباتها عبر التدخل القذر في الازمة في سورية، وفي التآمر على الشعب السوري.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.