محور المقاومة في سوريا : إسقاط الخطوط الحمر / ماجدة الحاج

 

ماجدة الحاج ( الجمعة ) 13/3/2015 م …

في خضمّ العمليات العسكرية المتواصلة التي يُطلقها الجيش السوري بالتزامن على مختلف الجبهات الساخنة، والتي بدت مغايرة بالتكتيك العسكري عن كل سابقاتها منذ اندلاع الأزمة السورية، توقف خبراء عسكريون أمام ما سموه “سقوط الخطوط الحمر” في الميدان السوري، والتي كانت رسمتها “إسرائيل” وحلفاؤها طيلة السنوات الأربع المنصرمة، خصوصاً أن الخطة المُحكمة التي أنجزها محور دمشق – طهران – حزب الله تقضي بتوحيد الجبهات وتنفيذ عمليات نوعية وضربات “أمنية” غير مسبوقة ضد رؤوس الجماعات المسلحة، لعل أقساها تلك التي أودت بـ18 قيادياً في “جبهة النصرة”، بينهم القائد العسكري العام للجبهة “أبو همام الشامي”، عبر “ضربة معلم سورية” استهدفت اجتماعاً استثنائياً لهم في منطقة الهبيط بريف إدلب، وأُدرجت في سياق الخرق الأمني الخطير الذي زلزل أعمدة الجبهة، وبمنزلة هدف “ذهبي” سدده الجيش السوري في مرمى الاستخبارات “الإسرائيلية” والخليجية وملحقاتها، في وقت تؤكد أجهزة استخبارات إقليمية أن رزمة العمليات العسكرية والضربات “الأمنية” اللافتة في جدار الصف الأول بالجماعات “الجهادية” المتطرفة، والتي حققها الجيش السوري وحلفاؤه في الآونة الأخيرة في كامل الجبهات شمالا ووسطاً وجنوباً، ما هي إلا باكورة مفاجآت ميدانية قادمة، حدت بدبلوماسيين غربيين إلى السؤال، وفق تقارير سُرّبت من بعض سفارات الدول الإقليمية في المنطقة: هل اتخذ حلف دمشق – طهران – حزب الله قراراً لا رجعة فيه، ببدء عمليات الحسم العسكري في كافة الجبهات على امتداد الأرض السورية؟ وماذا عن المعلومات التي تحدثت عن إنجاز خطة تحرير “أصعب” الجبهات الشمالية بعد حلب؟

بحسب محللين عسكريين، فإن خرق الاستخبارات السورية لجدار التنظيمات “الجهادية” وعمادها “داعش” و”النصرة”، بلغ نجاحاً غير مسبوق. فبالإضافة إلى الضربة القاسية التي لحقت بأبرز قادة ومؤسسي “جبهة النصرة” في ريف إدلب مؤخراً، والتي أُلحقت بغموض مطبق حيال مقتل أميرها “أبو محمد الجولاني” مع قائدها العسكري العام “أبو همام الشامي” وباقي قادتها الآخرين، سدد سلاح الجو السوري ضربة قاسية إضافية في مرمى الجبهة، عبر استهداف غرفة عمليات ما يُسمى “الجيش الأول” في ريف القنيطرة، عقب معلومات رصدتها غرفة عمليات الجيش السوري، وأفادت عن اجتماع مجموعة من القادة الميدانيين في الهدف المذكور، ما أدى إلى مقتلهم، بينهم “أبو اسامة الجولاني” و”أبو حمزة النعيمي”، ضربات أدرجها المحللون العسكريون في سياق الاستهداف المركّز لقادة “الجبهة” على طريق استنزافها، رداً على ما تسعى إليه قطر وواشنطن وأنقرة وتل أبيب بإلباس “الجبهة” المتطرفة “ثوب الاعتدال المسلّح”، وتبييض صورتها أمام الرأي العام العالمي.

وربطا بالأمر، توقّفت مصادر أمنية روسية أمام ما يشهده تنظيم “داعش” بدوره من اختراقات “استخبارية” سورية بدت لافتة في صفوف قادته بدير الزور والرقة؛ “معقل التنظيم”، انعكست حالات فرار جماعية للمئات من عناصره، والتي تؤشر – وفق المصادر – إلى اقتراب ترجمة خطة عسكرية أنجزت القيادة السورية وحلفاؤها تفاصيلها بالكامل بإشراف مباشر من الرئيس الأسد، مشيرة إلى أن تلك الاختراقات انسحبت على معظم ألوية وفصائل “الجيش الحر”، والتي تمثلت مؤخراً بانشقاق “لواء الأنفال” بكامل عدته وعديده وطلب انضمامه إلى الجيش السوري. إلا أن أخطر الخروقات الإستخبارية السورية التي كشفت عنها المصادر عينها، نقلا عن تقارير وصفتها بـ”الموثوقة”، فتجلّت برصد مضامين خطة تأتّت من غرفة عمليات عمّان، تتمحور حول ردّ جهزه أركانها حيال الجبهة الجنوبية تحديداً، بعد “صدمة” انهيار دفاعات مسلحي “النصرة” وحلفائها، وأعداد قتلاها التي تجاوزت عتبة الـ600 في غضون أسابيع قليلة، واعتقال قادة بارزين يرتبطون بشكل مباشر بجهاز “أمان” الإسرائيلي، ما حدا بالجهاز المذكور إلى اتخاذ قرار سريع يقضي برفد تلك “الجبهة” بلواء مسلح قوامه حوالي 1000 عنصر شاركت “إسرائيل” في تجهيزهم لوجستياً، سبقه إرسال خمسة قياديين بهدف “تغذية” غرفة عمليات ريف القنيطرة، بينهم “أبو اسامة الجولاني” و”أبو حمزة النعيمي”، اللذان تكفلت مقاتلة سورية باستهدافهم مع القادة الآخرين، فيما التفّت فرقة خاصة من الجيش السوري وحزب الله على اصطياد ثلاثة من أبرز قياديي اللواء المذكور كانوا يستطلعون إحدى النقاط الخلفية في خراج بلدة داعل بريف درعا، وفق اشارة المصادر، وعلى وقع الرسائل البالغة الأهمية التي بعثت بها إيران “إلى من يعنيهم الأمر” من ميادين سورية والعراق واليمن، مدعمة بأقساها عبر مناوراتها العسكرية الأخيرة التي امتدت من مضيق هرمز إلى مشارف عدن، والتي اعتُبرت الأضخم في تاريخها، مررت دمشق – حسب إشارة احد دبلوماسيي السفارة الروسية في بيروت – رسالة “تحذيرية” عبر وسيط ألماني إلى “إسرائيل” والسعودية وتركيا، مفادها: “سورية ستواجه أي تدخّل عسكري معادٍ بردٍّ غير متوقَّع من قبل المحور كاملاً، ونعد بمفاجآت ميدانية من العيار الثقيل، باتت قاب قوسين أو أدنى”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.