كيف ستردّ سورية على العدوان “الإسرائيلي” الجديد؟ / عبير محمود

عبير محمود ( الإثنبن ) 11/9/2017 م … 




بيّن الخبير السوري في الشؤون العسكرية والاستراتيجية سليم حربا أن العدوان الإسرائيلي على موقع عسكري قرب مصياف يأتي في ظل هزيمة المشروع الصهيوأمريكي في سورية، مبيناً أن انكسار الوكيل على الأرض السورية جعلت من الأصيل يطل برأسه محاولاً إنقاذ وكيلة في الميدان.

وأضاف حربا في تصريح خاص لـ وكالة أنباء آسيا “عندما يرى الإسرائيلي أن مشروع الإرهاب يحتضر ويتلقى النكسات والنكبات يتدخل مباشرة بمثل هذا العدوان لتعويض بعض إخفاقات أدواته على الأرض”.

وأكد الخبير العسكري أن الإنجازات التي يحققها الجيش السوري والقوات الحليفة والرديفة على امتداد الجغرافيا السورية وتوجيه ضربات قاصمة للعمود الفقري للإرهاب في دير الزور تعكس مؤشرات وإعلان رسمي بتوقيع الجيش السوري والدولة السورية على مسألتين الأولى إعلان الانتصار الحقيقي على المستوى الميداني والثانية تتمثل بإعلان استراتيجي لهزيمة الارهاب بكامل منظومتها وعلى رأسها الأصيل الأمريكي والصهيوني.

وتابع حربا “من هنا نرى أن العدوان يأتي في هذا السياق تحديداً كمحاولة تعويض الاخفاق والخيبة الاسرائيلية عن انهيار وتصدع وهزيمة مشروع الارهاب وتوجيه عدة رسائل من قبل الكيان أولها محاولة القفز فوق الخيبات الصهيونية على هزيمة الارهاب وخاصة انها ألقت بظلالها كل مخرجات الميدان السوري على المستوى العسكري وحتى السياسي والشعبي وتعطي مؤشرات قلق وحالة هلع بالنسبة للكيان الاسرائيلي بما فيها انجازات الجيش السوري ومناطق خفض التوتر والحالة الشعبية والحالة السياسية.

والرسالة الاسرائيلية الثانية كما ذكر حربا هي “محاولة الانقضاض على حالات التحسن الإيجابي في المشهدين السوري والإقليمي، والأخير الذي أقر بمجمله أن الدولة السورية ذاهبة للانتصار مع انهيار منظومة الارهاب أمام الجيش السوري.

وأضاف الخبير الاستراتيجي أن الإسرائيلي يحاول من خلال عدوانه اليوم إسماع صوته أنه غير راض من كل مخرجات الميدان مع اقتراب انعقاد اجتماع أستانة وتطبيق مناطق خفض التوتر وخاصة في المنطقة الجنوبية التي يستاء الكيان منها لأنها ستلزم مجموعاته الارهابية كجبهة النصرة وداعش في تلك المنطقة على الخروج منها، مشيراً إلى ان العدوان الإرهابي تعبير عن الافلاس بالنار من قبل الكيان الاسرائيلي على مجمل خيباته”.

وأوضح حربا أن الخيبات الإسرائيلية تتلخص في ثلاث نقاط هي “انهيار مشروع الارهاب في الحغرافيا السورية واستيائه من مناطق خفض التوتر وخاصة في المنطقة الجنوبية بالإضافة لتلازم محور المقاومة بين حزب الله والجيش السوري والعراق وصولاً الى ايران ومنها الى روسيا ودول البريكس وكل هذه المسائل وانتصارات القلمون ومجمل مجريات الميدان السوري بكل أبعاده المركبة العسكرية والسياسية والشعبية جميعها تصيب الكيان الصهيوني كأصيل لمشروع الارهاب بالكثير من القلق”.

ولفت حربا إلى أن “هذا العدوان لا يتعدى على أنه تعبير عن حالة افلاس حقيقي لما يمرّ به الكيان الذي يريد عبر اعتدائه على موقع عسكري سوري تطمين الداخل الصهيوني كمحاولة للقفز على خيباته التي أصبحت على مستوى التجمع الاستيطاني الصهيوني في الداخل الاسرائيلي”، موضحاً “منذ عام 2006 الى الان وقادة الكيان يكذبون على مجتمعهم ويسوقون قدرات اسرائيل الرادعة أمام مستوطنيهم بالقول أن الدولة السورية ستسقط وأن حزب الله سيدمر ويستنزف، ما جعل هناك شرخ كبير بين المجتمع الاسرائيلي وبين كذب قادته، لافتاً إلى أن “هذا العدوان يمكن أن يكون كـ حالة لترميم الانهيار النفسي والمعنوي للداخل الصهيوني، منوهاً ان “هذه الرسائل لن تصل ولن تتحقق مضامينها”.

وحول إمكانية الرد على هذا العدوان أكد حربا أن “الرد الأوجع والأوقع في الزمان المكان المناسبين بسرعة وليس بتسرع وبفعل وليس ردة فعل هو قائم وقادم وخاصة في أولويات القضاء على ما تبقى من التجميعات الإرهابية التي تعمل كوكيل حقيقي للمشروع الصهيوني الامريكي وهزيمتها وسحقها في الداخل السوري هو نصر استراتيجي لكل هذه المنظومة التي تواجه الارهاب من فلسطين ولبنان وسورية والعراق كما أنه نصر للانسانية بحيث سيكون هزيمة استراتيجية للكيان في المنطقة، مؤكداً أن الرد قادم وبأشكال متعددة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.